انتخابات العراق.. احتدام المنافسة في المحافظات السنية بين تحالفي "عزم" و"تقدم"
انتخابات العراق.. احتدام المنافسة في المحافظات السنية بين تحالفي "عزم" و"تقدم"انتخابات العراق.. احتدام المنافسة في المحافظات السنية بين تحالفي "عزم" و"تقدم"

انتخابات العراق.. احتدام المنافسة في المحافظات السنية بين تحالفي "عزم" و"تقدم"

تصاعدت حدة التنافس الانتخابي في المحافظات السنية العراقية بين "تحالف عزم"، برئاسة رجل الأعمال، خميس الخنجر، وحزب "تقدم"، برئاسة رئيس البرلمان الحالي، محمد الحلبوسي، وسط دعوات لإنشاء تحالف كبير يضم الجانبين، عقب الانتخابات.

وشكلت عودة السياسي العراقي المعروف، رافع العيساوي، تحولا في طبيعة المنافسة، حيث أسقطت عنه التهم الموجهة إليه منذ عهد نوري المالكي، وتسببت تلك التهم، باندلاع الاحتجاجات في المناطق السنية عام 2012، وما أعقبها من دخول تنظيم "داعش"، وعمليات التحرير لاحقًا.



 

وانضم العيساوي إلى تحالف "عزم"، الذي يسعى لحصد مقاعد وازنة في مجلس النواب المقبل، تمكنه من مفاوضة الأحزاب الشيعية على جملة ملفات، يتحدث عنها بشكل متكرر، مثل النازحين، وحقوق المحافظات السنية.

وتحالف "عزم"، أطلق عليه "تحالف ثأري"، حيث ضم شخصيات بارزة، اجتمعت على هدف واحد، وهو إزاحة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من منصبه، وضمان عدم حصوله على منصب آخر بعد الانتخابات، بسبب الخلافات بين الجانبين.



 

وتشهد الساحة السياسية السنية في الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، وديالى، وكركوك، وبغداد، بشكل يومي، تجمعات انتخابية، بحضور جماهيري واسع، سواء لتحالف عزم، أو تحالف تقدم، بينما شكلت مواقع التواصل الاجتماعي، ميدانا آخر، للترويج، وتبادل الانتقادات، وفق حملة يقودها إعلاميون، بعضهم من الخارج، مثل الصحفي، عامر الكبيسي، الذي انخرط ضمن تحالف عزم.

 

تنافس محتدم

وقال قيادي في تحالف تقدم، إن "المناطق السنية، تشهد في هذه الانتخابات، تنافسًا محتدمًا، بسبب شدة الصراع بين الكتل السياسية، وهذا شيء إيجابي، ويعزز الحياة الديمقراطية، ويؤكد إمكانية المشاركة الفاعلة في القرار السياسي، وإن كان بتلك الحدة، فكل جهة لديها أهدافها، وبرنامجها الذي تروج له، وتحاول إقناع الناخبين"، مشيرا إلى أن "عودة بعض الشخصيات إلى الحياة السياسية، بعد الحصول على البراءة يمثل تحولًا إيجابيًا". وفق تعبيره.

وأضاف القيادي، الذي طلب إخفاء اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن "تحالف عزم، منافس شرس، ولديه حظوظ، كما نحن لدينا حظوظ كبيرة أيضًا، وهذا الميدان السني يتسع للجميع، ولكن يجب أن تكون المنافسة شريفة، والابتعاد عن التسقيط والتشهير".

وتابع أن "التوقعات تشير إلى حصول المحافظات السنية على نحو 70 مقعدا نيابيا، في ظل القانون الجديد، الذي يتيح إمكانية المنافسة مع المكونات الأخرى".



 

ويميل تحالف "عزم" في توجهاته إلى تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، إذ تجمع رئيس التحالف، الخنجر والعامري علاقات وثيقة، وساهم سابقًا في عودة، الخنجر، إلى المشهد السياسي، بعد خلافات مع حكومة المالكي.

وزار، عامر الكبيسي، عقب وصوله إلى العراق، مؤخرًا، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وهو ما أوحى بوجود اتفاقات أولية أو تفاهمات مبدئية بين تحالف عزم، والتيار الصدري، لكن مراقبين يرجحون عدم حصول هذا التوافق، خاصة أن الاصطفافات عادة تكون بين الأحزاب المتقاربة في الرؤى والخطاب، وهو ما يجعل حصول ذلك بعيدا، لقرب تحالف عزم، من الكتل والأحزاب المناوئة للصدر، أو تلك التي تخالفه في منهجه.

 

مشاركة واسعة

وفي الوقت الذي ترسم الحملات الدعائية صورة واضحة لطبيعة التنافس من جهة والصراع من جهة أخرى، فإنها باتت تحدد طبيعة نسب المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وتشير المعطيات المتوفرة حاليا، سواء طبقًا لاستطلاعات الرأي، أو طبيعة الحراك الجماهيري، أن نسبة المشاركة هذه المرة سوف تكون أكبر من الانتخابات السابقة التي جرت عام 2018، والتي قبلها في عام 2014، والمعطيات نفسها تؤكد أنه في الوقت الذي يبدو فيه الحماس من أجل المشاركة كبيرًا في المناطق والمحافظات السنية، تليها المحافظات الكردية.



 

ويرى الباحث في الشأن السياسي، وائل الشمري، أن "التنافس الحاصل بين تحالفي تقدم وعزم، قد ينعكس سلبًا على حصة المحافظات التي يمثلونها، بسبب عدم توحدهم في تحالف واحد، ومن المتوقع حصول خلافات بينهم كبيرة، بعد الانتخابات، وبدء توزيع الحصص الوزارية، وتشكيل الحكومة المقبلة".

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "صمود تلك التحالفات مرهون بطبيعة الحاجة إلى هذا الصمود، وإلا فإن تحالف عزم مثلاً، يضم عدداً من القادة السياسيين، وتشير التجارب السابقة، إلى أن مثل تلك التجمعات تنهار بسرعة كبيرة، بسبب الخلافات بينها، وتباين وجهات النظر، ورغبة كل طرف، في الحصول على مكاسب أكبر".

ولفت إلى أن "تنوع التحالفات يمكن أن يكون إيجابيا في جزء منه، لإمكانية عقد تفاهمات مع مختلف القوى الشيعية، حتى لوكانت الموالية لإيران، بما يضمن حقوق الجغرافية السنية"، مشيرًا إلى "ضرورة تأسيس تحالف كبير يضم جميع تلك القوى للحصول على أكبر قدر ممكن من التمثيل السياسي".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com