وفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة
وفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقةوفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة

وفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة

أعلن التلفزيون الحكومي الجزائري قبيل منتصف ليل الجمعة/السبت بالتوقيت المحلي، وفاة رئيس البلاد السابق عبدالعزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عاما.

وقال تلفزيون "الحياة" الخاص إن المنية وافته "الساعة 22,00 (21,00 ت غ) في منزله".

وتولى بوتفليقة الحكم عام 1999، ليكون الرئيس السابع للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.

ولد بوتفليقة في مدينة وجدة المغربية عام 1937 لأبوين ينحدران من مدينة تلمسان شمال غرب الجزائر.

وعندما كان عمره 19 عاما انضم إلى جيش التحرير الوطني الذي كان يقاوم الاستعمار الفرنسي.



وبقي بوتفليقة يوصف بأنه رجل المصالحة الوطنية التي أنهت فترة دموية في تاريخ الجزائر امتدت لعقد من الزمان تسببت بمقتل أكثر من 200 ألف جزائري، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة.

ولعب الرئيس الراحل دورا كبيرا في إعادة السلام إلى الجزائر بعد وصوله إلى الرئاسة، إثر الحرب الأهلية، إذ أصدر في أيلول/سبتمبر 1999، أول قانون عفو عن المسلحين الإسلاميين الذين كانوا يقاتلون القوات الحكومية ونُسبت إليهم جرائم واسعة، مقابل تسليم أسلحتهم. وأعقب ذلك استسلام آلاف الإسلاميين.

واستطاع بوتفليقة الفوز بولاية رئاسية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة في العام 2004 واجه فيها منافسه اللدود علي بن فليس، بعد حصوله على حوالى 85% من الأصوات.

وفي العام 2009 أعيد انتخاب بوتفليقة لولاية ثالثة بنسبة 90% من الأصوات، بعد أن أجرى تعديلا على الدستور في 2008 يسمح له بالترشح لولاية جديدة، ورأى المعارضون وقتها أن التعديل الذي أجراه بوتفليقة يهدف لبقائه على كرسي الرئاسة مدى الحياة.



وعند اندلع ثورات الربيع العربي، استبق بوتفليقة العاصفة عبر رفع حال الطوارئ التي كانت معلنة في البلاد منذ 19 عاما، ورفع الأجور مستفيدا من عائدات النفط في البلاد الغنية بالموارد النفطية.

وفي عام 2014 فاز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة، وبعد ذلك بخمسة أعوام استقال، وبالتحديد يوم 2 أبريل 2019 بعد أسابيع من احتجاجات واسعة ضد توليه ولاية رئاسية خامسة في ظل وضع اقتصادي سيئ وبطالة مستشرية، لا سيما بين الشباب، وهكذا أنهى بوتفليقة فترة حكم استمرت طيلة 20 عاما من 1999 ولغاية 2019، ليكون الرئيس الأطول فترة حكم للجزائر منذ استقلالها عام 1962.

وتدهورت الحالة الصحية لبوتفليقة أثناء السنوات الست الأخيرة لحكمه البلاد، وظهر للمرة الأولى مقعدا على كرسي متحرك في العام 2013.

وكان رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المالك سلال، قد قال في يونيو 2020، إنه كان يحكم البلاد بعد وعكة صحية أصابت الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، في نيسان/ أبريل 2013.



جاء ذلك خلال استماع أقواله في قضية فساد رجل الأعمال البارز علي حداد، في محكمة سيدي امحمد، وسط العاصمة الجزائرية.

وشدد سلال على أن بوتفليقة انسحب من تسيير الشأن العام منذ عام 2013، وتولى هو إدارة شؤون الدولة التي ”كانت تمر بفترة صعبة خاصة بعد انخفاض أسعار البترول في 2014، وهو ما جعل الحكومة تعمل على إعادة الاعتبار للإنتاج المحلي“.

وعاش بوتفليقة في عزلة تامة بعد تنحيه، في منزله المجهز بمعدات طبية في زرالدة بالقرب من الجزائر العاصمة، بعيدا جدا عن السلطة التي تعلق بها طويلا.

وبعد أن فرض وجوده في الحياة السياسية الجزائرية لعقود، ثم اختفاؤه تقريبا من العلن منذ إصابته بجلطة في عام 2013، ولم يظهر بوتفليقة للعيان منذ أن أجبره الشارع والجيش على الاستقالة في الثاني من نيسان/أبريل 2019.



في ذلك التاريخ، ظهر للمرة الأخيرة على شاشة التلفزيون ليعلن استقالته، بعد أن حاول التمسك بالسلطة إلى آخر دقيقة، وأصبح سقوط حكمه أمرا لا مفر منه بعد أسابيع من تظاهرات ضخمة ضد ترشحه لولاية خامسة، ثم بعد أن أعلن الجيش، وعلى لسان رئيس الأركان المتوفى، الفريق أحمد قايد صالح، تخليه عنه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com