هكذا رأى وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل اتفاق السلام بعد عام من توقيعه
هكذا رأى وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل اتفاق السلام بعد عام من توقيعههكذا رأى وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل اتفاق السلام بعد عام من توقيعه

هكذا رأى وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل اتفاق السلام بعد عام من توقيعه

اعتبر وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والإسرائيلي يائير لابيد، في مقال مشترك نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن اتفاق السلام الذي وقع بين الدولتين قبل نحو عام "يعد حافزاً قوياً لتغيير أوسع في سياسات الشرق الأوسط".

وسلط الوزيران الضوء على أبرز ثمار الاتفاق في مُختلف المجالات، فعلى سبيل المثال ذكرا أنه "خلال العام الماضي، تم تسهيل عملية زرع الكلى من خلال برنامج مانحين مُشترك، وعلى الجانب الفني، أحيا الفنان الإماراتي طارق المنهاي حفلاً افتراضيًا مع أوركسترا القدس السيمفونية وفرقة شالفا للموسيقيين الإسرائيليين ذوي الإعاقة، كما قام رواد الأعمال الأمريكيون والإسرائيليون بتوسيع شركة D’Vaish للأغذية الصحية من خلال الشراكة مع مصنع البركة للتمور ومقره في الإمارات".

وقال المسؤولان في مقالهما: "أثبتت اتفاقات أبراهام أنها دائمة بشكل غير عادي، حتى مع جائحة كورونا التي أجبرت العديد من الدول على فرض إجراءات احترازية وقيود على السفر والاختلاط الاجتماعي".



وأضاف المقال: "رغم كل هذا تقدمت العلاقات الرسمية بسرعة.. تم إنشاء سفارات في أبو ظبي وتل أبيب، واستخدم كبار المسؤولين القنوات المفتوحة لمعالجة القضايا بشكل مباشر، وتبادل وزراء البلدين الزيارات، وبدأت وزارات الرعاية الصحية تعاونًا مُكثفًا في مبادرات كوفيد 19، وتم التوصل إلى مذكرات تفاهم واتفاقات تجارية واتفاقات رسمية أخرى".

وتابع المقال: "بعد عام من العلاقات المفتوحة والسلام بين الإمارات وإسرائيل، يحدث تغيير حقيقي.. هدفنا الآن هو عمل المزيد لتعميق السلام ومدّه إلى المنطقة بأسرها.. يُمكن للحكومات عقد اتفاقيات، لكن الإماراتيين والإسرائيليين يُظهرون لنا جميعًا كيف يُمكن للناس صنع السلام.. إنهم يكسرون بسرعة الحواجز التي تحركها المصالح والقيم المشتركة".



وأوضح المقال: "التحول في عقلية الأجيال يدعم اتفاقيات أبراهام.. يتحدث رواد الأعمال الشباب والباحثون والناشطون الثقافيون لغة جديدة للسلام.. يحتضنون الابتكار وينشرون التكنولوجيا، وللاستفادة من رأس المال الاستثماري يخططون للشركات الناشئة والتبادلات في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر، واستكشاف الفضاء وتطوير المحتوى والأمن المائي".

وأردف الوزيران: "لكن بينما نحتفل بهذه الإنجازات، يجب على الإسرائيليين والإماراتيين الاستمرار في التركيز على شيء أكبر.. كانت اتفاقات أبراهام دائمًا تهدف إلى أن تكون حافزًا لتغيير أكبر.. كيف يُمكننا الآن العمل معًا لتحقيق سلام قائم على الابتكار يشمل المنطقة بأسرها؟".

وأجاب كاتبا المقال على السؤال قائلين: "أولاً، يجب أن تتحقق فوائد التطبيع من قبل جميع الموقعين على الاتفاقات، وكذلك من قبل مصر والأردن.. قدرت دراسة أجرتها مؤسسة راند الإمكانات على مستوى المنطقة عند تريليون دولار في النشاط الاقتصادي الجديد.. باعتبارهما من أكثر الدول ديناميكية وتقدماً في العالم، يُمكن لدولة الإمارات وإسرائيل معًا المساعدة في زيادة الفرص الاقتصادية من خلال الدفع باتجاه تكامل إقليمي أعمق.. يجب أن يكون أحد العناصر هو المؤسسات الجديدة، والتعاون لتسهيل التجارة، والتعاون في مجال الصحة العامة والتنمية".

وأضاف المسؤولان: "ثانيًا، يُعد استمرار المشاركة الأمريكية والأوروبية أمرًا بالغ الأهمية.. لا يتفق الجمهوريون والديمقراطيون كثيرًا، لكن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي حظي بدعم حماسي من إدارتي ترامب وبايدن وعبر الكونجرس، وفي جميع أنحاء أوروبا أيضاً، لقيت الاتفاقات ترحيباً حاراً.. سوف يُساعد الدعم السياسي والمالي والفني النشط من الولايات المتحدة وأوروبا في تحقيق إمكانات شاملة (..)".



وبخصوص القضية الفلسطينية وسبل التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، قال الوزيران: "ثالثًا، أكدت الاتفاقات أنه حتى لو لم يلوح اتفاق سلام شامل في الأفق، فإن الظروف الأفضل للفلسطينيين هي مصلحة مُشتركة لنا جميعًا.. يجب أن يُساعد التطبيع في تسهيل زيادة الاستثمار والتجارة والتبادلات بين الفلسطينيين والعالم العربي".

واختتم الوزيران بالقول: "سيظل المُشككون مُتشائمين، لكن يجب أن ينظروا إلى ما حدث العام الماضي، رغم كل الصعاب.. تسمح طرق التفكير الجديدة والمصالح المُشتركة بإحداث اختراقات وبناء العلاقات، وتُشجع الآخرين في المنطقة على بدء قنوات جديدة للحوار الدبلوماسي.. الاختراقات الحقيقية صعبة، لكن الإماراتيين والإسرائيليين أظهروا أنها مُمكنة.. هذه مجرد البداية والخطوة التالية هي توسيع الفرص وربط الناس في جميع أنحاء المنطقة.. هذا هو أفضل علاج للتشاؤم والأيديولوجية المُتطرفة التي أعاقت الشرق الأوسط لفترة طويلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com