الانتخابات المغربية.. هل سيصمد العثماني في "دائرة الموت"؟
الانتخابات المغربية.. هل سيصمد العثماني في "دائرة الموت"؟الانتخابات المغربية.. هل سيصمد العثماني في "دائرة الموت"؟

الانتخابات المغربية.. هل سيصمد العثماني في "دائرة الموت"؟

على بعد ساعات قليلة من انتهاء الحملة الانتخابية للاستحقاقات المتعلقة بانتخاب أعضاء كل من مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، ومجالس الجماعات والجهات بالمغرب، دخل السباق الانتخابي بالمملكة مراحله الحاسمة، وسط منافسة شرسة بين عدد من الأسماء البارزة في أهم الدوائر الانتخابية.

وتتجه الأنظار يوم الـ8 من أيلول/ سبتمبر الجاري إلى دائرة "الرباط المحيط"، ومرد هذا الاهتمام إلى وزن المرشحين الذين يتنافسون في هذه الدائرة والتي تلقب تاريخيا بـ"دائرة الموت".

ويتنافس في هذه الدائرة كل من سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" رئيس الحكومة الحالي، ونبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية"، وإسحاق شارية الأمين العام لحزب "المغرب الحر".



ورشح حزب "الأصالة والمعاصرة" (أكبر أحزاب المعارضة بالمغرب) القيادي المهدي بنسعيد للعودة إلى الأضواء من جديد، فيما رشح حزب "الاستقلال" والذي يوصف بأقدم حزب بالمغرب، الاسم البارز عبد الإله البوزيدي للظفر بهذه الدائرة الانتخابية.

بدوره رشّح حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الاسم البارز بدر الطناشري لمنافسة العثماني وباقي الأسماء على الصدارة.

ويدخل غمار المنافسة بدائرة "الرباط المحيط" أيضا، تحالف "فدرالية اليسار" المكون من حزبي "الطليعة الاشتراكي الديمقراطي" و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، إذ تم ترشيح القيادية مريم بنخويا لدخول هذه المعركة الانتخابية.

ورغم الشروط الدقيقة التي وضعتها وزارة الداخلية المغربية أمام الأحزاب بسبب حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها جائحة كورونا، حاولت هذه الأسماء السياسية المذكورة، عرض مضامين برامجها ومشاريعها على الناخبين ميدانيا وافتراضيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

حظوظ العثماني

وأثناء هذه الحملة الانتخابية، تعرّض سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" رئيس الحكومة، قبل أيام، لموقف محرج أثناء قيامه بجولة وسط مدينة الرباط لعرض برنامج حزبه الانتخابي ومحاولة إقناع الناخبين به، حيث وصف العشرات من ساكنة العاصمة الحزب الحاكم ذا المرجعية الإسلامية بـ"الكاذب".

وتعرض العثماني للطرد من شوارع العاصمة، فيما هتف العشرات "العثماني ارحل".



من جهته، طالب "العدالة والتنمية" السلطات المحلية والأمنية، بفتح تحقيق حول ما وصفه بـ"عمليات التعنيف والتحرش التي تعرض لها مناضلو الحزب خلال تلك الجولة".

ورأى المحلل السياسي عبدالفتاح الحيداوي، أن حظوظ العثماني ضئيلة في هذه الدائرة، مشيرا إلى أن ما تعرض له قائد الائتلاف الحكومي الحالي يبين أن شعبية الإسلاميين في تراجع حاد.

وأضاف الحيداوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المؤشرات الأولية تؤكد أن حزب العدالة والتنمية سيفقد السيطرة على أهم دائرة بالعاصمة الرباط، على اعتبار أن باقي الأسماء المرشحة في الدائرة ذاتها ليست مثيرة للجدل، أو تدير الشأن العام الحالي، وبالتالي قد تعطى لها فرصة على حساب العثماني.

واعتبر المتحدث أن "العدالة والتنمية" أضحى في عيون المغاربة مثل "الكابوس المزعج"، بسبب تخلفه عن الوفاء بوعوده الانتخابية السابقة.

وزاد متسائلا "هل قضى الحزب فعلا على الفساد؟ هل أحدث فرصا كافية للشغل؟ هل تحسنت القدرة الشرائية للمغاربة؟"، لافتا إلى أن حظوظ الحزب في جل الدوائر المغربية قليلة جدا وقد يتعرض لتصويت عقابي.

وبرزت تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي حول قدرة قائد "إخوان" المغرب سعد الدين العثماني على الإطاحة بمنافسيه.

وكان حزب العدالة والتنمية ظفر في انتخابات 2016، بمقعدين في هذه الدائرة المهمة بعدما حصل على المرتبة الأولى.

تأثير القاسم الانتخابي

وخلال هذه الانتخابات سيتم احتساب النتائج قياسا على مجموع المسجلين في القوائم الانتخابية، سواء شاركوا في الاقتراع أم لا، وتسمى هذه العملية بـ"القاسم الانتخابي".

وهذا الشكل الجديد من القاسم الانتخابي والذي سيطبق للمرة الأولى في المغرب بعد إقراره قبل أشهر بالبرلمان، عملية تقنية حساسة يتم على أساسها توزيع المقاعد البرلمانية بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات بالمملكة.

ويخشى الحزب الحاكم من أن تفضي طريقة حساب "القاسم الانتخابي"، التي تحظى بموافقة أغلب الأحزاب، إلى تقليص عدد مقاعده في الانتخابات البرلمانية، كون الطريقة الجديدة تعتمد على نمط جديد وهو استخراج القاسم من قسمة مجموع المسجلين في اللوائح الانتخابية على المقاعد في الدائرة الانتخابية، دون تمييز بين من شاركوا في الانتخابات، ومن لم يشاركوا فيها.

ويتوقع أن يؤدي هذا النمط الجديد إلى تراجع عدد مقاعد الأحزاب الكبرى في مجلس النواب؛ ما سينعكس بشكل مباشر على الحزب الحاكم والذي ظل يحتكر المقاعد البرلمانية بسبب القاسم الانتخابي السابق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com