تقرير أمريكي: بذور خسارة واشنطن في أفغانستان زرعتها أخطاء بوش منذ البداية
تقرير أمريكي: بذور خسارة واشنطن في أفغانستان زرعتها أخطاء بوش منذ البدايةتقرير أمريكي: بذور خسارة واشنطن في أفغانستان زرعتها أخطاء بوش منذ البداية

تقرير أمريكي: بذور خسارة واشنطن في أفغانستان زرعتها أخطاء بوش منذ البداية

قالت مجلة أمريكية، يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة خسرت أفغانستان منذ بداية تورطها فيها؛ وذلك بسبب ما وصفته بالأخطاء الفادحة التي ارتكبتها واشنطن.

وسخرت مجلة "الشؤون الخارجية" من ردود الأفعال التي أعقبت خروج القوات الأمريكية، وعودة حركة طالبان المتشددة للاستيلاء على الحكم بعد سقوطها منذ نحو 20 عاما.

وأضافت أن "الأيام التي أعقبت سقوط كابول شهدت سيلا مستمرا من عمليات تشريح الجثة حول تورط الولايات المتحدة في أفغانستان".

ولفتت إلى أن "بعض هذه الانتقادات أشارت إلى سياسة معيبة وسوء تنفيذ"، فيما اعتبر آخرون أن "تورط الولايات المتحدة في أفغانستان كان محكوما عليه بالفشل منذ البداية استنادا إلى سمعة تلك الدولة باعتبارها مقبرة الإمبراطوريات".

وقالت المجلة إن آخرين، بمن في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، ذهبوا أبعد من ذلك بحجة أن جميع جهود الاستقرار وإعادة الإعمار بعد الصراع، والمعروفة أيضًا باسم بناء الدولة، تؤدي إلى مستنقع يجب على القوات الأمريكية تجنبها بشكل شامل.

وذكرت أن "الحقيقة هي أن فشل الولايات المتحدة في أفغانستان لم يكن مقدرا، لكن واشنطن أعاقت بشدة جهود تحقيق الاستقرار في وقت مبكر".



وأوضحت أنه تاريخيا "أطلقت الولايات المتحدة تدخلات عسكرية خارجية بهدف وضع حد لشيء ما، مثل العدوان العسكري والإبادة الجماعية والانتشار النووي، وفي حالة أفغانستان في عام 2001، العمليات الإرهابية المستمرة".

وأشارت مجلة "الشؤون الخارجية" إلى أنه "عندما يتحقق الهدف، كما حدث في أفغانستان بمجرد القضاء على التهديد المباشر من القاعدة، تصل القوة المتدخلة إلى مفترق طرق".

وأضافت أنه "في سعيها لاستباق أي حلقات متكررة، يجب على واشنطن أن تختار بين احتلال دائم، أو إعادة الغزو بشكل دوري، أو الالتزام بالمساعدة في بناء نظام وريث أقل كفاءة، ما يسمح له بشكل مثالي بترك مجتمع يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه".

واعتبرت أن "إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش لجأت إلى الخيار الثالث؛ لأنها لم تكن راغبة في حكم أفغانستان ومواجهة خطر عودة تنظيم القاعدة، لكنها فشلت في فهم الأبعاد الكاملة للتحدي الذي كانت تواجهه".

أخطاء مبكرة

ورأت المجلة أن "الخطأ الأول لإدارة بوش كان فشلها في إدراك العوائق الجغرافية في طريق جهود إعادة بناء أفغانستان، التي تقع على الجانب الآخر من العالم من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كونها غير ساحلية ولا يمكن الوصول إليها؛ نظرا لأنها محاطة بالعديد من الجيران الأقوياء والمفترسين، بما فيهم إيران وباكستان وروسيا".



ولفتت في تقريرها إلى أن "الطريقة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها إدخال معظم قواتها وإمداداتها إلى أفغانستان أو الخروج منها كانت عبر باكستان، وهي دولة لا تشارك الأهداف الأمريكية هناك وتسعى بنشاط إلى تخريبها".

وقال التقرير: "الحقيقة أن بذور فشل الولايات المتحدة في نهاية المطاف في أفغانستان زرعت في وقت مبكر من عام 2002".

وأشار إلى أنه علاوة على ذلك، "كان عدد سكان أفغانستان أكبر بكثير من عدد سكان أي دولة أخرى تدخلت فيها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية"، لافتا إلى أنه "في عام 2001، كان عدد سكان أفغانستان ضعف عدد سكان فيتنام الجنوبية في زمن الحرب".

وذكر التقرير أن "عدد سكان أفغانستان في عام 2001 بلغ 21.6 مليون نسمة، ولكن بحلول نهاية عام 2002 لم يكن هناك سوى حوالي 8000 جندي أمريكي في بلد يزيد حجمه على عشرة أضعاف حجم كوسوفو، وليس لديه جيش أو قوة شرطة خاصة به".

وأوضح أنه "ببساطة لم يكن هناك ما يكفي من الجنود الأمريكيين على الأرض لتأمين البلد الذي استولت عليه الولايات المتحدة بالقوة العسكرية."

حسابات خاطئة

ورأت المجلة أن "إدارة بوش ارتكبت أخطاء فادحة أخرى حدت من إمكانية تحقيق استقرار ناجح"، معتبرة أنه "لم تكن هناك جهود كبيرة مبكرة لبناء جيش أو قوة شرطة أفغانية وطنية، الأمر الذي ترك الأمن في أيدي أمراء الحرب المحليين المفترسين، وجعل مواجهة مقاتلي طالبان العائدين أكثر صعوبة".

ونبهت إلى أنه "لم تكن هناك نقطة قيادة واحدة لجهود إعادة البناء الدولية، وأنه ربما الأهم من ذلك، استغرق الأمر من المسؤولين الأمريكيين عدة سنوات لإدراك أنه على الرغم من أن باكستان قد سحبت دعمها لحكومة طالبان، إلا أنها لم تتخلَ عن طالبان كمنظمة".



وأشارت مجلة "الشؤون الخارجية" إلى أنه "بعد طردهم من أفغانستان، تم منح قيادة طالبان وأعضاء المجموعة المتبقين ملاذا في باكستان، حيث تعافوا وأعيد تدريبهم وتزويدهم، ثم استأنفوا التمرد لاحقًا في أفغانستان".

وقالت إنه "بالنظر إلى هذه الحسابات الخاطئة، تضاءلت احتمالات النجاح في أفغانستان بشكل ملحوظ بحلول أوائل عام 2003".

وزادت: "بعد ذلك، بالطبع، غزت إدارة بوش العراق، وهو بلد كبير مثل أفغانستان، فيه صراعات داخلية أكثر وحتى مع جيران أكثر عدائية، وحيث وبالمثل، قلل بوش ومسؤولوه من حجم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار في فترة ما بعد الصراع التي سيضطلعون بها".

ولفتت إلى أن "مقاومة عنيفة للغزو الأمريكي نشأت بشكل أسرع في العراق، وكانت القوات الأمريكية تتعرض لضغوط شديدة هناك بحلول الوقت الذي عادت فيه طالبان إلى الظهور كتهديد خطير في أفغانستان".

وأضافت أن "هذا الحال ظل كما هو طوال فترة بوش في المنصب، ما أعاق قدرة الولايات المتحدة على تحقيق الاستقرار الحقيقي في أفغانستان، وأتاح لطالبان استعادة موطئ قدمها هناك".

وقال التقرير: "لم يكن الفشل في الحد من عودة ظهور الطالبان وبناء القدرات المؤسسية في أفغانستان حتميًا بأي حال من الأحوال".



وأضاف: "لو خصصت الولايات المتحدة الموارد المطلوبة لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء في بلد بحجم أفغانستان وموقعها، لكانت لديها فرصة أفضل لمغادرة البلاد بأمان، مع وجود دولة عاملة في مكانها".

وتابع: "لكن في النهاية، خلقت أخطاء واشنطن المبكرة غير المقصودة وضعا واجهت فيه خيارا ليس بين الفوز أو الخسارة، بل بين الخسارة أو عدم الخسارة".

وقالت المجلة إنه "كان يمكن لواشنطن أن تتشبث بتكلفة متواضعة من أجل إبقاء طالبان في مأزق، والاحتفاظ بشريك كفؤ في مكافحة الإرهاب في الحكومة الأفغانية، وحماية التقدم السياسي والاجتماعي الذي تمتع به العديد من الأفغان، أو يمكنها المغادرة والاعتراف بفشلها في المساعدة في بناء دولة دائمة ومستقبل دائم للشعب الأفغاني".

وختمت تقريرها بالقول: "تصارع ثلاثة رؤساء على التوالي مع المعضلة التي تركها بوش وراءه.. أشار باراك أوباما ودونالد ترامب إلى إنهاء الحرب، لكنهما قررا في النهاية عدم الخسارة في حذرهما. قطع بايدن الحبل أخيرًا واختار أن يخسر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com