إيران.. تباين في مواقف النواب بعد زيارة رئيسي للأهواز

تباينت ردود الأفعال حيال الزيارة غير العلنية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مدينة الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان، ذات الغالبية العربية، كأول محطة له منذ نيل حكومته الثقة من قبل البرلمان، يوم الأربعاء الماضي، بين منتقد ومؤيد.

وانتقد عضو البرلمان الإيراني عن مدينة الفلاحية التابعة لمحافظة خوزستان جنوب البلاد، مجيد ناصري نجاد، اليوم الجمعة، زيارة رئيسي إلى الأهواز، واصفًا إياها بأنها "استعراضية".

وأضاف نجاد، في تصريح نقله موقع "عصر جنوب" الإيراني، أن "مثل هذه الزيارات القصيرة التي تستغرق يومًا واحدًا لا تحل مشاكل محافظة خوزستان"، مبينًا أن "مشاكل مثل الانعكاسات الدائمة لمياه الصرف الصحي، والبطالة، والجفاف، ونقص المياه، واختفاء أشجار النخيل، وما إلى ذلك، هي من بين المشاكل التي يحتاجها الرئيس للجلوس مع الناس وممثلي المحافظة، ويقرر حل مثل هذه المشاكل".

وأكد أن "توقعاتنا من حكومة الشعب (حكومة رئيسي) كانت مختلفة، وأتمنى ألا يستمروا في هذه الممارسة لأن مشاكل الشعب لن تحل فحسب بل ستزداد".

أزمة المياه والبطالة في خوزستان

من جانبه، قال رئيس مجمع نواب محافظة خوزستان في البرلمان، عبد الله إيزدة بناة، خلال كلمة له بحضور رئيسي في الأهواز، إن "العديد من مناطق محافظة خوزستان تعاني من مشاكل مائية خطيرة".

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الطلبة "إيسنا"، اعتبر إيزدة بناة زيارة رئيسي للمحافظة بأنها "علامة على إرادة حل مشاكل خوزستان"، موضحًا أن "المشكلة الأساسية في خوزستان هي البطالة والآن في كل أسرة خوزستان، خاصة في المناطق التي أغلبيتها من القومية البختيارية اللورية والمناطق العربية، هناك ما لا يقل عن 5 إلى 6 متعطلين عن العمل".

وأضاف أن "سبب هذه البطالة عدم الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية، خاصة الزراعة، ولم يتم استخدام النفط، والغاز، والبتروكيماويات، بشكل صحيح للقضاء على البطالة، وتجب الاستفادة من هذه القدرات".

بدوره، شدد ممثل المرشد الإيراني في خوزستان، عبد النبي موسوي فرد، على أن "حل مشكلة بطالة الشباب في خوزستان أولوية من أولويات المشاكل القائمة".

وقال موسوي فرد في كلمة له بحضور رئيسي، إن "أهم مطلب أهالي المحافظة في الوضع الراهن هو خلق فرص عمل مستدامة"، مشيرًا إلى أن "الحكومة الجديدة يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا بمطالب محافظة خوزستان".

وقف نقل المياه من خوزستان

وفي سياق آخر، رأى ممثل مدينة الأهواز في البرلمان، كريم حسيني، خلال اجتماع للرئيس الإيراني مع زعماء عشائر إقليم خوزستان، أن "القضاء على نقل المياه من روافد نهر خوزستان يعد القضية الأولى في المقاطعة".
وقال كريم حسيني، في حديث له نقلته وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية، إن "شبكة الصرف الصحي هي ألم يتجلى في الأمطار الأولى".

من جانبه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال اجتماعه مع زعماء عشائر خوزستان، إن "إدارة المياه في خوزستان خاطئة، ويجب حل مشاكل المياه بالحلول الصحيحة والتعاون".

وكان الرئيس الإيراني طرح خلال حملته في الانتخابات الرئاسية التي أجريت، في 18 من يونيو/حزيران الماضي، شعار "حكومة الشعب".

ووصل رئيسي مع عدد من وزراء حكومته بينهم وزراء: الطاقة، والصحة، والزراعة، إلى محافظة خوزستان في زيارة غير معلنة تستمر يومًا واحدًا، وفقًا لما ذكره التلفزيون الحكومي.

وقال رئيسي عقب وصوله إلى مطار مدينة الأهواز: "في هذه الرحلة القصيرة، سيتم بحث ومتابعة أهم القضايا في المحافظة التي تسبب المعاناة للناس، وخوزستان لها حق كبير على عاهل الحكومة".

وأضاف: "هدفنا الأول في الحكومة هو أن نتمكن من حل مشاكل الشعب بشكل عام ومشاكل محافظة خوزستان بشكل خاص".
وتعاني محافظة خوزستان التي تقطنها أغلبية عربية ويسكنها قرابة 5 ملايين نسمة، منذ سنوات من مشاكل عديدة، من بينها: أزمة المياه الصالحة للشرب، وانعدام الخدمات الصحية، وتفشي البطالة والفقر في صفوف شبابها، رغم أن المحافظة تتمتع بموارد غنية من بينها استخراج النفط والزراعة.

وشهدت هذه المحافظة، في منتصف يوليو/تموز الماضي، احتجاجات شعبية استمرت 12 يومًا رفعت شعارات مناهضة للنظام، والمرشد علي خامنئي، على خلفية أزمة المياه والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مع ارتفاع درجات الحرارة، وأسفرت تلك الاحتجاجات عن قتلى وجرحى ومعتقلين.

وزادت أزمة تفشي فيروس كورونا من معاناة سكان محافظة خوزستان حيث ترتفع الإصابات والوفيات في هذه المحافظات في ظل انعدام الأدوية واللقاحات الكافية.