"التايمز": الفقر يحكم قبضته على نصف المواطنين الروس
"التايمز": الفقر يحكم قبضته على نصف المواطنين الروس"التايمز": الفقر يحكم قبضته على نصف المواطنين الروس

"التايمز": الفقر يحكم قبضته على نصف المواطنين الروس

قبيل الانتخابات البرلمانية في روسيا الشهر المقبل، كشف استطلاع للرأي أن 40% من المواطنين الروس يعانون من الفقر المدقع لدرجة أنهم يكافحون من أجل توفير الطعام لأنفسهم وأسرهم.

ووفقا لصحيفة "التايمز" البريطانية جاءت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز "ليفادا" المستقل، مع أمر الرئيس فلاديمير بوتين بدفع مكافأة للمتقاعدين وأفراد القوات المسلحة في محاولة لتعزيز الدعم لحزب روسيا المتحدة الحاكم قبل التصويت المقرر إجراؤه في يوم 19 سبتمبر/ أيلول.

وكشف الاستطلاع أن نصف سكان روسيا غالبا ما يعجزون عن شراء ملابس وأحذية جديدة.

وفقا لمركز "فتسيوم" لاستطلاع الآراء، الذي تديره الدولة، انخفضت معدلات تأييد روسيا المتحدة إلى أدنى مستوى لها تقريبا، وهو 30 %، بعد مزاعم الفساد وانتشار الفقر على نطاق واسع.

وقال مركز ليفادا إن 15% فقط من الناخبين في موسكو، أغنى مدينة في روسيا، يؤيدون الحزب.

ووقع بوتين الثلاثاء الماضي على قرار توزيع منح قدرها 10 آلاف روبل، أي ما يعادل 137 دولارا للمتقاعدين، و15 ألف روبل (200 دولار) للعسكريين بعد الانتخابات.

يشار إلى أن متوسط المعاشات التقاعدية الشهرية في روسيا أقل من 16 ألف روبل، ويعتمد العديد من المتقاعدين على المساعدة المالية من اسرهم.

وقال بوتين إن الإنفاق الاجتماعي المخطط له لم يعد كافيا لتغطية التضخم السنوي الذي بلغ 6.5%، وهو أعلى مستوى له منذ 5 سنوات.

وقدمت المدن العسكرية في جميع أنحاء روسيا أدنى مستويات الدعم لبوتين في استفتاء العام الماضي على التعديلات الدستورية التي تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2036، عندما يبلغ من العمر 83 عاما.

وقال ليونيد فولكوف، كبير المساعدين السابق لأليكسي نافالني زعيم المعارضة المسجون، إن "هذه رشوة صريحة للناخبين، وليس أكثر".

وعلى الرغم من أن موسكو وسانت بطرسبرغ مدينتان غنيتان نسبيا، فإن الفقر متجذر في العديد من المناطق الروسية، ففي توفا على سبيل المثال، وهي منطقة في جنوب سيبيريا، يعيش واحد من كل 3 أشخاص على أقل من 12 ألف روبل شهريا.



ووفقا لتقرير صدر في يونيو عن مجموعة بوسطن الاستشارية، يمتلك حوالي 500 من أغنى المواطنين في روسيا حوالي 642 مليار دولار، أي أكثر من الثروة المجمعة لـ 99.8% من السكان البالغين في روسيا.

وقال مركز فتسيوم إن الاهتمام بالانتخابات ضعيف بين الناخبين، حيث يقول واحد فقط من كل 3 روس إنهم يعتزمون التصويت، وتقدم السلطات للناخبين شققا وسيارات ونقودا كجوائز في اليانصيب يوم الانتخابات لتعزيز الإقبال.

ويسيطر حزب روسيا الحاكم على 75% من المقاعد في البرلمان، بينما يشغل الحزب الشيوعي والحزب القومي الليبرالي وحزب روسيا عادلة البقية.

ويقول المنتقدون إن الأحزاب الثلاثة تخضع لسيطرة الكرملين ويسمح لها بدخول البرلمان للحفاظ على وهم العملية الديمقراطية.



ويحصل الحزب الشيوعي على ثاني أكبر شعبية في روسيا، حيث تبلغ نسبة تأييده 12%، في حين يُمنع حلفاء المعارض أليكسي نافالني من الترشح للمناصب بعد أن وصفتهم المحكمة بـ"المتطرفين" في يونيو/ حزيران، كما اضطر عدد من مؤيدي نافالني للفرار من البلد أو وقعوا قيد الإقامة الجبرية.

ووفقا للخبراء، على الرغم من أنه ليس هناك شك في أن حزب روسيا المتحدة سيحتفظ بأغلبيته، فإن السلطات ستكون حريصة على تجنب تزوير الأصوات بشكل واضح قد يثير احتجاجات في الانتخابات القادمة.

يذكر أن الكرملين شن في الآونة الأخيرة حملة على الصحافة المستقلة، ووصف العديد من وسائل الإعلام المعارضة بأنها "عملاء أجانب"، الأمر الذي يمنعها بموجب القانون الروسي، من تغطية الانتخابات.

وقال عباس غالياموف، المحلل السياسي لقناة "تي في دوزهد"، وهي قناة تلفزيونية على الإنترنت، إن "السلطات تشدد الخناق بيد وتوزع الرشاوى بالأخرى، ولا يوجد شيء آخر يمكنهم فعله، فقد وصلوا لطريق مسدود".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com