صحيفة عبرية: استهداف جندي إسرائيلي كشف ثغرات في الجدار الحدودي مع غزة
صحيفة عبرية: استهداف جندي إسرائيلي كشف ثغرات في الجدار الحدودي مع غزةصحيفة عبرية: استهداف جندي إسرائيلي كشف ثغرات في الجدار الحدودي مع غزة

صحيفة عبرية: استهداف جندي إسرائيلي كشف ثغرات في الجدار الحدودي مع غزة

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الإصابة التي تعرض لها جندي إسرائيلي من سلاح حرس الحدود، خلال التظاهرات التي نظمها آلاف الفلسطينيين أمس السبت، تؤشر إلى حالة من التقاعس في تأمين الجدار الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ربما تتطلب تنفيذ عملية "حارس الأسوار 2".

واعتبر محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة العبرية أن جميع التطورات التي جرت يوم أمس، جاءت نتيجة فشل في التخطيط وفي الرؤية الدفاعية للعائق الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من الفتحات والثغرات في الجدار لم يتم غلقها، ومن ثم يمكن أن يتم من خلالها إلقاء قنبلة يدوية أو مهاجمة الجنود مثلما حدث في أمس، وأن بناء الجدار نفذ بطريقة تجبر الجنود على إخراج سلاحهم خارج فتحات الجدار بسبب افتقارهم القدرة على الرؤية وتحديد الأهداف من خلفه.



وعدا عن الجانب المتعلق ببناء الجدار، يعتقد المحلل العسكري للصحيفة أن الوضع الصحي جراء جائحة كورونا والعام الدراسي الذي لم يبدأ بعد، من العوامل التي تجعل هذا هو الوقت الصحيح لـ"تغيير المعادلة في غزة، وإدراك أن إستراتيجية احتواء الأوضاع والتسوية والدعاية قد أفلست".



عدم استخلاص الدرس

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن المشكلة الرئيسة كانت تتعلق بأن المتظاهرين من غزة باستطاعتهم الدخول إلى الجانب الإسرائيلي من الجدار، ما مكن بعضهم من الاقتراب من الجنود دون عائق، وهو أمر يحمل مخاطر كبيرة في حال حدوث مواجهات حقيقية مع الفصائل الفلسطينية.

وأضافت أن "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ستعملان وقتها على التسلل عبر الجدار والوصول إلى المستوطنات المتاخمة، مثل مستوطنة "نتيف هاعسراه" شمال غرب النقب.

ورأت أن "حماس" كانت قد خططت لهذا الاحتمال، حين حفرت شبكة الأنفاق التي تقربها من الجدار حتى قبل العملية العسكرية الأخيرة، إذ كانت الحركة تريد أن تخرج عناصرها من الأنفاق لتصل مباشرة إلى الجدار، ومن ثم تقوم بتسلقه أو تفجير جزء منه، ليقوم عدد من هذه العناصر بالتسلل إلى المستوطنات القريبة.



واعتبرت الصحيفة أن عملية "حارس الأسوار" في أيار/ مايو الماضي، بدأت لهذا السبب بتفجير الأنفاق التي تقود عناصر الحركة إلى مواقع قريبة من الجدار، بيد أن الجيش الإسرائيلي، طبقًا لما جاء في تحليل الصحيفة، لم يستخلص الدرس، ولم ينتبه إلى حقيقة أنه في أوقات الطوارئ، مثلما حدث السبت، أو خلال حرب واسعة، فإن عملية الدفاع ينبغي أن تبدأ قبل وصول المتظاهرين أو عناصر الفصائل الفلسطينية إلى الجدار.



نظرية كلاوزفيتز

ودعا المحلل العسكري الإسرائيلي إلى ضرورة شن عملية "حارس الأسوار 2"، معتبرًا أن هذا هو الوقت المناسب لاستكمال ما لم يفعله الجيش الإسرائيلي خلال العملية الأخيرة، بما في ذلك العنصر الخاص بالعمل البري، إذ مازالت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لديهما القدرة على إطلاق الصواريخ والشعور بالقوة.

وأشار إلى أن ثمة ضرورة لإعادة دراسة القاعدة المنسوبة للجنرال ورجل الإستراتيجيات الألماني، كارل فون كلاوزفيتز، وهي القاعدة التي تقول "خط الدفاع لا يخترق أبدًا"، وهو أمر ينبغي استيعابه من خلال الدفاع المتقدم في حالة مثل حالة الحدود مع غزة، إذ توجد مستوطنات إسرائيلية على مقربة من الجدار.

وقالت الصحيفة إن ما حدث في الأمس كان يحتم على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدًا، وفي حالة جاهزية، سواء ما يتعلق ببطاريات الصواريخ المنصوبة في هذه الجبهة، أو عبر نقاط يشغلها القناصة.



خط ماجينو

وذكرت الصحيفة بحالة "خط ماجينو" الفرنسي، الذي يعد نموذجًا للتحصينات الدفاعية الثابتة، وكيف أن الألمان نجحوا في تجاوزه إبان الحرب العالمية الثانية، وأثبتوا أن الجدار كعائق غير قابل للاختراق يتطلب أيضًا دفاعًا مرنًا، وأنه لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده.

وتطرق إلى مسألة ضبط النفس في إسرائيل أمام إطلاق الصواريخ من غزة الإثنين الماضي، وقال إن الأمر سمح لحماس بتهديد كل أطراف ملف الأموال القطرية بأنها ستنفذ عمليات لو لم تحصل على هذه الأموال فورًا.

وأضافت أنه يحظر ترك هذا الأمر ليحدث، حتى ولو كان من خلال تنفيذ عملية "حارس الأسوار 2"، واستكمال ما لم يستكمل خلال العملية الأخيرة، لا سيما العمليات البرية.

وختمت الصحيفة بأن الوقت الراهن هو الأفضل للعمل العسكري، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة سيجدون صعوبة في إعاقة مثل هذه العملية أو إدانتها، في ظل الفشل الأمريكي الاستخباري والعسكري الذريع في مرحلة محددة خلال إخلاء القوات من أفغانستان.

وأشارت إلى أن جائحة كورونا والعام الدراسي الذي لم يبدأ من العناصر المناسبة لتنفيذ عمل عسكري من أجل إحداث تحول جوهري في معادلة غزة، ولفهم أن إستراتيجية الاحتواء والتسوية والدعاية أفلست.



موقف ضعيف

ورأت صحيفة "معاريف"، من جانبها، أن الجدار الأمني شكل خلال تظاهرات السبت، التي اعتبر أنها لم تكن عفوية، عائقًا للجنود الإسرائيليين أنفسهم، وليس العكس.

وأضافت أن الجنود كانوا حقًا خلف الجدار، لكن وصول المتظاهرين إليه تسبب في حالة من الشعور بأنهم لا يحظون بالحماية.

وأكدت أن الجنود كانوا أمام مشكلة، وأن اقتراب من يصفهم بالمخربين إلى الجدار يترك الجنود عرضة للإصابة، مضيفًا أنه ينبغي استخلاص دروس تكتيكية من هذه الواقعة.

وأشارت الصحيفة أن إسرائيل تفضل ردًا منضبطًا، بحيث لا يدفع حماس للرد، لكن على المدى الطويل توقعت أن يحدث تصعيد.

ونقلت الصحيفة عن الصحفي والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، آفي يسخاروف، قوله إن حماس استغلت الذكرى السنوية لحرق المسجد الأقصى عام 1969، لتنظيم التظاهرات التي اندلعت أمس السبت، لكنه يرى أن هذا الحدث مجرد ذريعة لتنفيذ أحداث تخريبية عند الجدار.

وأضاف أن الحركة لم ترسل عناصرها منذ شهور إلى الجدار، معتبرًا أن هناك صلة بين ما حدث، وبين شعور حماس بأن إسرائيل مترددة، وأن سماحها بإدخال الأموال القطرية بث رسالة بأنها في موقف ضعيف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com