ما مستقبل ميليشيا "فاطميون" المدعومة إيرانيا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟
ما مستقبل ميليشيا "فاطميون" المدعومة إيرانيا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟ما مستقبل ميليشيا "فاطميون" المدعومة إيرانيا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟

ما مستقبل ميليشيا "فاطميون" المدعومة إيرانيا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟

بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، تُثار تساؤلات حول مستقبل تواجد ميليشيات طائفية مسلحة في أفغانستان، وأشهرها الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران المعروفة بلواء "فاطميون"، وذلك في ظل تأكيد مراقبين حرص طهران الشديد على الحضور في المشهدين السياسي والعسكري في أفغانستان.

ولواء "فاطميون" هو عبارة عن قوات عسكرية يتشكل أغلب أفرادها من المرتزقة الشيعة الأفغان، ويخضع لإشراف وقيادة فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، فيما تؤكد تقارير أمنية مشاركة هذه القوات في المعارك العسكرية بسوريا.

تمهيد إيراني لحضور عسكري لـ "فاطميون"

ويتحدث مراقبون عن وجود نية مبيتة لإيران للتواجد العسكري في أفغانستان عبر استغلالها لاضطراب الوضع السياسي والأمني بالبلاد، مستشهدين على هذا الرأي بتصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين أكدت  حتمية مشاركة قوات "فاطميون" في المشهد الأمني بأفغانستان.

وكان أبرز المسؤولين الإيرانيين المروجين لهذه الفكرة، هو وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، والذي اقترح على الحكومة الأفغانية في تصريحات سابقة مع تليفزيون "طلوع نيوز" الأفغاني "مشاركة عناصر لواء فاطميون في إحكام الحالة الأمنية في الولايات الأفغانية، ومواجهة حالة الانفلات الأمني بالبلاد".

وكانت تصريحات ظريف أثارت غضبًا واسعًا لدى الساسة والنشطاء الأفغان، حيث رفضت أطياف سياسية أفغانية واسعة تصريحات وزير الخارجية الإيراني، متهمين طهران بالتدخل في الشأن الداخلي الأفغاني.



"حشد" طهران لميليشيات شيعية

وأثير الحديث أخيرًا عن احتمالية تحرك ميليشيات شيعية تابعة لطهران نحو أفغانستان، بعدما كشفت وسائل إعلام إيرانية رسمية عما يُمكن اعتباره "حشد" طهران لميليشيات شيعية لمواجهة النفوذ المتصاعد لطالبان، وذلك قبل أن تُحكم الحركة قبضتها كاملة على الأراضي الأفغانية.

وكانت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية الحكومية كشفت في أوائل يوليو الماضي عن تأسيس جماعة مسلحة جديدة في أفغانستان باسم "الحشد الشيعي" لمواجهة حركة "طالبان" التي تسجل تقدما عسكريا ملحوظا في البلاد.

وقالت الصحيفة الإيرانية في تقرير لها "إن جماعة باسم الحشد الشيعي أعلنت عن تأسيسها ضمن جهود حشد الشعب الأفغاني للتصدي لاحتلال بلادهم على يد العناصر الإرهابية لتنظيم طالبان، وذلك عبر استغلال تجاربها وخبراتها في الدفاع عن المقدسات الشيعية لكي تقف بجانب الشعب الأفغاني في مكافحة احتلال وإرهاب طالبان" على حد تعبيرها.

وردا على دعوات متصاعدة لشخصيات تنتمي للتيار المتشدد في الداخل الإيراني بضرورة إرسال قوات بالوكالة إلى أفغانستان لصد خطر طالبان، فقد حذر الكاتب والمحلل الإيراني، حسين رجائي من أن إرسال طهران لقوات إلى أفغانستان سواء قوات حكومية أو ميليشيات بالوكالة سوف يُلحق أضرارا بالغة بإيران.

تحذير إيراني من "فخ" طالبان

وقال رجائي في مقال بعنوان "لماذا لا نرسل قوات إلى أفغانستان؟" نشره موقع "ألف" الإخباري الإيراني إن "لهجة طالبان المهادنة سوف تختفي قريبا، وتعود الحركة مجددًا إلى نهجها وأحلامها الأيديولوجية بعد إمساكها بالسلطة؛ ما يُمثل تهديدا جديا لإيران".

وحذر المحلل الإيراني في الوقت ذاته سلطات النظام من "أن إرسال أي قوات إلى أفغانستان في الظروف الراهنة سيكون بمثابة أكثر القرارات البعيدة عن العقلانية".

ووصف أن أي تحرك عسكري لطهران في أفغانستان سيكون عبارة عن "فخ" يُنصب لإيران في جارتها الشرقية، داعيًا النظام إلى التعامل مع الملف الأفغاني بسياسة "الصبر الإستراتيجي".

أما عن موقف الأفغان من عودة عناصر فاطميون إلى بلادهم، فأكدت شهادات لمواطنين أفغان أن عناصر فاطميون غير مرحب بهم في أفغانستان، وذلك في ظل اتهامهم بالخيانة والضلوع في عمليات إرهابية.



تهديدات أمنية وطائفية

كما يرى محللون أفغان أن نشاط لواء فاطميون في أفغانستان في المرحلة المقبلة بعد سيطرة طالبان على المشهد سيؤدي إلى زيادة العنف في البلاد، محذرين من دخول أفغانستان في أزمة طائفية "سنية شيعية".

وفي هذا السياق، أكد الكاتب والمحلل الأفغاني، کنشکا نوابي، أن إيران تعمل على استغلال قواتها بالوكالة في أفغانستان لضمان مصالحها، وذلك منذ عهد الشاه (العهد الملكي الإيراني)، فيما تصاعد هذا التوجه بشكل خاص في عهد الجمهورية الإسلامية.

وأضاف نوابی في تحليل سابق نشره موقع تليفزيون "طلوع نيوز" الأفغاني أن "قوات لواء فاطميون لا تُمثل في المرحلة الراهنة تهديدا لأمن أفغانستان القومي فحسب، بل سوف تُهدد أمن المنطقة على المدى البعيد".

وأكد أن الأهداف الإستراتيجية لإيران في أفغانستان سوف تتفق في نهاية الأمر مع الأهداف العسكرية للواء فاطميون في البلاد، فيما توقع أن تقوم عناصر فاطميون بتنفيذ "عمليات انتحارية شيعية" في أفغانستان، وحتى في دول أوروبية.

وأوضح أن "إيران سوف تستغل لواء فاطميون في أفغانستان كإحدى ميليشياتها بالوكالة، وذلك في إطار مشروع العمق الإستراتيجي الإيراني في أفغانستان، والذي تعمل طهران على تثبيته عبر وسائل تمتزج بالسياسية الناعمة والتحركات العسكرية".

مصير "فاطميون" في سوريا

بدورهم، تناول مراقبون الحديث عن مصير عناصر لواء فاطميون المستقرين بالأساس في الأراضي السورية، وذلك في ظل التطورات المتسارعة في أفغانستان وسيطرة طالبان على زمام الأمور.

ورأى الكاتب الصحفي قحطان شرقي، في تصريحات صحفية، أنه "من المتوقع أن تنسحب ميليشيا فاطميون من سوريا خلال فترة ليست بالبعيدة، وذلك نظرًا لعدم رضا إيران عما يدور في أفغانستان".

واعتبر شرقي أن التطورات في أفغانستان سيكون لها تأثيراتها على الأوضاع في إيران وكذلك سوريا، وأن المنطقة قد تشهد تغييرًا جيوسياسيّا يتم من خلاله تحجيم إيران ونفوذها.

وفي سياق متصل، أكد طاهر الأحوازي، عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية الشـعبية الأحوازية" المعارضة لطهران، أن "التطورات الأخيرة في أفغانستان قد قلبت الموازين، وربما تتحول إلى جبهة ساخنة بالنسبة لإيران، وذلك في ظل عدم امتلاك الأخيرة لقوات على الأرض في أفغانستان عكس سوريا".



نفي قد يحمل مناورة

أما عن موقف لواء فاطميون من دخول مواجهة عسكرية مباشرة مع حركة طالبان في أفغانستان، فقد نفى اللواء المدعوم من إيران هذه المسألة في وقت سابق، وقال في بيان أواخر يوليو الماضي "إن لواء فاطميون لا يمتلك أي خطط أو برامج لمواجهة طالبان أو التواجد في أفغانستان".

ورغم هذا النفي، إلا أن القيادي بلواء فاطميون، حجت غنابادي، الذي يشغل منصب مساعد الشؤون الثقافية والإعلامية باللواء، أكد في تصريحات سابقة نقلها موقع "انتخاب" الإخباري الإيراني، أن "قوات فاطميون ثابتة بصورة مطلقة على أفكار قادة الجمهورية الإسلامية وولاية الفقية بقيادة المرشد الأعلى، علي خامنئي"؛ في إشارة إلى تنفيذ أي أوامر صادرة من طهران بخصوص تحركات عسكرية مقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com