إيران.. برلمانيون يعارضون مشروع قرار لتقسيم محافظة "خوزستان"
عارض نواب في البرلمان الإيراني، ممثلون عن محافظة "خوزستان" ذات الأغلبية العربية، مشروع قرار مطروح في البرلمان حول تقسيم المحافظة، معتبرين أن "مشروع القرار لا يراعي الظروف الاجتماعية والثقافية الخاصة بالمحافظة".
وقال رئيس مجمع نواب خوزستان في البرلمان الإيراني عبد الله ايزدبناه إن "مشروع القرار حول تقسيم خوزستان جاء على عجالة وبشكل غير مكتمل، كما أن المشروع لم يراعِ على الإطلاق الظروف الجغرافية والاجتماعية والسياسية والثقافية لمحافظة خوزستان".
وأضاف ايزدبناه، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "ايلنا" الإيرانية، أن "مشروع تأسيس منطقة جديدة باسم خوزستان الجنوبية يجب أن يخضع للدراسة بشكل صحيح، ويكون في إطار مشروع مبني على آراء خبراء يراعي الجوانب الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية".
وأشار النائب، الذي يتحدث باسم نواب خوزستان، إلى أن "البرلمان يشهد في الوقت الراهن خلافا حول اتخاذ القرار بشأن اختيار الوزراء المرشحين للحكومة المقبلة، وبعد الانتهاء من هذه الأولوية سنعمل بالقطع على إخراج مشروع القرار المسمى بخوزستان الجنوبية من جدول أعمال البرلمان"، مؤكدا "أننا نعارض هذا المشروع بشدة".
وكشف أن "جميع نواب محافظة خوزستان في البرلمان الإيراني لم يوقعوا على مشروع قرار تقسيم المحافظة عدا نائب واحد فقط"، مشددا على أن "سائر النواب يرفضون هذا المشروع، ويعملون على أن تبقى خوزستان لحمة واحدة".
يُذكر أن محافظة خوزستان شهدت احتجاجات غاضبة ضد النظام استمرت لأكثر من أسبوعين في تموز/ يوليو الماضي؛ اعتراضا على أزمة شح المياه التي تشهدها المحافظة نتيجة قرار السلطات تحويل مسارات الأنهار خارج خوزستان.
وكان مئات الشخصيات العامة من فنانين وأكاديميين ورجال دين أعربوا عن دعمهم للمحتجين في خوزستان، ونددوا بممارسة الأمن الإيراني للعنف بحق المحتجين، ما أسفر عن سقوط عدد منهم وفق منظمات حقوقية.
وتحدث زعيم أهل السُنة في إيران، مولوي عبد الحميد، عن الاحتجاجات التي شهدتها خوزستان مؤخرا، مؤكدا أن "الاحتجاجات التي تشهدها مختلف مدن محافظة خوزستان ضد أزمة شح المياه تأتي بالأساس لسوء إدارة النظام، فضلا عن الفقر والحرمان الذي يعانيه الأهالي".
وصرح عبد الحميد، تعليقا على أوضاع عرب خوزستان، قائلا: "إن العرب في إيران يفتقدون الرفاهية والأهم حق تحديد مصيرهم، ويتعرضون للضغوط والعنصرية، في حين أن أراضيهم وأراضي آبائهم وأجدادهم تتمتع بثروات من المعادن والمياه، من المفترض أن تضعهم في مكانة أفضل".
ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يتعمد إهمال خوزستان وحرمانها من الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والبنى التحتية والمياه؛ بهدف تصفية العنصر العربي الذي يُمثل أغلبية سكان هذه المنطقة، خاصة في ظل امتلاكهم ثروات طبيعية غنية، أهمها النفط والغاز.
