اللبنانية رولا سعادة.. سيدة أفغانستان الأولى الهاربة
اللبنانية رولا سعادة.. سيدة أفغانستان الأولى الهاربةاللبنانية رولا سعادة.. سيدة أفغانستان الأولى الهاربة

اللبنانية رولا سعادة.. سيدة أفغانستان الأولى الهاربة

ربما لم تكن الفتاة اللبنانية رولا سعادة، التي نشأت في ريف ضهور الشوير بمحافظة جبل لبنان، تتخيل أن ترتبط حياتها يوما ما ببلد آخر بعيد عن وطنها في كل المجالات، قبل أن تدخلها مفارقات الحياة سلسلة من الأحداث حملتها من قريتها الوادعة إلى ضجيج السياسة حيث أصبحت سيدة أولى في أفغانستان.

سنواتها الأولى

بدأت رولا سعادة مراحل دراستها الأولى، تبعا لنشأتها في أسرة مسيحية مارونية، في أحد أديرة الراهبات بجبل لبنان قبل أن تنتقل إلى فرنسا لإكمال دراستها الثانوية.

بعد عودتها من فرنسا عملت سعادة في مجال الصحافة بوكالة الأخبار الفرنسية مكتب بيروت بين عامي 1969 و1970.



عادت رولا مرة أخرى لمقاعد الدراسة، فدخلت الجامعة اليسوعية حيث درست الاقتصاد لمدة سنة، قبل أن تغير وجهتها إلى الجامعة الأمريكية سنة 1973 حيث كانت على موعد للقاء الرجل الذي سيغير حياتها للأبد.

درست الفتاة اللبنانية العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت وهناك تعرفت على شاب أفغاني يدعى أشرف غني ليرتبط الاثنان رغم اختلاف اللغة والدين والعرق سنة 1975.

انتقلت رولا سعادة مع زوجها إلى أفغانستان قبل أن يحصل على بعثة دراسية إلى جامعة كولومبيا بنيويورك حيث حصلت هي الأخرى على درجة الماجستير الثانية في الصحافة.

من أمريكا إلى السياسة

لثلاثين عاما عاشت رولا التي أطلق عليها لاحقا لقب "البيبي جول" في الولايات المتحدة قبل العودة مع عائلتها إلى أفغانستان عام 2003. كانت تلك المدة كفيلة بتفسير الكثير من معالم شخصيتها التي أثارت الجدل في الأوساط السياسية داخل وخارج أفغانستان.

بينما كان يهمُّ زوجها أشرف غني بوضع قدمه في ساحة السياسة الأفغانية كانت الأضواء مسبقا مسلطة على خطاها هي في الحياة الاجتماعية الأفغانية، فنظر إلى دورها بعين الجرأة باعتبارها أجنبية ومسيحية في أكثر المجتمعات المحافظة انغلاقا.



وكانت "سعادة" في الغالب من النقاط الحساسة التي استهدفها معارضو زوجها أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية.. سواء بهويتها أو بمواقفها كتأييدها القانون الفرنسي الذي يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة باعتباره يعيق حركة المرأة ويحول دون رؤية ما حولها.

وعلى مدار سنوات من المعترك السياسي الذي شاركت زوجها به.. لم تتمكن الانتقادات الحادة من ثني السيدة البالغة من العمر 66 عاما عن تجاوز الخطوط الحمراء أو التوقف عن كسر المحرمات الاجتماعية التي تمثلت بظهورها العلني مع زوجها وإلقائها خطابات في بعض المناسبات، بخلاف زينات كرزاي زوجة الرئيس السابق حامد كرزاي.



من جانبه كان أشرف غني فخورا بزوجته.. لدرجة توجيه الشكر لها على الملأ في أكثر من محفل ومناسبة على جهودها في مجال العمل العام... وكان أشهرها في خطاب تنصيبه عام 2014 حاكما للبلاد. عندما قال: أشكر شريكة حياتي "بيبي جول" لدعمها لي ولأفغانستان.

الهروب

بعد سبع سنوات على شغلها منصب السيدة الأولى في جمهورية أفغانستان، كانت رولا سعادة أو بيبي جول على موعد جديد مع تقلبات الحياة، يبدو نهائيا هذه المرة، بعد أن اضطرت للهرب برفقة زوجها الرئيس؛ إثر سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول.

وخلال مسيرتها المثيرة للجدل حظيت رولا غني بعدة أوصاف؛ فشبهها البعض بالملكة "ثريا طرزي" زوجة ملك أفغانستان أمان الله خان مطلع عشرينيات القرن الماضي التي كانت متحررة ومنفتحة على الحياة الغربية.

أما الغربيون فيرون فيها امرأة حديدية تحدت ثقافة وتقاليد قائمة منذ آلاف السنين، وصنفتها مجلة التايم الأمريكية في العام 2015 واحدة من ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com