تونس.. تحركات داخل "النهضة" لسحب الثقة من رئيس مجلس الشورى

بدأت مجموعة من القيادات داخل حركة "النهضة" في تونس تحركات واسعة لسحب الثقة من رئيس مجلس شورى الحزب عبد الكريم الهاروني، على خلفية مقطع فيديو طالب فيه بالضغط على الحكومة لتفعيل صندوق التعويضات.

وبحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن 49 قياديا في مجلس الشورى لحركة النهضة، من المنتمين إلى التيار المناهض لسياسات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وقّعوا لائحة داخلية لسحب الثقة من رئيس المجلس عبدالكريم الهاروني.

ويعتبر الموقعون على اللائحة أن الهاروني "ارتكب أخطاء اتصالية غير مسبوقة وجسيمة أدت إلى تأجيج الشعب التونسي ضد حركة النهضة، بعد أن طالب بتفعيل صندوق الكرامة الموصوف بصندوق التعويضات، في ظرف تمر فيه البلاد بصعوبات كبيرة".

ويرى الموقعون أن الهاروني "حوّل مجلس الشورى بوصفه أعلى هيكل داخل الحزب، إلى أداة طيعة في يد رئيس الحزب راشد الغنوشي، وفي يد المكتب التنفيذي الموالي له".

وبحسب الموقعين، فإن "قيادة حركة النهضة لم تفهم بعد الرسائل التي وجهها حراك التونسيين يوم 25 يوليو/ تموز الماضي، والتي استجاب لها رئيس الدولة، ما يعني أن المضي في الهروب إلى الأمام ستكون تبعاته وخيمة".

وأكد مراقبون أن "هذه اللائحة تفتح جبهة صراع جديدة في صلب حركة النهضة التي تعيش انقسامات حادة، وسط احتدام صراع الأجنحة داخلها بين تيار الغنوشي والتيار المناهض له".

وكان الهاروني ظهر في مقطع فيديو سبق أحداث 25 يوليو/ تموز الماضي، قال فيه إن "حزبه سيمارس ضغوطات على رئيس الحكومة قصد تفعيل صندوق الكرامة، الذي سيمنح تعويضات لمن يعتبرونهم ضحايا الاستبداد في الفترات السابقة".

وأثار الفيديو السخط، وكان أحد أهم أسباب التظاهر يوم 25 يوليو/ تموز، حيث اعتبر الكثيرون أنه "من الخطأ الاتصالي والسياسي الحديث عن تعويضات بأي شكل كان في ظرف تمر فيه البلاد بأزمة غير مسبوقة".

لكن الهاروني يرى أنه تعرّض إلى "هجمة خبيثة، وحملات مغرضة"، حيث تفتح التبريرات التي يقدمها الهاروني واجهة جديدة من الخلافات المتصاعدة داخل حركة النهضة، والتي تتعمق من يوم لآخر، بعد اتخاذ الرئيس التونسي قيس سعيّد إجراءات استثنائية يوم 25 يوليو/ تموز.