تقرير: تقدم طالبان يجبر الأفغان على تصفية ممتلكاتهم والفرار إلى الخارج
تقرير: تقدم طالبان يجبر الأفغان على تصفية ممتلكاتهم والفرار إلى الخارجتقرير: تقدم طالبان يجبر الأفغان على تصفية ممتلكاتهم والفرار إلى الخارج

تقرير: تقدم طالبان يجبر الأفغان على تصفية ممتلكاتهم والفرار إلى الخارج

"يُقبل كثير من الأفغان هذه الأيام على بيع ممتلكاتهم ويخططون للهرب إلى الخارج، مع اقتراب سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول"، وفق تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم السبت.

ويقول التقرير إن "العاصمة الأفغانية تعيش بوتيرة تقدم المقاتلين الإسلاميين، حيث بدأت الملاجئ باستقبال اللاجئين من جميع أنحاء البلاد، وغالباً ما يكون الهرب إلى الخارج هو الأفق الوحيد في مواجهة الخوف من عودة طالبان إلى السلطة".

ويصف التقرير حال العاصمة كابول "التي تغرق في الهدوء مع عطلة نهاية الأسبوع في أفغانستان"، مؤكدا أن "مخاوف سكان العاصمة واضحة وتظهر في المحادثات، وكذلك بين أكشاك التسوق في بلد تتعرض الآن لتهديد مباشر من هجوم مقاتلي طالبان، الذين سيطروا للتو على بول إي علم، عاصمة مقاطعة لوغار، على بعد 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول".

ويوضح التقرير أنه "قبل أيام قليلة كان المارة بالكاد يلاحظون المحلات التجارية المستعملة في منطقة التيماني الواقعة في وسط المدينة، لكنهم في الآونة الأخيرة يبدون على عجلة من أمرهم حيث تسقط العواصم الرئيسية للمقاطعات الأفغانية الواحدة تلو الأخرى في أيدي طالبان- 18 من أصل 34 بالفعل– حتى أنّ المزيد من الأفغان باتوا يبيعون ممتلكاتهم بأسعار منخفضة قبل الفرار.

ويقول عمر أفضلي، وهو تاجر: "إنهم يسعون إلى تصفية حياتهم كلها قبل مغادرة البلاد".

وأضاف أن "الناس خائفون للغاية".

ويجلس عمر على كرسي أمام أكداس من الأشياء البالية من المكانس الكهربائية وحقائب السفر وخزائن الملابس والسجاد والمرايا والستائر والمراوح والخزائن والآرائك الخشبية، وأكد أنه يقول: "لا لعشرين أو ثلاثين شخصًا كل يوم، حيث إن هناك الكثير من البائعين ولا يمكنني شراء كل شيء".



ويتابع التقرير: "يستحوذ الخوف على عمر أفضلي، البالغ من العمر 22 عامًا، تمامًا مثل زبائنه، فقد عاشت خطيبته في هرات، ثالث أكبر مدينة في البلاد، التي احتلتها حركة طالبان يوم الخميس 12 آب أغسطس، ويقول: اتصلت بها منذ ساعتين وأخبرتني أنها غادرت هرات وأنها الآن في مخيم في مكان ما لا أعرف أين".

ويؤكد الشاب ذو اللحية السوداء الكثيفة أنه يخشى قبل كل شيء أن تعتقل طالبان خطيبته لإجبارها على الزواج من أحد المقاتلين.

ويعلّق قائلا: "قلبي يحترق من القلق".

ويشعر الشاب بالقلق أيضًا على شقيقاته اللائي يعشن في منطقة شمال كابول، ويقول: "هناك الكثير من مقاتلي طالبان هناك، وهذا الأمر يمنعني من النوم ليلا"، وفق تعبيره.

وبحسب التقرير، تنتشر بين السكان أمثلة على قسوة طالبان.

وقال عمر أفضلي، الذي يروي قصة رجل يعيش مع زوجته وابنته في هرات: "هؤلاء الناس قساة" حيث تفاجأ بالمتمردين في المنزل فأكد لهم أن المرأتين زوجتاه، حيث يسمح بتعدد الزوجات في محاولة لإنقاذهما من الزواج القسري، ويُزعم أن مقاتلي "طالبان" أخذوا زوجته منه وأخبروها أن زوجة واحدة تكفيه"، بحسب التقرير.

ووفق الشاب، فإنه إذا تراجعت القوات الحكومية أو استسلمت دون قتال في كثير من الحالات فذلك في المقام الأول لأنهم "محبطون" بسبب رحيل القوات الأمريكية، حيث كان انسحاب الولايات المتحدة أحد شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 29 شباط فبراير 2020 بين واشنطن وطالبان.



وبحلول 31 آب أغسطس، لن يكون هناك المزيد من الجنود الأمريكيين في الأراضي الأفغانية.

كما قلص الأمريكيون بشكل كبير العمليات الجوية لدعم الجيش الأفغاني، التي كانت حاسمة في منع البلاد من الانزلاق إلى الفوضى، وفي الحفاظ على السلطة النسبية للحكومة المركزية.

ومن المقرر أن تتوقف هذه المساعدة بشكل كامل في نهاية الشهر الجاري.

لذلك تدور الأحاديث في كابول حول آخر أخبار الحرب: أي عاصمة إقليمية سقطت؟ كم كيلومتر تفصل المتمردين عن العاصمة؟ ما الذي تخفيه إذا اقتحموا فجأة كابول؟ أين يجب أن نلجأ إذا وصلوا؟.

ويقول أمير أحمد باقري على بعد خطوات قليلة من المتاجر المستعملة التي لا تزال في حي التيماني إنه ليس لديه مكان يذهب إليه.

وينقل التقرير عن هذا الميكانيكي قوله: "ليس لدي نقود" وقد جاء من جماعة الهزارة العرقية الشيعية وهي أحد الأهداف الرئيسية لطالبان السنة، وغادر أفغانستان إلى باكستان مع أسرته عندما وصل المتمردون الإسلاميون إلى السلطة في كابول في عام 1996، ولم تتم إعادته إلى كابول إلا بعد عامين فقط من وصولهم.

وينقل التقرير عن الرجل قوله: "عائلتي من بغلان (المحافظة الشمالية التي سقطت في أيار مايو الماضي)، حيث فرت جميع القوات الحكومية بعد وقت قصير من وصول طالبان دون مقاومة".



ويشرح له أقاربه في بغلان الحياة اليومية في ظل حكم طالبان، فالتجار الذين يعملون لوقت قصير للغاية والأشخاص نادرًا ما يغادرون منازلهم.

وقال، وهو يجلس على الإطارات على الرصيف مع ثلاثة ميكانيكيين شباب آخرين: "إذا وصلت طالبان إلى كابول فلن أعرف ماذا أفعل".

ويؤكد التقرير أنه "في الأيام الأخيرة أصبحت حدائق كابول ملاجئ مؤقتة في الهواء الطلق للأفغان الذين فروا من القتال بين طالبان والحكومة، ووصلت فريدة فاني من قندوز في الشمال في الصباح الباكر من يوم 10 آب أغسطس، ومنذ ذلك الحين كانت تنام في حديقة سراي الشمالي شمال العاصمة على سجادة حمراء منحها لها السكان."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com