الإعلام القطري: احتجاجات آل مرة مؤامرة خارجية
الإعلام القطري: احتجاجات آل مرة مؤامرة خارجيةالإعلام القطري: احتجاجات آل مرة مؤامرة خارجية

الإعلام القطري: احتجاجات آل مرة مؤامرة خارجية

بدأت آلة الدعاية القطرية اليوم الثلاثاء تقديم رواية جديدة تنسب احتجاجات قبيلة آل مرة غير المسبوقة، لمؤامرة خارجية على غرار ما فعلته كثير من دول الربيع العربي عندما وجهت اتهامات مماثلة للحركات الاحتجاجية.

وتجاهلت قناة الجزيرة القطرية، وباقي قنوات التلفزة والصحف والمواقع الإخبارية التابعة لقطر، طوال الأيام الماضية، الغضب الذي بدأ في مواقع التواصل الاجتماعي وتحول لوقفات علنية غير مسبوقة ضد قانون الانتخاب الجديد الذي يحرم عددا كبيرا من القطريين من الترشح في أول انتخابات تشريعية في البلاد.

لكن صحيفة "القدس العربي" التي تمولها الدوحة، تحدثت بعد ظهر اليوم الثلاثاء عن تلك الاحتجاجات، باعتبارها مجرد هاشتاغات على موقع تويتر تحركها أطراف خارجية، قبل أن تشير إلى دولة الإمارات بشكل صريح، زاعمة أنها استخدمت حسابات وهمية في تويتر "لتأجيج الصراع حول انتخابات قطر" على حد وصفها.

وكان لافتا أن الصحيفة لم تجرؤ حتى على ذكر قبيلة آل مرة بالاسم واكتفت بالإشارة إليها بأنها "قبيلة معروفة" وهو ما يعكس بحسب متابعين الرقابة الصارمة التي تفرضها قطر على وسائل إعلامها المختلفة.

وتجاهلت الصحيفة مقاطع الفيديو التي نشرها مشاركون في احتجاجات الدوحة على الأرض بعيدا عن الهاشتاغات المزعومة.

وأثارت الصحيفة سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، سيما أنها كررت اتهامات راجت في الصحف الرسمية إبان سنوات الربيع العربي الأولى، التي دعمتها الدوحة، عندما كانت تصف المحتجين بأنهم "مندسون" ويعملون لصالح "مؤامرة كونية".

وقالت صحيفة "القدس العربي" إن إغلاق الطرق في الدوحة أمس الإثنين كان بسبب وجود أعمال لهيئة الأشغال العامة، وإنها تحققت من أنّ ما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي "فقاعات، وأخبار مضللة، وحقيقة الأمر أن الوضع هادئ، وطبيعي، باستثناء ما أثاره قانون الانتخابات من حساسيات، لدى فئة من قبيلة معروفة"، قبل أن تصف وسوما عن الاحتجاجات في تويتر بأنها "محاولات تضليل وبث أخبار مغرضة".

وتجمع مئات القطريين المنتمين لقبيلة آل مرة العربية العريقة، أمس الإثنين، في قرية أم الزبار غرب الدوحة للمطالبة بتعديل شروط المشاركة في الانتخابات المقبلة لمجلس الشورى التي استثنتهم رغم عددهم الكبير في البلد الخليجي الصغير ومحدود عدد السكان.

وتزامنت تلك الاحتجاجات مع اعتقالات طالت البعض منهم، وبينهم المحامي والأكاديمي البارز، هزاع المري الذي تحول لرمز عند أبناء القبيلة بعد أن وجه رسالة جريئة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، طالبه فيها بالتراجع عن قانون الانتخاب لتجنب فتنة في البلاد.

وردت مغردة تدعى نورة على الصحيفة قائلة: "وش دخل الإمارات وش دخل السعودية، وين حقوق آل مره القطريين الأصليين يا إيراني".

واعتقلت السلطات القطرية المحامي المري ومحتجين آخرين لايزال مصيرهم جميعاً مجهولاً، لكن الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، قال عبر تويتر، إنهم يخضعون للتهديد.

ورغم الصمت الرسمي القطري تجاه الاحتجاجات غير المسبوقة، فإن أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة، أبدوا غضبا من المحتجين، واعتبروهم مخالفين للقوانين وتتوجب محاسبتهم.

وتتزامن تلك التطورات، مع انتهاء مهلة يوم واحد منحها المحتجون للحكومة لتطلق سراح من توقيفه على خلفية رفض قانون الانتخاب المثير للجدل، دون أن تتضح الخطوة اللاحقة للقبيلة الكبيرة بعد انتهاء تلك المهلة.

ويخشى مراقبون أن يكون اتهام المحتجين بتنفيذ مؤامرة خارجية، مقدمة لتعامل عنيف معهم، على غرار ما شهدته بلدان الربيع العربي التي تجاهلت مطالب المحتجين، وواجهتهم بقمع وحشي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com