"فورين بوليسي": هجرة العقول تفاقم الأزمة اللبنانية
"فورين بوليسي": هجرة العقول تفاقم الأزمة اللبنانية"فورين بوليسي": هجرة العقول تفاقم الأزمة اللبنانية

"فورين بوليسي": هجرة العقول تفاقم الأزمة اللبنانية

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على ازدياد وتيرة هجرة العقول اللبنانية في ظل انهيار اقتصادي ومجتمعي طال أركان البلاد.

ورأت المجلة أن "المهنيين الذين يقدمون الخدمات الأساسية، مثل: الأطباء، والممرضات، والمهندسين، وكذلك الأكاديميون ورجال الأعمال، هم أول من سيترك البلد في الحالة اللبنانية".

ونقلت عن اقتصاديين قولهم، إنه "على الرغم من شح البيانات، فإن الاتجاهات مقلقة، وفي تقييم أجري في ديسمبر 2020، حذر البنك الدولي من أن هجرة العقول أصبحت خيارا يائسا بشكل متزايد في لبنان، إذ تصنف أزمته الاقتصادية من بين أكبر 3 أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر".



انهيار

وقال البنك الدولي في يونيو الماضي "سيكون للتدهور الحاد في الخدمات الأساسية تداعيات طويلة الأمد. وسيكون من الصعب للغاية إصلاح الضرر الدائم الذي يلحق برأس المال البشري.. ولعل هذا البعد من الأزمة اللبنانية يجعلها فريدة من نوعها مقارنة بأزمات عالمية أخرى".

وذكرت المجلة أن "الحالة بدأت بغضب، ثم تطورت إلى يأس، والآن صارت هروبا من البلد، وعلى مدى العامين الماضيين، شهد اللبنانيون تراجع اقتصادهم بشكل متتال، وكشف انفجار في ميناء بيروت كذلك عن عدم الكفاءة والإهمال الجنائي للنخبة الحاكمة".

وأضافت أن اللبنانيين "لا يأملون في تحقيق العدالة ولا في أي تغيير في ظل أي حكومة مع الطبقة السياسية المسؤولة ذاتها، ومن يمكنه العثور على وظائف في الخارج أو الانتقال مع الأصدقاء أو العائلة في الخارج، سيغادر، وينتظر الكثير منهم الفرصة المناسبة للقيام بذلك".



ونقلت المجلة عن خبراء قولهم، إن "الطفرة الحالية في هجرة العقول، سيكون لها تأثير دائم على بلد يعاني من عدد كبير من الأزمات، مضيفين أن هروب رأس المال البشري سيؤدي إلى تفاقم انهيار الاقتصاد المنهك بالفعل ويعيق انتعاشه".

وأشارت إلى "المستوى المرتفع من اليأس، إذ أظهر استطلاع أن 77% من الشباب اللبناني يرغبون في الخروج من البلد، إذ يتصدر الشبان اللبنانيون الشباب العربي في الرغبة في الهروب من بلدهم، متقدمين على 54% من الشبان في سوريا المنكوبة بالحرب، و58% من الشبان الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي".

اتجاهات مقلقة

وبحسب المجلة، فإن "بعض التقديرات تشير إلى أن 20% من الأطباء اللبنانيين غادروا، أو يخططون لمغادرة البلد، منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان عام 2019، حيث أغلقت مئات الصيدليات أبوابها؛ ما جعل الصيادلة عاطلين عن العمل، فيما يتواصل النزوح الجماعي المستمر لموظفي الرعاية الصحية، مثل: الممرضات، وقد اجتذبت دول الخليج المئات منهم".

ونقلت المجلة عن ريتا الحويك، أخصائية العلاج الطبيعي، قولها إنها "شهدت عشرات الاستقالات في المستشفى التي تعمل بها في مدينة طرابلس الشمالية"، مضيفة "ذهبوا إلى السعودية، وقطر، وكندا، وفي أي مكان. يجب عليهم إرسال الأموال إلى ذويهم في الوطن".



وبحسب المجلة، فإنه "يتردد أن 6 مهندسين يبحثون يوميا عن خطابات توصية من رؤسائهم للتقدم لوظائف خارج البلاد.. وكان استقال أكثر من 1500 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة الأمريكية في بيروت، خلال العامين الماضيين، بحسب تقرير لمعهد الشؤون العالمية".

ونقلت عن شارلوت كرم، وهي أستاذة مشاركة في الجامعة تعمل على تمكين المرأة في المنطقة، وواحدة من بين من تركوا عملهم، قولها إن "40% من زملائها استقالوا، وإن الأرقام سترتفع هذا العام"، مضيفة أن "مزيجا من القضايا الشخصية والمهنية والمالية التي أثارتها الأزمة الاقتصادية، جعلتها تغادر لبنان رغم حبها له".

وتابعت "كيف يمكنني مواصلة عملي في بلد منهار؟ بالطبع، مع تخفيض الراتب، كنت أرغب _أيضا_ في حياة كريمة. والسبب الآخر هو أن زوجي اضطر إلى إغلاق شركته بسبب الأزمة الاقتصادية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com