هل تسجل قمة دول جوار العراق "اختراقا" في العلاقات بين دمشق وأنقرة؟
هل تسجل قمة دول جوار العراق "اختراقا" في العلاقات بين دمشق وأنقرة؟هل تسجل قمة دول جوار العراق "اختراقا" في العلاقات بين دمشق وأنقرة؟

هل تسجل قمة دول جوار العراق "اختراقا" في العلاقات بين دمشق وأنقرة؟

تستعد بغداد لاستضافة أول مؤتمر لدول جوار العراق، نهاية شهر آب/ أغسطس الحالي؛ بهدف مناقشة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة، وسط تكهنات باحتمال حدوث اختراق في العلاقات المتوترة بين بعض الدول المشاركة، ولا سيما بين سوريا وتركيا.

وكشفت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر عراقي، لم تسمه، قوله إن "من أهم ما يناقشه المؤتمر التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة سواء في سياق علاقاتها الثنائية أو على صعيد مجمل التحولات والتأثيرات الإقليمية الآنية والمستقبلية".

ورجح خبراء أن تكون بغداد محطة لتقارب وجهات النظر بين دمشق وأنقرة، خصوصا وأن العراق يحتفظ بعلاقات جيدة مع الحكومة السورية، مثلما ينسق مع الجانب التركي في عدد من الملفات.

وبدأ مبعوثون من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإيصال الدعوات إلى دول المنطقة لحضور المؤتمر المذكور، حيث سلم وزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم، الأسبوع الماضي، رسالة خطية من الكاظمي إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، لحضور المؤتمر.

ونقلت وكالة أنباء "مهر نيوز" الإيرانية، اليوم الإثنين، عن مصادر مطلعة قولها إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سيصل طهران خلال اليومين القادمين لدعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحضور مؤتمر "دول جوار العراق" المقرر انعقاده في غضون الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الجاري.



وكان موفدون عراقيون زاروا كذلك الرياض وأنقرة والقاهرة، خلال الأيام القليلة الماضية؛ لنقل دعوات مماثلة من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لحضور المؤتمر الذي يضم عددا من دول الجوار، وهي: السعودية، الكويت، الأردن، إيران، تركيا، وسوريا.

وسيعقد المؤتمر المنتظر بمشاركة دول أخرى خليجية وعربية مؤثرة، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، حسب بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة العراقية.

تأكيد مشاركة ماكرون

في غضون ذلك، أفاد بيان رسمي عراقي، اليوم الاثنين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك، نهاية الشهر الحالي في "مؤتمر إقليمي" تستضيفه العاصمة العراقية بغداد، دعي إليه أيضاً قادة دول مجاورة مثل السعودية وتركيا.

وجاء في بيان صدر عن رئاسة الوزراء العراقية الاثنين عقب اتصال بين ماكرون ومصطفى الكاظمي، إن رئيس الوزراء العراقي أبلغ ماكرون بأن "فرنسا شريك حقيقي للعراق"، فيما أعلن ماكرون من جهته عن "دعمه الكامل للعراق" وأشاد بـ"الدبلوماسية العراقية المتوازنة".

تقارب سوري تركي

وفي عرضها لأهداف المؤتمر، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن مسؤولين وسياسيين عراقيين قولهم، إن المؤتمر يمثل بداية لحلحلة مشاكل المنطقة، وخطوة مهمة لدعم مكانة العراق إقليميا.

لكن صحيفة "ذا سيريان أوبزرفر" السورية ذهبت في تقرير، اليوم الإثنين، إلى أبعد من ذلك، عندما تساءلت إن كان مؤتمر بغداد سيوفر فرصة للقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، علما أن حضور الزعيمين لم يتأكد بعد، بل إن خبراء استبعدوا حضور الرئيس السوري.

وكان وزير خارجية العراق دعا، في 14 حزيران/ يونيو 2021، دول الجوار لبلاده لعقد حوار في بغداد؛ لتقريب وجهات النظر.

وقال المكتب الإعلامي للوزير في بيان، آنذاك، بثته وكالة الأنباء العراقية، إن "وزير الخارجية دعا  لمؤتمر دول الجوار بعد أن التقى سامح شكري وزير خارجية مصر، على هامش زيارته للدوحة للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الذي تستضيفه دولة قطر".

وفي بيان لاحق، قال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، إنّ الكاظمي أمر بتشكيل لجنة من مجلس الوزراء، تضم موظفين ومستشارين ومسؤولين بوزارة الخارجية، على رأسهم وكيل الوزارة الأقدم نزار الخير الله؛ لغرض التحضير لعقد مؤتمر لدول جوار العراق.

وطبقا لما نقلته "الشرق الأوسط" عن مصدر رسمي عراقي، فإن "انعقاد هذا المؤتمر في بغداد، وهو الأول من نوعه بعد عام 2003 على هذا المستوى، إنما يهدف إلى استعادة دور العراق الإقليمي المؤثر الذي تراجع بسبب سياسات النظام السابق، لا سيما غزوه للكويت عام 1990".

ونقلت الصحيفة عن عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية في بغداد الدكتور خالد عبدالإله قوله، إن "العراق يعمل على تحييد الأطراف السياسية المؤثرة في المنطقة من أجل أن يعمل في فضاء أوسع نسبيا، خصوصا مع وجود دول تمثل قوى مؤثرة في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا".

وأشار عبدالإله إلى أن "لهذا المؤتمر بعدين: سياسي واقتصادي، حيث يبدو أن زيارة الكاظمي إلى واشنطن منحته الضوء الأخضر، لكي يلعب دورا مهما، لا سيما على صعيد سياسة التوازن عربيا وإسلاميا".

البدايات

يشار إلى أن مصطلح "دول جوار العراق" ظهر بعد حرب العراق 2003، وذلك للتنسيق فيما بين هذه الدول الست بشأن مقتضيات الاستقرار ومواجهة الإرهاب، وصولا، في اجتماعات لاحقة، إلى بحث الاستقرار والتنمية والإعمار.

المؤتمر الأول لدول جوار العراق كان انعقد في شرم الشيخ بمصر، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بحضور ثماني دول ووزراء خارجية 22 دولة، إلى جانب منظمات دولية وإقليمية.

وفي نوفمبر 2007، انعقد في إسطنبول المؤتمر الوزاري الدولي الموسع حول العراق، وركز على مقتضيات منع استخدام أراضي العراق في شن عمليات إرهابية ضد دول الجوار، في إشارة إلى اتهامات لحزب العمال الكردستاني التركي بشن هجمات ضد الأراضي التركية انطلاقا من الأراضي العراقية.

وهذه النقطة، وفقا لخبراء، قد تشكل مدخلا لتقارب سوري تركي، ذلك أن البلدين لهما مصلحة في التخلص من هذا الحزب، فأنقرة تشكو من هجماته و"كفاحه المسلح"، وتعتبره خطرا على أمنها القومي، فيما تقول دمشق إن "قوات سوريا الديمقراطية" تسعى لاقتطاع شمال شرق سوريا عن البلاد، بمساعدة أمريكية.

ورغم أن قسد، في أدبياتها، تنأى بنفسها عن حزب العمال الكردستاني، إلا أن خبراء يرون أن هذا التشكيل يتلقى دعما من "العمال الكردستاني"، ويسير وفق الأيديولوجية التي وضعها زعيمها المسجون في تركيا عبدالله أوجلان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com