"فورين بوليسي": إدارة بايدن تواجه معضلة في التعامل مع تونس
"فورين بوليسي": إدارة بايدن تواجه معضلة في التعامل مع تونس"فورين بوليسي": إدارة بايدن تواجه معضلة في التعامل مع تونس

"فورين بوليسي": إدارة بايدن تواجه معضلة في التعامل مع تونس

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن التونسيين ربما لم يكونوا يريدون الديمقراطية من الأساس، وإن صدمة الغرب نتيجة التطورات السياسية التي حدثت مؤخرا في تونس، ترجع إلى وصف ما يحدث في الدولة الواقعة شمال أفريقيا لفترة طويلة، على أنه قصة نجاح صريحة.

وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "يوم 25 يوليو، قرر الرئيس التونسي قيس سعيد إقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، وتعليق عمل البرلمان لمدة 30 يوما، وتم نشر قوات الأمن حول مبنى البرلمان في العاصمة، ومنع النواب من الدخول. وفي اليوم التالي، تمت إقالة وزيري العدل والدفاع، وإغلاق مكتب قناة الجزيرة، وأمر الرئيس أيضا بحظر التجمعات التي تزيد عن 3 أشخاص".

ومضت تقول: "سواء كان هذا انقلابا أو ليس كذلك، فإن هذا لم يكن يجب أن يحدث في تونس، التي تعتبر أو كانت تعتبر قصة النجاح الوحيدة في الربيع العربي، ولكن مثل هذه الصور النمطية التي استخدمتها وسائل الإعلام الدولية مرارا وتكرارا خلال العقد الأخير كانت مشكلة من الأساس".

وتابعت: "وضع الإعلام الدولي السياسات التونسية في صورة مغلقة أمام كافة الاحتمالات، مثل التراجع، والتطورات الأخرى المتعارف عليها من الاحتجاجات إلى الانتخابات إلى الدستور.. فعندما تصف المقالات الافتتاحية المنبهرة بالأوضاع في تونس الانتقال السلمي للسلطة على أنه ديمقراطية حقيقية، فإن هذا يتجاهل تماما تعقيدات السياسة التونسية بشكل خاص، وعمليات الانتقال الديمقراطي بصورة عامة".



وأردفت قائلة: "ليس من الواضح ما إذا كانت هيمنة الرئيس قيس سعيد على السلطة تمثل نهاية العملية الديمقراطية في تونس، فقد كان التونسيون على حافة الهاوية عدة مرات من قبل، في ظل الجمود السياسي المستمر عام 2013، ثم في عام 2015 عندما فضل الرئيس الراحل باجي قائد السبسي، تشكيل حكومة تستبعد حركة النهضة وحلفاءها، إلا أن النتائج التي حققها السبسي وحزب نداء تونس لم تصب في صالحهما، ما أجبرهما على تشكيل تحالف أوسع".

ورأت "فورين بوليسي" أنه في ظل كل هذه التشابكات والتطورات السياسية، فإنه يبقى أن الكثير من التونسيين، خاصة هؤلاء الذين خرجوا في احتجاجات إلى الشوارع خلال الفترة الماضية، لديهم علاقة متناقضة مع الديمقراطية.

وقالت: "يبدو أنهم يريدون دولة أكثر فاعلية، يمكنها توفير الوظائف وشبكة أمان اجتماعي، بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي.. من المحتمل أنه بعد عقد تمتع فيه التونسيون بقدر أكبر من الحريات الشخصية، أدى الافتقار إلى الازدهار إلى جعل عدد كبير منهم أكثر استعدادا لقبول ما يمكن اعتباره نسخة من الاستبداد".

وأشارت إلى أنه ليس من الواضح بشكل كامل ماذا سيحدث في تونس، وما الذي تستطيع أن تفعله القوى الأجنبية تجاهه، في ضوء الاهتمام المبالغ فيه من جانب الصحافة والخبراء بتونس منذ الإطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي في يناير 2011.

وقالت "فورين بوليسي" إنه في ظل التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن بسياسة خارجية قائمة على القيم، فإنه سيكون هناك ضغط على الولايات المتحدة من أجل رد فعل.



وأردفت: "هناك معضلة في واشنطن.. يميل النظر إلى تونس بوصفها نجاحا مفترضا، لذلك دعا الخبراء والنشطاء إلى تقديم المزيد من المساعدة لتونس على وجه التحديد، لأنها حققت الانتقال إلى الديمقراطية. كما طورت الولايات المتحدة علاقة أمنية مع تونس تقوم على محاربة التطرف".

وختمت المجلة الأمريكية تقريرها بالقول: "هل يجب على الولايات المتحدة الآن حجب أو قطع هذه المساعدات؟ قد يبدو هذا مناسبا من حيث القيم التي يتحدث عنها بايدن، ولكنه ربما يكون محفوفا بالمخاطر عندما يتعلق الأمر بالأمن، نظرا لميل تونس لإنتاج المتطرفين، وعدم الاستقرار في منطقة الساحل المجاورة.. الوصول إلى قرار متوازن لن يكون مسألة سهلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com