تحليل: كيف تستعد إدارة بايدن للتعامل مع إسرائيل في مرحلة ما بعد نتنياهو؟
تحليل: كيف تستعد إدارة بايدن للتعامل مع إسرائيل في مرحلة ما بعد نتنياهو؟تحليل: كيف تستعد إدارة بايدن للتعامل مع إسرائيل في مرحلة ما بعد نتنياهو؟

تحليل: كيف تستعد إدارة بايدن للتعامل مع إسرائيل في مرحلة ما بعد نتنياهو؟

قالت صحيفة "هآرتس"، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت الاستعداد لمرحلة جديدة من التعامل مع إسرائيل، في أعقاب نهاية حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واقتراب الحكومة الجديدة من تولي مهام منصبها.

وأضافت في تحليل نشرته على موقعها الإليكتروني: "عندما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إسرائيل الأسبوع الماضي، في زيارته الأولى للدولة اليهودية، فإن وزارة الخارجية نشرت بياناً أوضحت فيه هوية المسؤولين الثلاثة، الذين سيلتقيهم بلينكين في القدس، وهم نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ووزير الخارجية غابي أشكينازي".

وأشارت إلى أن "الهدف من الزيارة كان التركيز على اتفاق الهدنة، الذي تم التوصل إليه قبل أيام قليلة من وصول بلينكين، وتجنّب أزمة جديدة على الساحة الفلسطينية".



لقاءات خارج أجندة بلينكين

وبينت أنه "خلال الـ48 ساعة التي قضاها بلينكين في إسرائيل، فإنه عقد اجتماعات مع مسؤولينِ إسرائيليين بارزين لم يتم ذكر اسميهما في البيان الصحفي الرسمي؛ وزير الدفاع بيني غانتز، وزعيم المعارضة يائير لابيد، حيث يمثل كلاهما أهمية كبيرة في التحالف الذي يتم تشكيله حالياً في محاولة لإنهاء هيمنة نتنياهو على السلطة في إسرائيل".

وفي الوقت الذي لم يظهر فيه اسم بيني غانتز في البيان الأصلي لوزارة الخارجية، المتعلق بلقاءات وزير الخارجية الأمريكي، فإن نبأ اللقاء الذي تم بين المسؤولين ظهر في جدول أعمال بلينكين، إلا أن لقاء الأخير مع يائير لابيد لم يظهر إلى العلن إلا بعد قيام لابيد بنشر صورة من اللقاء على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر".

وأشارت إلى أن لقاء بلينكين مع لابيد تم تفسيره في إسرائيل على أنه إشارة بأن إدارة بايدن تستعد لاحتمال رحيل نتنياهو قريباً عن السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنه قبل وصول بلينكين إلى إسرائيل، فإن مسألة خليفة نتنيناهو لم تكن مطروحة على طاولة وزير الخارجية الأمريكي، لأنه مع اشتعال العنف والصراع بين إسرائيل وحماس، فإن مفاوضات تشكيل حكومة جديدة تم تجميدها تماماً، حيث قال نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" إن خيار وجود نتنياهو خارج الحكومة الإسرائيلية ليس مطروحاً في ظل الصراع القائم، والموقف الأمني مع احتدام المعارك مع حركة حماس في غزة.



إحباط إنجاز نتنياهو

إلا أنه ومع وصول بلينكين إلى إسرائيل، فإن الأمور كانت قد تغيرت بالفعل، حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وبدأت المفاوضات بين "بينيت" و"لابيد" حول تشكيل ائتلاف حكومي، حيث كانت لا تزال أمام الأخير فرصة لمدة أسبوعين لتشكيل الحكومة، ما دفع مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية للمطالبة بلقاء بين بلينكين ولابيد، وهو ما سعى إليه أيضاً مقربون من زعيم المعارضة في إسرائيل.

ونقلت عن مسؤولين خططوا لهذا اللقاء قولهم إن اجتماع نتنياهو مع بلينكين فقط كان سيُرى على أنه إنجاز سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي على حساب "لابيد"، كون الأول هو المسؤول الذي يستطيع تمثيل إسرائيل، في هذا الوقت، الذي كان يشهد محاولات تشكيل حكومة ائتلافية ترغب في استبعاده.

وقالت "هآرتس" إنه من خلال لقاء بلينكين مع لابيد وبيني غانتز، فقد التقى اثنان من أهم اللاعبين في الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، حيث سيكون "لابيد" وزيراً للخارجية لمدة عامين، قبل أن يتولى رئاسة الوزراء، في حين  سيظل غانتز وزيراً للدفاع طوال 4 سنوات مقبلة.

وأردفت قائلة: "عدم لقاء بلينكين مع نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا"، لم يكن بعيدًا عن الأنظار في المشهد السياسي الإسرائيلي، ولكن مبررات عدم إجراء مثل هذا اللقاء كانت واضحة من وجهة النظر الأمريكية، لأن لابيد كان هو المكلّف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وليس بينيت، حتى وإن كانت النية تتجه لضم الأخير إلى الائتلاف الحكومي، وبالتالي، فإن اللقاء مع لابيد كان منطقيًا بغض النظر عن عدم الاجتماع مع بينيت".



علاقات إيجابية مع الديمقراطيين

ونقلت عن "مارك ميلمان"، خبير استطلاعات الرأي، ومستشار "لابيد" لعدة سنوات، ومؤسس منظمة الغالبية الديمقراطية الإسرائيلية، قوله: إن "الحكومة الإسرائيلية دون نتنياهو ستكون بالتأكيد في موقف أفضل مع الديمقراطيين في واشنطن".

وذكرت أنه "سواء كان الأمر صحيحًا أم خطأ، عادلاً أو غير عادل، فإن الارتباط الوثيق بين نتنياهو والجمهوريين، وفي ظل المجتمع الإسرائيلي شديد الاستقطاب، فإن إسرائيل دفعت ثمنًا باهظًا مع الديمقراطيين، قضى لابيد وقتاً جيدًا مع الرئيس الأمريكي بايدن، قبل أن يتولى الأخير مهام منصبه، ولديهما علاقات ممتازة يستطيعان البناء عليها".

تعامل شامل

من جانبه، قال "إيلان غولدنبرغ"، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في المركز الأمريكي الجديد للأمن: "أعتقد أن فلسفة إدارة بايدن ستقوم على التعامل مع الطيف الإسرائيلي السياسي بشكل كامل، كما كان الوضع لدى جميع الإدارات الأمريكية السابقة، قبل وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي منح أفضلية واضحة لنتنياهو على حساب جميع الساسة الإسرائيليين خلال 3 جولات انتخابية خاضتها إسرائيل في عامي 2019 و2020".

 

وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: "تدرك الإدارة الأمريكية أن حكومة "بينيت- لابيد" لم تتحقق بعد، ولا تزال بحاجة إلى أداء اليمين أمام البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، قال بلينكين، بعد إعلان نجاح مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في إسرائيل، إن بايدن سبق أن عمل مع كل الحكومات الإسرائيلية من جميع الأحزاب، بداية من رئيسة الوزراء جولدا مائير، وأشار في مقابلة مع شبكة التليفزيون الإخبارية الأمريكية "سي إن إن" إلى أن الحكومات تتغير في الأنظمة الديمقراطية، وسوف تعمل واشنطن مع أي حكومة، سواء كان رئيس الوزراء نتنياهو أو أي شخص آخر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com