بايدن يتعهد بـ"التكفير" عن جرائم أمريكا العرقية
بايدن يتعهد بـ"التكفير" عن جرائم أمريكا العرقيةبايدن يتعهد بـ"التكفير" عن جرائم أمريكا العرقية

بايدن يتعهد بـ"التكفير" عن جرائم أمريكا العرقية

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمساعدة في "بناء ثروة السود"، بينما يوجه الولايات المتحدة للتكفير عن تأثير التمييز العنصري.

وأعلن بايدن، أثناء حديثه في الذكرى المئوية لمجزرة تولسا العنصرية، عن تدابير لرفع قيمة الممتلكات في المناطق الأمريكية الأفريقية، ومساعدة الشركات الصغيرة برفع حصصها في العقود الحكومية.

ووفقا لصحيفة "ذا تايمز"، قُتل حوالي 300 من السكان السود في تولسا بولاية أوكلاهوما على يد حشد من الرجال البيض، وطُرد الآلاف من منازلهم، ولكن تم التستر على تفاصيل المجزرة لعقود ولم يتم دفع أي تعويض.

وقال بايدن بعد لقائه الناجين الثلاثة المعروفين، الذين تتراوح أعمارهم بين 100 و106 و107، وأحفاد عائلات فقدت منازلها ومحلاتها: "رفاقي الأمريكيين، لم تكن هذه أعمال شغب، بل كانت مجزرة، ومن بين الأسوأ في تاريخنا، ولكنها لم تكن الوحيدة، فلا يعني صمت التاريخ أن هذه الواقعة لم تحدث، فقد كان الأمر بمثابة جحيم حرفيا".

وأضاف أنه يجب على الأمة أن تتعامل مع خطيئة الإنكار التي تبعت ذلك.

وشرح: "لا يمكننا اختيار ما نريد معرفته، وتجنب ما ينبغي أن نعرفه، لقد جئت إلى هنا للمساعدة في ملء فجوة الصمت؛ لأن الجروح تتعمق في الصمت".



وجعل بايدن "تقدم المساواة العرقية والحقوق المدنية" إحدى الأولويات الأربع لرئاسته، وهو الآن يحث الكونغرس على الموافقة على خطط المساعدة للشركات المملوكة للسود.

كما أيد الرئيس الأمريكي مشروع قانون أقرته لجنة بمجلس النواب لدراسة التعويضات، بما في ذلك المدفوعات المباشرة لأحفاد الأمريكيين السود الذين أجبروا على العبودية، إلا أن التشريع، الذي تم تقديمه لأول مرة في عام 1989، يواجه معارضة كبيرة في مجلس الشيوخ، وسط حجج مفادها بأن الأوان قد فات، وصعب ضمان وصول التعويض إلى الأيدي الصحيحة.

وخلصت لجنة ولاية أوكلاهوما في عام 2000 إلى أن سكان تولسا السود خسروا ما يعادل 27 مليون دولار، وأوصت بتعويضات تصل إلى 150 ألف دولار لكل أسرة.

وفي شهادتها أمام الكونغرس، الشهر الماضي، قالت فيولا فليتشر إحدى الناجيات من مجزرة تولسا: "عمري 107 سنوات ولم أر العدالة قط، وأدعو الله أن أراها في يوم من الأيام".

وقالت ليسي بنينجفيلد راندل (106 أعوام)، لوكالة رويترز، إنها تتذكر رؤية جثث ومنزل يحترق، وشرحت: "كنت طفلة صغيرة، وأتذكر الركض ووصول الجنود".

من جانبه، قال البيت الأبيض إن "عدم الاهتمام بالعائلات السوداء في تولسا وفي جميع أنحاء البلاد طوال تاريخنا لا يزال محسوسا بشكل حاد حتى اليوم"، وإن متوسط ثروة الأسرة الأمريكية السوداء يعادل 13% من الثروة التي تمتلكها العائلات البيضاء.

وأضاف البيت الأبيض: "تعمل الإدارة على توسيع الوصول إلى اثنين من عوامل تكوين الثروة الرئيسية، وهما ملكية المنازل وملكية المشاريع الصغيرة في المجتمعات الملونة والمجتمعات المحرومة".

وأمر بايدن وزيرة الإسكان "مارسيا فودج"، بفرض قواعد جديدة "لمعالجة عدم المساواة في تقييم المنازل ومكافحة التمييز في الإسكان".

وفي الشهر الماضي، قالت امرأة سوداء في ولاية إنديانا، تدعى كارليت دافي، إن قيمة منزلها قدرت بـ 110 آلاف دولار عندما كانت حاضرة، ولكن السعر ارتفع إلى 259 ألف دولار عندما استضاف المثمن صديقا أبيض، حيث يذكر أن أسعار بيع المنازل في الولايات المتحدة يتم تقييمها من قِبل مثمنين مستقلين من المفترض أن يتخذوا قرارا غير متحيز، وفي حين يمكن بيع المنزل مقابل مبلغ أكثر أو أقل، إلا أن هذا التقييم يستخدم لإرشاد القروض العقارية، ولذلك يعتبر بالغ الأهمية.

وقال بايدن إن العقود الحكومية مع "الشركات الصغيرة المحرومة" ستزداد بنسبة 50 %، أي ما يعادل 100 مليار دولار على مدى 5 سنوات.

ويتضمن اقتراح بايدن للبنية التحتية تخصيص 10 مليارات دولار لصندوق تنشيط المجتمع لإنشاء "مشاريع البنية التحتية المدنية التي تخلق وسائل راحة مشتركة مبتكرة، وتحفز النشاط الاقتصادي المحلي الجديد، وتوفر الخدمات، وتبني ثروة المجتمع، وتقوي التماسك الاجتماعي"، كما تم تخصيص 31 مليار دولار لتعزيز وصول المشاريع الصغيرة إلى رأس المال.

ومع ذلك، قال ديريك جونسون، رئيس الرابطة الوطنية لتقدم الملونين، إن المقترحات فشلت في معالجة ديون قروض الطلاب، والتي كانت في صميم فجوة الثروة العرقية في الولايات المتحدة، وشرح: "لا يمكنك التعامل مع إحدى المشكلات دون الأخرى".

وكان بايدن حذرا من الالتزام بمطالب دفع التعويضات، حيث وجد استطلاع للرأي، العام الماضي، أن 31 % فقط من الأمريكيين يؤيدون التعويضات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com