"التايمز": الزعيم الصيني يستثمر "السياحة الحمراء"  لتعزيز قوة الحزب الشيوعي
"التايمز": الزعيم الصيني يستثمر "السياحة الحمراء" لتعزيز قوة الحزب الشيوعي"التايمز": الزعيم الصيني يستثمر "السياحة الحمراء" لتعزيز قوة الحزب الشيوعي

"التايمز": الزعيم الصيني يستثمر "السياحة الحمراء" لتعزيز قوة الحزب الشيوعي

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن زعيم الصين شي جين بينغ يسعى لاستخدام "السياحة الحمراء" لتعزيز سلطته وقوة الحزب في الصين، من خلال تلقين جيل جديد أجزاء مختارة من تاريخ الحزب وتمجيد الإيجابيات وإخفاء السلبيات.

وفي قرية شيبايبو، رفع مجموعة من المدرسين، وهم يقفون أمام تماثيل الرئيس ماو تسي تونغ وثواره، قبضاتهم لتأدية التحية، مع هتاف "سأقاتل من أجل الشيوعية طوال حياتي وأنا مستعد للتضحية بكل شيء من أجل الحزب ومن أجل الشعب في أي وقت".

وتبعد قرية شيبايبو الصغيرة 200 ميل إلى جنوب بكين، وقد كانت المقر السابق للحزب الشيوعي في الفترة من مايو 1948 إلى مارس 1949.



وتحول موقع شيبايبو إلى مكان مقدس مخصص لتاريخ الشيوعية في الوقت الذي تستعد فيه الصين للاحتفال بالذكرى المئوية للحزب في الأول من يوليو.

وفى لحظة مهيبة وضع المدرسون إكليلا من الزهور عند إقدام الآباء المؤسسين للصين الحديثة، وهتفوا "لن أخون الحزب أبدا"، بينما تجول التلاميذ حولهم في القرية.

هذا وفي جميع أنحاء البلاد، تظهر مشاهد مشابهة هذا الأسبوع، حيث حث الزعيم الصيني شي جين بينغ أعضاء الحزب الـ92 مليونا في البلاد على دراسة تاريخه والاستفادة منه، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ فيما يعرف بـ"السياحة الحمراء".

وقال ماو ويجيا (17 عاما) الذي كان يزور شيبايبو من محافظة خبي "أشعر إنني أتحمل مسؤولية السعي لتحقيق الشيوعية، وكشاب أحمل مستقبل وطننا الأم".

وأدت جهود شي لتعليم جيل جديد من الشباب الصيني أجزاء مختارة بعناية من تاريخ الحزب إلى فتح العديد من المواقع الجديدة، بما في ذلك قارب على بحيرة في مدينة جيانغشي الشرقية حيث عقد الحزب أول مؤتمر له سرا في عام 1921.

وفي الجنوب، يسافر عشرات الزوار إلى جبال جينغانغشان حيث أنشأ الحزب قاعدة له في عام 1927.

ويزور البعض الآخر المنازل المحفورة في الكهوف في مدينة يانان الشمالية الغربية، حيث جمع الحزب القوة الكافية بين عامي 1935 و1948 للاستيلاء على السلطة.

هذا وتم الحفاظ على الكهوف كما كانت حين عاش ماو تسي تونغ وغيره من الثوار المؤسسين هناك، ولا تزال مليئة بأثاث بسيط ومهترئ.

وقال تشانغ تشاويانغ (50 عامًا)، من مدينة تشانغده الجنوبية، خلال جولة في القاعة التي استضافت المؤتمر السابع للحزب في يانان في عام 1945 "نشعر بالسعادة والفخر الشديد، ولا يمكننا أن ننعم بالسعادة إلا تحت قيادة الحزب"

واصطحب يانغ جينهوا (45 عاما)، من مدينة باوتو الشمالية، والديه إلى يانان لرؤية الكهوف، وقالت والدته "لقد تعلمنا عن يانان في الكتب المدرسية عندما كنا صغارًا، لذلك نود زيارتها شخصيًا الآن بعد أن أصبح لدينا الوقت، فنحن ندعم الحزب أكثر الآن ونسير على طريق مشرق".

وأدت الجهود المبذولة لتلقين جيل جديد في تاريخ الصين الحديث إلى زيادة الإقبال على وكالات السفر التي تنظم جولات لزيارة الأماكن "المقدسة"، وفي عام 2019، نظمت هذه الوكالات حوالي 1.4 مليار زيارة من هذا النوع، ما ولد 62 مليار دولار من الإيرادات، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع بقدر كبير هذا العام.

وأظهرت مواقع الحجز زيادة بمقدار 9 أضعاف هذا الشهر في عدد الحجوز لزيارة منازل شخصيات بارزة في الحزب.

وقال وانغ بين، نائب المدير العام لخدمات السفر الصينية، لوسائل الإعلام الحكومية "تشهد السياحة الحمراء فرصًا تنموية كبيرة في عام 2021، ويجب علينا دمج مواردنا الحمراء، وإنشاء منتجات سفر جديدة لتعزيز التنمية عالية الجودة للسياحة الحمراء."

وتشير رواية شي إلى أن الحزب نجح في إخراج الصين من الفقر المدقع، ويبدو أن علامات قفزة ماو العظيمة للأمام في عام 1958 التي أدت إلى مجاعة أسفرت عن مقتل نحو 45 مليون شخص جوعا، قد أزيلت من المواقع السياحية، كما تم تجاهل علامات التآكل المستمر للحريات في الصين.

وبدلاً من ذلك، تلعب الأماكن "المقدسة" دورًا كبيرا في تصوير رواية شي بأن الحزب أنقذ البلاد من المصاعب الاقتصادية والإمبريالية الغربية، ومن خلال تمجيد الإنجازات والتستر على الخلافات، حول شي الاحتفالات المئوية إلى حملة لإضفاء الشرعية وترسيخ قيادته وحكم حزبه.

ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2012، سعى شي إلى تعزيز الصورة العامة للحزب من خلال التأكيد على دوره المركزي في كل جانب من جوانب الحياة الصينية، وكجزء من تلك الجهود، أطاح بالمعارضين وشدد على أن الحزب يجب أن يحتفظ "بنقائه".

كما زاد شي من صعوبة الانضمام إلى الحزب، واشترط الولاء المطلق، وأضاف الحزب 117 ألف عضو جديد فقط في عام 2017، وهي عدد أقل بكثير من الـ2.8 مليون الذين تم قبولهم في عام 2008.

وقال شي جين بينغ: "نقاء الفكر هو الأساس لضمان الاتجاه السياسي الصحيح للحزب ولضمان وحدة الحزب".

هذا وتأسس الحزب عام 1921، عندما عقد مؤتمره الأول في شنغهاي بدعم من الأممية الشيوعية بزعامة لينين، وكانت مهمته الرئيسة هي الإطاحة بالرأسمالية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا لتحقيق الاشتراكية والشيوعية في الصين.



وفي حين كانت السنوات الأولى للحزب شاقة، حيث اضطر إلى الانسحاب من المدن، إلا أنه تمكن من إقامة "قواعد ثورية" في المناطق الريفية الفقيرة، ونجت قواته المسلحة من حملة قمع الحكومة القومية من خلال الشروع في مسيرة طويلة، قبل أن يستقر الحزب في منازل الكهوف في يانان، حيث تحول مصيرها خلال حرب المقاومة ضد اليابان.

وفي يانان تم دمج أفكار ماو السياسية في ميثاق الحزب، وتم ترسيخ قيادته خلال المؤتمر السابع في عام 1945.

وزار ليو وي (45 عاما)، من مدينة باودينغ الشمالية، يانان مع والدته وخالته، وكلاهما من أشد المعجبين بماو، والتقط الثلاثي صوراً على تلة الباغودا، رمز يانان.

وقال ليو "يانان هي مهد الثورة، حيث قاد الرئيس ماو الشعب الصيني إلى هزيمة الإمبرياليين اليابانيين وقيادة حرب التحرير، وأجرى ماو تغييرات جذرية على البلاد، وبعد أن كنا فقراء ومتخلفين، أصبحنا الآن سادة البلاد."

وفي يانان، يستضيف مسرح "الشرق الأحمر" عرضًا يوميًا يسمى العرض الأحمر، الذي يصور كفاح الشعب الصيني، ووحشية الجنود اليابانيين خلال غزو 1937-1945، وتضحيات الحزب لتأسيس الصين الجديدة في الجزء الأول من القرن العشرين.

وقال تشين يوان (31 عاما)، الذي يعمل في مبنى الحزب الشعبي في مدينة كونمينغ الجنوبية "لقد تأثرت بشدة، ولم أستطع الامتناع عن البكاء عندما رأيت الكثير من الناس يموتون في الحروب، لم نمر بتلك السنوات الصعبة، ولذلك تعلم تاريخ الحزب مهم".

وأضاف: "زيارة مثل هذه المواقع التعليمية الثورية، تمكنا من التعرف على الماضي، ويحتاج الجيل القادم إلى تعلم الصعوبات الماضية وتذكر تلك الأيام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com