صحف عالمية: غزة على حافة الانهيار صحيا.. ومفاوضات الهدنة في "مهب الريح"

تواصلت تغطيات الصحف العالمية للموقف المتدهور في قطاع غزة، مع استمرار الغارات الإسرائيلية وهجمات فصائل المقاومة الفلسطينية بالصواريخ على العمق داخل إسرائيل، في ظل الغموض الشديد الذي يحيط بمصير جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، بعد مرور 9 أيام على بدء القتال.

وضع صحي كارثي في غزة

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مستشفيات قطاع غزة تعاني من تكدس شديد نتيجة ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على القطاع، بالإضافة إلى الضغوط التي فرضتها جائحة كورونا.

ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الاربعاء، عن السلطات الصحية الفلسطينية قولها إن الأطباء يجاهدون لعلاج المئات من المصابين جراء الغارات المستمرة على القطاع بمستشفيات على حافة الانهيار تعاني أساسا من نقص شديد بالإمدادات الطبية.

وبسبب الأوضاع المأساوية التي يعاني منها القطاع قررت المستشفيات الحكومية إلغاء العمليات الجراحية غير الضرورية ونقل مرضى كورونا إلى عيادات خاصة لإفساح المجال لعلاج المصابين جراء الغارات، ورغم تلك الإجراءات فإن المرضى في مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، يقفون في قوائم انتظار طويلة، أو يتعين عليهم مشاركة الأسرّة الشحيحة المتواجدة مع مرضى آخرين".

وقال محمد زيارة، الطبيب في غرفة الطوارئ بمستشفى الشفاء "لا نستطيع الوفاء بكافة احتياجات المرضى. وفي بعض حالات الإصابة الخطيرة، فإن الأطباء يضطرون عادة إلى بتر الطرف المصاب، بدلاً من محاولة الإنقاذ التي يمكن أن تستمر ساعات طويلة".

من جانبه، قال مدحت عباس، المسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية: "إذا استمر عدد الضحايا على نفس المستوى الذي نشهده، فسوف يكون هناك انهيار في نظام الرعاية الصحية بغزة. الوضع هشّ للغاية".

وتوقعت الصحيفة أن يتفاقم الوضع الوبائي بالقطاع بعد أن شهد تراجعا في عدد الإصابات وفي تخفيف القيود المتعلقة بكورونا التي تم إلغاؤها قبل اندلاع الصراع المسلح بين إسرائيل وحماس.

وتسبب الصراع بتشريد أكثر من 58 ألف فلسطيني من منازلهم، من بينهم 42 ألفا يتخذون مأوى لهم في 50 مدرسة تديرها الأمم المتحدة لا توجد فيها فرصة للتباعد الاجتماعي ويشترك فيها المئات في عدد قليل من دورات المياه، بحسب الصحيفة.

وقال الدكتور مدحت عباس: "الناس يهربون من الحرب، ويركضون باتجاه كورونا في المدارس، لأنه لا يمكن فرض أو السيطرة على أي إجراءات وقائية في تلك المدارس".

 

مفاوضات مستمرة 

قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن حماس وإسرائيل سارعتا لنفي التوصل إلى اتفاق للهدنة، في الوقت الذي تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها لوقف إطلاق النار.

وأضافت الصحفية في تقرير نشرته اليوم، أن التقارير التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق لوقف النار صباح يوم غد الخميس تسببت في موجة من بيانات النفي في الوقت الذي يواصل فيه ضغوطه من خلف الكواليس، على إسرائيل كي تكبح جماح عملياتها العسكرية.

وبعد أن أعلنت القناة الإسرائيلية "12" ومصادر فلسطينية أن حماس وافقت على مقترح مصري لهدنة في القطاع سارع الطرفان بعد ساعة واحدة فقط  إلى نفي التوصل لاتفاق.

وذكرت القناة الإسرائيلية "13"، أن حماس تسعى للحصول على ضمانات إسرائيلية بعدم اغتيال قادتها خلال الهدنة، وهو ما رفضته تل أبيب  في الوقت الذي طلبت فيه الأخيرة أن تتوقف حماس عن إطلاق النار، بينما تقوم تل أبيب بدراسة عرض الهدنة، وهو ما رفضته حماس.

 

اعترافات أمريكية مثيرة

قالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية إن منظمة تمولها الحكومة الأمريكية سقطت في فخ الاعتراف بتمويل الحركات الموالية للديمقراطية في روسيا وبيلاروسيا، والإشادة بالمساهمة المحدودة، ولكنها مهمة، في اندلاع التظاهرات التي اندلعت العام الماضي.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، أن مسؤولين في روسيا وبيلاروسيا يستغلون البيانات الصادرة عن الصندوق الوطني للديمقراطية "NED" الممول من الكونغرس كدليل على التدخل الأمريكي.

وتابعت الصحيفة أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أشارا من قبل إلى أن الاحتجاجات ضد نظاميهما تتم إدارتها من جانب الولايات المتحدة".

ونقلت الصحيفة عن باربرا هيغ، المسؤولة البارزة في الصندوق الوطني للتنمية، قولها: "لدينا برنامج واسع للغاية في روسيا يمتد حتى إلى القواعد الشعبية في المقاطعات خارج موسكو، إنه برنامج عميق للغاية وواسع جداً".

في حين قال كارل غريشمان، رئيس الصندوق الوطني للتنمية "NED"، إن الصندوق على اتصال بـ ليونيد فولكوف، كبير مساعدي المعارض الروسي أليكسي نافالني، حيث يتهم الكرملين نافالني، البالغ من العمر 44 عاماً، بأنه عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، ولكن موسكو لم تقدّم دليلاً يدعم تلك المزاعم.