الإعلام العبري يتساءل: هل فقدت منظومة القبة الحديدية سطوتها؟

سلّط الإعلام العبري، اليوم الأربعاء، الضوء على منظومة القبة الحديدية والتي فشلت في اعتراض العديد من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وسقطت، أمس الثلاثاء، على مدينة تل أبيب.

وتساءلت صحيفة "الجيروزاليم بوست" في تحليل لها تحت عنوان:"هل انتهت مرحلة سطوة القبة الحديدية؟ وهل يتعلم حزب الله وإيران من حماس؟".

وقالت الصحيفة إن"منظومة القبة الحديدة كان بها دائمًا نقطة ضعف، ففي جولات القتال القديمة وبالنظر لحجم الصواريخ الصغيرة التي كانت تطلق من غزة، كانت فعالية منظومة القبة الحديدية في التصدي تتراوح بين 85٪ -90٪".

وذكر التحليل أن ما حصل، الثلاثاء،"كان مختلفًا ويستحضر ظروف المواجهة في الجبهة الإسرائيلية الشمالية، حيث لدى حزب الله 150 ألف صاروخ أو أكثر، بما في ذلك المئات من الصواريخ المتقدمة، ما يعني إمكانية إطلاق 500 صاروخ في، اليوم، وهو أمر من شأنه أن يخترق درع القبة الحديدية".

وأشار إلى أنه "خلال حرب غزة 2014، أطلقت من القطاع حوالي 4 آلاف صاروخ، لكنها توزعت على مدى 50 يومًا".

وتابع:"كانت تطلق عشرات الصواريخ في اليوم الواحد على الأكثر، موزعة على مدار اليوم، والغالبية العظمى منها أطلقت على ممر غزة، لأن الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب ومناطق أخرى كان عددها قليلًا".

وبين أنه"بين العدد الضئيل للصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب والمشكلة اللوجستية المتعلقة بعدد الصواريخ التي يمكن إطلاقها دفعة واحدة، فقد كانت فعالية القبة الحديدية مشهودة لكن ما حصل، يوم الثلاثاء، وصباح الأربعاء، جاء مختلفًا".

وأوضحت الصحيفة أنه جرى، خلال الـ 24 ساعة الماضية، إطلاق أكثر من 100 صاروخ في غضون دقائق، بما في ذلك عدد كبير ركز على تل أبيب، وهذه قفزة في عدد الصواريخ المستخدمة ضد تل أبيب، وفي قدرة الفصائل الفلسطينية على إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد.

مراجعة التقييمات الاستخبارية والفنية

وقالت إن"السؤال الأكبر المطروح الآن هو ما إذا كانت تقديرات المخابرات الإسرائيلية صحيحة بخصوص الصواريخ الموجودة في غزة والتي يمكنها الوصول بها إلى تل أبيب".

ورأت أنه إذا كانت هذه التقديرات دقيقة، فربما تكون المقاومة قد استهلكت جزءًا كبيرًا من الترسانة لديها، حتى لو كان لديها آلاف أخرى يمكنها ضرب بئر السبع، وأشدود، والمجتمعات القريبة من حدود غزة.

واعتبرت أنه"إذا كان لدى غزة المزيد من تلك الصواريخ طويلة المدى، فقد يؤثر ذلك على خطط إسرائيل لهذه الجولة من العنف، خاصة مسألة المدة، وقالت "الجيروزاليم بوست" إن"هذا السؤال الذي طرح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بشأن قدرة الصواريخ الغزية على اختراق منظومة القبة الحديدة، هو نفسه الذي يوجب إعادة النظر بالتقييمات الفنية والاستخبارية لأي مواجهة قادمة مع حزب الله أو إيران"التي تريدها أن تستمر فيها"