"نيويورك تايمز": الصين تجبر المسلمات في "شينغ يانغ" على وسائل منع الحمل
"نيويورك تايمز": الصين تجبر المسلمات في "شينغ يانغ" على وسائل منع الحمل"نيويورك تايمز": الصين تجبر المسلمات في "شينغ يانغ" على وسائل منع الحمل

"نيويورك تايمز": الصين تجبر المسلمات في "شينغ يانغ" على وسائل منع الحمل

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن السلطات الصينية تستهدف النساء المسلمات في محاولة لكبح المواليد الجدد في إقليم شينغ يانغ، وذلك على العكس من الإستراتيجية التي تتبعها بكين في باقي أنحاء البلاد، بتشجيع النساء على إنجاب المزيد من الأطفال، لدعم الهبوط الواضح في عدد المواليد، إلا أن الموقف في "شينغ يانغ" يختلف بشدة.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الإثنين "عندما أمرت الحكومة الصينية النساء في معظم المناطق التي يسكن فيها المسلمون باستخدام وسائل منع الحمل، فإن "كلبينور صديق" تقدّمت بالتماس لاستثنائها من ذلك القرار، حيث تبلغ من العمر 50 عاما، وأبلغت المسؤولين أنها اتبعت التعليمات ولم تُنجب سوى طفل واحد".



ومضت تقول "لم تكن هناك أي استجابة لطلبها، وتعرضت للتهديد بنقلها إلى الشرطة إذا استمرت في الاعتراض. استسلمت في نهاية المطاف، وذهبت إلى عيادة طبية حكومية، حيث قام طبيب بتركيب وسيلة لمنع الحمل، وقالت إنها لم تعد تشعر بأنها سيدة طبيعية، وكأنها تفقد شيئا".

وتابعت الصحيفة أنه "في معظم أنحاء الصين، فإن السلطات تشجع النساء على إنجاب المزيد من الأطفال، حيث تحاول التصدي للأزمة الديموغرافية الناتجة عن تراجع أعداد المواليد. ولكن في منطقة شينغ يانغ الواقعة أقصى غرب الصين، فإن السلطات تجبر النساء على الحدّ من الإنجاب، حيث تشدد قبضتها على الأقلية المسلمة".

ورأت الصحيفة أن تلك الممارسات تعتبر جزءا من حملة قمعية لإعادة تشكيل المجتمع، يقوم بها الحزب الشيوعي الصيني، المصرّ على التخلص من أي تهديد لحكمه.



فخلال السنوات القليلة الماضية، قام الحزب، بقيادة الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، بالمضي قدما في حملة شرسة لقمع الإيغور والأقليات التابعة لآسيا الوسطى في شينغ يانغ، حيث فرضت السلطات رقابة صارمة على الإقليم، وأرسلت سكانا للعمل في مصانع ووضعت الأطفال في مدارس داخلية.

واستطردت قائلة: "من خلال استهداف النساء المسلمات، فإن السلطات الصينية توسّع حملتها، وتحاول تنفيذ تغيير ديموغرافي، سيؤثر على السكان لأجيال مقبلة".

وتضيف الصحيفة: تراجع معدل الإنجاب في المنطقة بالفعل في السنوات الأخيرة، مع الزيادة الهائلة في معدلات استخدام إجراءات تحديد النسل، وفقا لما كشفته دراسة أجراها مؤخرا الباحث "أدريان زينز" بالتعاون مع وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء".

ففي الوقت الذي تقول فيه السلطات الصينية: إن تلك الإجراءات تطوعية، فإن مقابلات مع العشرات من الإيغور والكازاخستانيين، ونساء مسلمات ورجال من شينغ يانغ، بالإضافة إلى مراجعة الإحصاءات الرسمية، والإشعارات الحكومية، وتقارير وسائل الإعلام التابعة للدولة، تكشف جميعها الجهود القسرية التي يبذلها الحزب الشيوعي الصيني، للسيطرة على حقوق الخصوبة في المجتمع.



وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن معدلات المواليد الجدد في المقاطعات التي تهيمن عليها الأقليات في "شينغ يانغ" تراجعت في الفترة من عامي 2015 إلى 2018، وفقا للإحصاءات التي قام بها "زينز"، حيث توقفت العديد من تلك المقاطعات عن نشر أي معلومات تخص السكان، وأوضح أيضا أن معدلات المواليد الجدد استمرت في الهبوط في العام 2019 بأكثر من 50% مقارنة بـ 2018.

ونقلت عن "وانغ فينغ"، أستاذ علم الاجتماع والخبير في السياسات السكانية الصينية بجامعة "كاليفورنيا" قوله: إن "الهبوط الحاد في أعداد المواليد بتلك المنطقة "صادم"، ومن الواضح أنه جزء من حملة لتشديد القيود على الإنجاب، ولكن يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى، مثل تراجع أعداد النساء في سن الحمل، والزواج المتأخر، بالإضافة إلى تأخير الإنجاب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com