تقرير: تسريبات ظريف تفتح ملف الفساد في فيلق القدس الإيراني
سلط تقرير إخباري، يوم السبت، الضوء على تورط فيلق "القدس" التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في عمليات فساد واسعة داخل وخارج إيران، وذلك على خلفية المعلومات التي وردت عن أنشطة الفيلق في التسجيل المسرب لوزير الخارجية جواد ظريف، الذي أثار جدلا واسعا في البلاد.
وجاء في التقرير، المنشور على موقع إذاعة "فردا" المعارضة، أن "وزير الخارجية الإيراني تحدث في المقابلة السرية عن عاملين في الآداب السياسية الإيرانية، وهما: الدبلوماسية والميدان العسكري، حيث يتولى فيلق القدس تمثيل الميدان العسكري للنظام الإيراني في المنطقة".
واعتبر التقرير أن "التسجيل الصوتي المسرب لظريف أبرز أنشطة مختلفة لفيلق القدس، بينما أغفل وزير الخارجية الإيراني، وربما عن قصد، الحديث عن ملف مهم عن فيلق القدس بجانب التحركات العسكرية؛ وهو فساد هذه القوات".
وأشار إلى أنه "طيلة العقود الثلاثة الأخيرة لم تنشر إيران تقريرا مفصلا حول بنية قوات فيلق القدس، أو عدد مقاتليها، وهوية الدول التي تنشط فيها، والأهم قيمة الموازنة الخاصة بهذه القوات، فضلا عن حجم وطبيعة المهام التي يقودها فيلق القدس خارج إيران".
وكشف التقرير أن "غياب الشفافية عن تفاصيل موازنة قوات فيلق القدس تبعتها تساؤلات عدة عن تمويل أنشطة هذه القوات، وسط حديث عن تلقي القوات دعما ماديا من مؤسسات دينية أهمها المعنية بشؤون الأضرحة الشيعية، وجمعيات خيرية، وغيرها من المؤسسات الحكومية".
ولفت إلى أن بلدية العاصمة الإيرانية طهران تُعد واحدة من أهم المؤسسات الداعمة لفيلق القدس، خاصة في الفترة التي تولى فيها القيادي البارز محمد باقر قاليباف بلدية طهران، وهي الفترة التي شهدت تحقيقات عن عمليات فساد واسعة.
ونوه بأن دعم بلدية طهران لفيلق القدس تمثل في المشاركة في فعاليات مذهبية تقام في العراق، فضلا عن تلقي القوات دعما ماليا عن طريق مؤسسة "تعاون" التابعة للحرس الثوري، وهي المؤسسة التي باتت تشتهر في الداخل الإيراني بـ "خزانة فيلق القدس".
واستند التقرير في هذا الرأي إلى تصريح لعضو مجلس بلدية طهران محمود ميرلوحي، الذي كشف في وقت سابق عن مخالفات وعمليات فساد موسعة بالاشتراك مع إحدى شركات مؤسسة "تعاون" التابعة للحرس الثوري، التي بلغت في فترة زمنية قصيرة نحو 4 مليارات دولار.
وأشار التقرير إلى ما كشفت عنه وسائل إعلام إيرانية عن تورط قوات الحرس الثوري في عمليات فساد واسعة، أسفرت عن إقالة عدد من القيادات الذين تبينت صلتهم القريبة بفيلق "القدس"، وشخص قاسم سليماني.
ونوه التقرير إلى ما كشفه الناشط السياسي الإيراني مهدي خزعلي، عن فتح تحقيق بخصوص تورط زوجة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في عمليات فساد اقتصادية واسعة، لافتا إلى عدم نشر أي تفاصيل عن نتائج التحقيق بشأن هذه القضية لدى القضاء الإيراني.
وأوضح أن فيلق القدس تحت قيادة قاسم سليماني تمكن من صياغة شبكة متشعبة فرضت سيطرتها على عدد من الشركات والأنشطة الاقتصادية، شملت شركات طيران، وصناعة السيارات، وحتى تهريب الشحنات النفطية والعملات الأجنبية.
وأكد التقرير أن "تصفح قضايا الفساد الكبرى في إيران عن قرب يكشف أن قاسم سليماني وفيلق القدس يمثلان أشهر وجوه من شكلوا شبكة ضخمة من الفساد الاقتصادي، الذي أصاب بنية الاقتصاد الإيراني القومي".
وبيّن أن فساد فيلق القدس تعدى الحدود الإيرانية، حتى وصل إلى العراق، وذلك تحت ستار الأنشطة الخيرية في هذا البلد العربي، في إطار تشكيل طهران شبكة من الدعم تسهل بسط نفوذها على الساحة العراقية.
يُذكر أن تسريب التسجيل الصوتي لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أثار جدلا واسعا في البلاد، حيث كشف ظريف عن قضايا حساسة؛ أهمها سيطرة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني على أعمال الخارجية الإيرانية، وتغليبه لأنشطة الميدان العسكري على لغة الدبلوماسية.
