"جون أفريك": هكذا خرج محمد ديبي من الظل إلى أضواء السلطة في تشاد
"جون أفريك": هكذا خرج محمد ديبي من الظل إلى أضواء السلطة في تشاد"جون أفريك": هكذا خرج محمد ديبي من الظل إلى أضواء السلطة في تشاد

"جون أفريك": هكذا خرج محمد ديبي من الظل إلى أضواء السلطة في تشاد

سلّط تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، اليوم الاثنين، الضوء على قصة صعود "محمد إدريس ديبي"، نجل الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، إلى السلطة رغم أنّه لم يكن مرشحا لذلك، وقد مثل مقتل أبيه فرصة له للخروج من الظل إلى أضواء السلطة.

ووفق التقرير، لم يكن محمد إدريس ديبي أشهر أبناء إدريس ديبي ولا الأكثر ارتباطًا دوليًا أو أحد البارزين في عالم الأعمال، لكن الشاب الذي لا يتجاوز عمره 37 عامًا نجح في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي الذي سيحكم البلاد لمدة ثمانية عشر شهرًا على الأقل.

ويشير التقرير إلى أنّ "محمد ديبي رافق رئيس الدولة في مسارح العمليات، كما هو الحال في تيبستي (أحد معاقل المتمردين) أو مؤخرًا في منطقة بحيرة تشاد، وكان الرئيس قد جعله على اتصال بكبار الشخصيات التشادية وكذلك مع كبار الضباط المتحالفين".

وقال أحد أقاربه: "لقد كانت هذه طريقته في تدريبه"، مضيفا أنّ محمد ديبي "كان يفضل دائمًا العمل في الظل، ولكن الآن هو مجبر على التصرف في ضوء كامل".



 

سيد القصر

يقول تقرير "جون أفريك": إنّ "محمد ديبي أصبح الآن سيد القصر الرئاسي الذي سار فيه مرات عدة وسمع فيه الرئيس السابق يعطي أوامر لعضو في الحكومة أو يشرح استراتيجياته للضباط، حيث لا يزال ظل والده يخيم على القصر الرئاسي وفي جميع أنحاء البلاد، لكن الآن هذا الابن البالغ من العمر 37 عامًا، الذي يرتدي زيا وقبعة حمراء المتحفظ بطبيعته، هو الذي يمسك بزمام الأمور."

ويشرح التقرير أنّ "الاجتماعات تتوالى بوتيرة مرهقة خاصة خلال هذا الوقت من رمضان، والجنرال رقم واحد في المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ إعلان وفاة إدريس ديبي في 20 أبريل / نيسان يتسلم الرئاسة، ويشرح رؤيته للأشهر القادمة ويدعو إلى الجلسة الخاصة بذلك برتراند كوشيري السفير الفرنسي، وكذلك موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومحمد صالح النديف الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل، إضافة إلى دعوة القادة الدينيين، مثل أعضاء المجلس الوطني للحوار السياسي ورؤساء المؤسسات الكبرى في البلاد، من بينها مجلس الأمة، ومن المفارقات أن محمد ديبي سيتحمل العبء الأكبر من المرحلة الانتقالية وفقًا للدستور".

كواليس اختيار محمد ديبي

كشفت مجلة "جون أفريك" الحيثيات التي تم خلالها الاتفاق على أن يتولى محمد ديبي مقاليد السلطة، قائلة إنه "في 19 أبريل/ نيسان عندما توفي إدريس ديبي متأثراً بجراحه وتم التكتم على الأمر، تجمع رموز النظام والجيش حول محمد إدريس ديبي في القصر الوردي، وكان الهدف تجنب انهيار الدولة والمؤسسات وقبل كل شيء النظام، حيث تشابكت الإدارة والشبكات العائلية لسنوات عديدة، وبعد مناقشات مكثفة تم التوصل إلى توافق في الآراء: تعليق العمل بالدستور ووضع ميثاق انتقالي يتضمن المبادئ القانونية الرئيسية، مع إعطاء المجلس العسكري سلطة تولي إدارة الدولة، ويتم اختيار أربعة عشر جنرالاً من بين ضبّاط الشرطة والجيش الموالين للرئيس الراحل أو الشخصيات البارزة في نظامه، من طاهر إردة رئيس المخابرات العسكرية إلى أحمد يوسف محمد عيتنو قائد الشرطة، وعلى رأسهم رجل خامس عشر يكاد يكون الأصغر بين الجميع هو  الجنرال محمد إدريس ديبي."

ووفق التقرير، فإنّ "بعض أبناء إدريس ديبي الآخرين قدموا ضمانات: زكريا، السفير الحالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان دبلوماسيًا لسنوات عديدة، وعبد الكريم وهو ضابط في الأكاديمية الأمريكية في ويست بوينت، في التاسعة والعشرين من عمره فقط، ولديه شبكة واسعة في عالم الأعمال، لكن لدى محمد إدريس ديبي رصيدا لا يمكن تجاهله، فهو المدير العام الأول للأجهزة الأمنية لمؤسسات الدولة".



وينقل التقرير عن رجل أعمال عمل معه كثيرًا قوله: "لم يكن والده قد أعده بالضرورة لتولي المنصب، لكنه رجل ذكي وذو عقلية عسكرية". ويعلق أحد أقارب الأسرة بأنّ "عبد الكريم صغير جدا، وزكريا رغم أنه تم تعيينه ضابطا، لا يقدم أي ضمانات حقيقية داخل الجيش"، وفق قوله.

طموح الرئاسة

ويتابع التقرير: "تؤكد حاشية محمد إدريس ديبي أنّ الرجل لم يكن يخفي طموحًا للرئاسة، وهو الذي تربى على يد جدّته، والدة إدريس ديبي التي أكسبته لقب "كاكا" (وتعني "جدة" باللغة التشادية).

درس الشاب دون أن يلاحظه أحد في نجامينا، بالمدرسة الثانوية الفرنسية "مونتين" ثم إلى مجموعة المدارس العسكرية المشتركة، قبل أن يمر سريعًا عبر فرنسا إلى المدرسة الثانوية العسكرية في "إيكس إن بروفانس"، والعودة إلى البلاد لإكمال تدريبه في الكلية المشتركة بالعاصمة.

يقول أحد أفراد عائلته: "إنه يستمع كثيرًا ويتحدث قليلاً.. ولم يتصرف أبدًا على أساس أنه ابن أبيه الرئيس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com