بعد استقالة رئيس مكتبه السياسي.. صراعات غير مسبوقة تهدد بتفكك حزب "قلب تونس"
بعد استقالة رئيس مكتبه السياسي.. صراعات غير مسبوقة تهدد بتفكك حزب "قلب تونس"بعد استقالة رئيس مكتبه السياسي.. صراعات غير مسبوقة تهدد بتفكك حزب "قلب تونس"

بعد استقالة رئيس مكتبه السياسي.. صراعات غير مسبوقة تهدد بتفكك حزب "قلب تونس"

أعلن رئيس المكتب السياسي لحزب قلب تونس، والبرلماني عياض اللومي، يوم الأحد، استقالته من الحزب؛ ما ينذر بتصدّعات كبيرة داخل الحزب، وفق متابعين.

وأرجع عياض اللومي أسباب استقالته، في حديث نشرته صحيفة "الشروق" المحلية، إلى "خلافات كبيرة في تقدير الموقف السياسي، نتيجة استئثار مجموعة ضيقة داخل الحزب بالقرارات"، حسب تعبيره.

وأضاف اللومي أن رئيس الحزب نبيل القروي، "ضحية مجموعة ضيقة داخل الحزب، تسعى إلى توجيهه نحو وجهة معينة".

وكتب اللومي في منشور على حسابه في فيسبوك: "انسحب بشرف من حزب أسسته مع صديقي الرئيس الأسير نبيل القروي لرفضي سياسة الأمر الواقع التي يريد أن يفرضها لوبي الفساد داخل الحزب وخارجه".

صراعات محتدمة

وأكد مصدر من حزب قلب تونس، رفَض الإفصاح عن هويته، لـ"إرم نيوز" أن الحزب "يعيش صراعات داخلية محتدمة، بين شق يتزعمه النائب عياض اللومي، ويدفع في سياق فك الارتباط مع حركة النهضة وسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وشق ثان يتزعمه رئيس الكتلة النيابية أسامة الخليفي وسفيان طوبال، يتمسك بالتحالف من النهضة، ويرفض خروج الحزب من الحزام الداعم للحكومة".

وبحسب المصدر ذاته، فإن اجتماعا داخليا للحزب، جرى أمس الأول، شهد خلافات حادة بين عياض اللومي وقيادات أخرى في الحزب بسبب ضعف الدفاع عن رئيس الحزب نبيل القروي، الذي يقبع في السجن منذ ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي".


وتؤكد استقالة عياض اللومي من الحزب، ما تردد بشأن خلافات سابقة متراكمة خرجت للعلن، تتعلق -أساسا- بتموقع الحزب في المشهد السياسي، كان منطلَقها الانقسام بخصوص التحالف مع حركة النهضة في البرلمان؛ ما قاد إلى استقالة 11 برلمانيا من الحزب في مارس/ آذار من عام 2020.

ويرى مراقبون أن الخلافات التي تعصف بحزب قلب تونس ستكون لها تصدعات غير مسبوقة في الحزب، من شأنها أن تكون لها ارتدادات على الحكومة والبرلمان.

على خطى نداء تونس؟
وتعليقا على ذلك، اعتبر الناشط السياسي كريم بورزمة أن "كل الأحزاب التي تحالفت مع حركة النهضة، على غرار أحزاب التكتل، والمؤتمر، ونداء تونس تفككت واندثرت من المشهد السياسي".

واعتبر بورزمة في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن حزب قلب تونس "يعيش انقسامات مشابهة للتصدعات التي عاشها حزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وقاسمها المشترك اختلافات بشأن التحالف مع حركة النهضة".

ويرجح بورزمة أن تشهد الأيام المقبلة استقالات جديدة تضرب حزب قلب تونس، من بين المنتسبين للتيار الرافض للتقارب مع حركة النهضة، من شأنها أن تعمق أزمة الحزب بعد سجن رئيسه نبيل القروي.



تغييرات مرتقبة
ويرى المحلل السياسي رياض حيدوري أن "بروز تصدعات داخل حزب قلب تونس، سيؤدي إلى تعزيز صفوف الداعمين لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، بما يرجح الإطاحة به في الأيام المقبلة".

وأضاف حيدوري في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "حدوث استقالات أخرى في الكتلة النيابية لحزب قلب تونس سيربك الحكومة، ويضعف حزامها البرلماني، في الوقت الذي يخوض فيه رئيسها هشام المشيشي صراعا محتدما مع رئيس الجمهورية".

لكن حيدوري أفاد بأن "لقاءات مكثفة غير معلنة بين قيادات من حركة النهضة وقلب تونس، تجري بنسق ماراثوني، لتطويق الخلافات التي يعيش على وقعها حزب قلب تونس، ومنع وصول انعكاساتها إلى حركة النهضة".

من جهته اعتبر المحلل السياسي عبدالمجيد السعيدي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه "من المتوقع أن يتفكك حزب قلب تونس؛ لكونه يفتقد لشخصية قادرة على التأليف بين المواقف المتناقضة بعد سجن رئيسه نبيل القروي".

واستند السعيدي إلى ما وصفها بـ"نوايا التصويت التي تضع حزب قلب تونس في مراتب متأخرة، لبيان أن تحالفه مع النهضة أضر به، بعد أن أعلن في الحملة الانتخابية لعام 2019 برنامجا مناقضا لها".

ويرجح السعيدي أن ينقسم حزب قلب تونس، وأن يتشكل حزب جديد من بين مستقيليه السابقين والمقبلين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com