ما حقيقة منح السعودية جزيرة فرسان لمصر؟

أثارت تقارير إعلامية مجددا أنباء حول منح السعودية جزر فرسان بالبحر الأحمر لمصر، بهدف حماية الأمن القومي العربي والأفريقي، كما ربط بعضها ذلك بقضية سد النهضة الإثيوبي.

والجزر المعنية هي أرخبيل جزر يقع في جنوب البحر الأحمر ويتبع لمنطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية، ويتكون من عدة جزر أهمها جزيرة فرسان.

لكن قناة الحرة الأمريكية نقلت، اليوم الثلاثاء، عن مصدرين "ذوي صلة" بالقضايا الحدودية بين مصر والمملكة العربية السعودية، تأكيدا بعدم صحة الأخبار المتداولة عن منح السعودية جزيرة فرسان لمصر.

وفي تقرير لها، اليوم ، من القاهرة، نسبت الحرة إلى مصادرها، التي لم تكشف هويتها، أن "المواقع الإلكترونية المتخصصة ببث الشائعات هي التي تردد مثل هذه الأخبار".

وأشارت إلى أن جهات سياسية وإعلامية دأبت على إثارة قضايا الجزر والحدود السعودية المصرية ربطا مع الأزمات الإقليمية. من ذلك أنه عندما حاولت تركيا تأسيس قاعدة عسكرية على الحدود البحرية السودانية في جزيرة سواكن عام 2019، تداولت مواقع إعلامية حينها إعلان تشكل أول قاعدة عسكرية مصرية بهدف معلن، وهو تحقيق عنصر التوازن العسكري في المنطقة.

وكانت انتشرت مثل هذه الشائعات أواسط عام 2020.

وتكرر هذ المشهد -أيضا- بعد ما أثير عن تمركز قاعدة عسكرية بحرية إيرانية على سواحل إريتريا في المنطقة المواجهة لجزيرة فرسان، إذ قيل إن مصر ستسيطر على الجزيرة السعودية من أجل تشكيل حماية عسكرية للخط الملاحي العالمي القادم من قناة السويس باتجاه باب المندب والعكس.

كما نشرت تقارير صحفية تفيد بأنه قد تم تجهيز جزيرة فرسان، البالغة مساحتها 380 كيلو مترا مربعا، بمطارات عسكرية وممرات لطائرات (رافال وسوخوي وميغ)، فضلا عن إقامة أرصفة بحرية عسكرية.

وفي تفنيد الشائعات الحالية، استذكر تقرير "الحرة" اتفاقية ترسيم الحدود  قبل أربع سنوات بين مصر والسعودية والتي تضمنت اتفاقية نقل السيادة الخاصة بتيران وصنافير.

كما أوضحت أن مصر دشنت أول قاعدة عسكرية بحرية لها في منطقة برنيس المطلة على جنوب البحر الأحمر، بينما أصبح للمملكة قدرات دفاعية متطورة تجعلها قادرة على تأمين حدودها بشكل كامل.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أصدر قرارا جمهوريا، في الـ26 من نوفمبر الماضي، بالموافقة على میثاق تأسیس مجلس "الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن"، وهو المجلس الذي تم التوقیع على میثاقه في الریاض.

وكان تأسیس المجلس بمبادرة من السعودیة حيث انعقدت عدة اجتماعات مكثفة، عام 2018، على مستوى وزراء خارجیة الدول الثمان المتشاطئة على البحر الأحمر (مصر والسعودیة والسودان والأردن والیمن والصومال وجیبوتى وإریتریا).

جزر فرسان

وتتمتع جزر فرسان بأهمية إستراتيجية حيث تعد البوابة المقابلة لباب المندب؛ المدخل الوحيد للبحر الأحمر قبل إنشاء قناة السويس.

ويصل عدد سكانها قرابة 18 ألف نسمة، حسب إحصائية عام 2010. ويبلغ طولها من جنوبها الشرقي إلى نهايتها في شمالها الغربي نحو 70 كم. ومتوسط عرضها يبلغ نحو 30 كم.

وتعتبر " فرسان" أكبر جزر البحر الأحمر مساحة وسكانا وأخصبها أرضا. وتضم بضع قرى هي: المحرق، والقصار، والمسيلة، وصير.

وكانت السعودية تقدمت بطلب لليونسكو لتسجيل ما رصدته من آثار على الجزيرة التي تعتبر ركنا أساسيا من خطتها لتحقيق "رؤية 2030".