إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟
إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟

إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟

شهد الاجتماع المباشر لكبار المسؤولين الأمريكيين، ونظائرهم الصينيين الأسبوع الماضي، في ألاسكا، توقعات منخفضة لكنها مبررة، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

وبدأت الإجراءات، يوم الخميس، بسلسلة غير عادية من الخطابات الطويلة من كلا الطرفين.

ووصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بكين بأنها "تهديد للاستقرار العالمي"، وندد بسجلها في مجال حقوق الإنسان والتجارة وهونغ كونغ وتايوان ومجموعة من القضايا الأخرى أمام حشود من الصحفيين وكاميرات الفيديو.

ورد محاورو بلينكن الصينيون الهجوم، لإجابة طويلة بشكل غير متوقع استغرقت حوالي 17 دقيقة.



وانتقد رئيس الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي، الولايات المتحدة لتاريخها من الغزوات و"الإمبريالية"، مشيرا إلى النفاق المتصور لإلقاء واشنطن محاضرات على الآخرين حول النظام العالمي.

كما أشار إلى الاستياء الداخلي في الولايات المتحدة، بما في ذلك نضال حركة حياة السود مهمة، كمثال على حاجة الولايات المتحدة لترتيب أمورها الداخلية قبل أن تقلق بشأن حقوق الإنسان في أماكن أخرى.

"استعراض"

وكتب ديفيد سانجر من صحيفة نيويورك تايمز: "كان معظم هذه التبادلات من كلا الجانبين استعراضا أمام الكاميرات، حيث كان الطرفان يؤديان أمام جماهيرهما المحلية، بما في ذلك فريق بايدن، ولكن الأمر لم يكن مجرد تمثيلية".

وأضاف أن الاجتماع عكس أصداء أيام الحرب الباردة ورؤية الطرفين الآخر كخصم إيديولوجي وجيوسياسي.



ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال زيارة إلى اليابان في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أشار بلينكن إلى أن إدارة بايدن تنظر إلى التحدي الذي تشكله الصين ربما بعبارات أكثر دقة من المواجهة العدوانية التي تبنتها إدارة ترامب.

وقال بلينكن "العلاقات مع الصين معقدة للغاية، ولها جوانب عدائية وتنافسية وأخرى تعاونية".

إلا أنه حتى الآن، لم تبتعد إدارة بايدن عن النص الذي كتبته إدارة ترامب، ويبدو أن المواجهة في أنكوراج كانت مثالا على ذلك.

وقالت شينا غريتنز الخبيرة في الشؤون الصينية في جامعة تكساس في اوستن "الأمر المختلف هو أن يتم بث هذا التنافس علنا في افتتاح اجتماع دبلوماسي لمدة يومين، حيث يبدو أن فريق بايدن رأى أنه من المهم أن يشير إلى بعض الاستمرارية مع إدارة ترامب، وهو أمر غير متوقع".

وفي الجلسات الخاصة، كانت الاجتماعات أكثر ودية، وقال هدسون: إن "مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية، قال: إنه خلف الأبواب المغلقة، شرع الجانبان على الفور في العمل وأجريا مناقشات موضوعية وجادة ومباشرة".



ومع ذلك، كانت مداولاتهما أقرب إلى تحديد شروط المواجهة في المستقبل بين القوتين العالميتين، بدلا من التعاون المستقبلي.

وأوضحت إدارة بايدن أن تصور بكين أن أمريكا في انحدار مضلل وأن الولايات المتحدة ترى نفسها عالقة في منافسة شديدة مع الصين، وخاصة في مجالات الصراعات الإلكترونية والابتكار التكنولوجي منذ سنوات قادمة.

وأشار بيان صحفي صدر عن السفارة الصينية في واشنطن، إلى "أن الجانبين لديهما الكثير من المخاوف ".

وأضاف البيان "يمكن تخفيف بعض المخاوف من خلال الحوار، كما يمكن معالجة بعض المشاكل القائمة منذ فترة طويلة من خلال الحوار".

ودعا بعض المحللين إلى تخفيف حدة التوتر، وكتبت راشيل إسبلين أوديل من معهد "كوينسي" لفن الحكم المسؤول "سيساعد التوصل لفهم أكثر دقة والتقليل من الخطاب العدائي الولايات المتحدة على وضع إستراتيجية أفضل، من خلال تجنب المنافسة المشابهة للحرب الباردة، مع تحديد مكان تركيز جهودنا في العمل مع الحكومة الصينية وضدها".

وكتب مراقب الصين المخضرم إيان جونسون " نحتاج لاتخاذ تدابير فورية غير مكلفة لعكس دوامة الهبوط في العلاقات بين البلدين".

وأشار جونسون إلى أن بعض هذه الخطوات يمكن أن تتضمن إحياء برامج فولبرايت، وفيلق السلام في الصين التي أغلقتها إدارة ترامب، فضلاً عن تخفيف الضغط على معاهد كونفوشيوس الصينية التي تعمل في الجامعات الأمريكية، والتراجع عن قرار الولايات المتحدة بطرد عشرات الصحفيين الصينيين المقيمين في الولايات المتحدة، وإعادة فتح بعض القنصليات على كلا الجانبين.

وقال "التحركات المتواضعة قد تبدو أقل حسما من التصرف الصارم، لكنها في النهاية من يجعل السياسة حقيقة على أرض الواقع".

ومع ذلك، يحدد الانقسام المتزايد الصورة الكاملة، وقد ينطبق ذلك أيضا على مسائل السياسة المناخية، وهي الساحة الرئيسية التي قد تشعر واشنطن وبكين بأنهما مضطران إلى التعاون فيها.

وكتبت الصحفية رنا فوروهار "الصين لن تفعل أي شيء ليس في مصلحة الدولة صراحة، وذلك لا يترك مجالا كبيرا للمصلحة المشتركة بين البلدين، ويعتبر أكبر هذه المجالات القليلة هو تغير المناخ، ففي عالم مثالي، سوف تتحد التكنولوجيات الأمريكية والأوروبية مع الإنتاج الصيني المنخفض التكلفة وواسع النطاق لإبعاد العالم عن الوقود الأحفوري".

إلا أن رنا أشارت إلى أن هذا العالم المثالي غير موجود، ونظرا للمخاوف القائمة بشأن سرقة الملكية الفكرية الصينية وممارساتها العمالية المشكوك فيها، فمن المستبعد أن تشارك في مشروع التكنولوجيا الخضراء.



ووفق "واشنطن بوست" فإن "التركيز الدبلوماسي الأكثر أهمية بالنسبة لإدارة بايدن ليس تعاملها الثنائي مع بكين، بل مبادراتها الجديدة تجاه جيران الصين الإقليميين والشركاء الأوروبيين".

وعقد مسؤولون في الإدارة الأمريكية، بمن فيهم بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، اجتماعات الأسبوع الماضي، في سيول وطوكيو ونيودلهي، حيث يلوح شبح الصين في الأفق.

ومع قمع بكين للحريات في هونغ كونغ، ومد نفوذها في بحر الصين الجنوبي، وتركيزها على تايوان، تبني إدارة بايدن تحالفا علنيا لردع النفوذ الصيني.

ورغم أن اللحظة تبدو محفوفة بالمخاطر، إلا أنها توضح كثيرا من الأمور.

وكتب توماس رايت من معهد بروكينغز: "اجتماع ألاسكا سيغدو فاشلا إذا أسفر عن إعلانات عامة للتعاون مع التقليل من المنافسة. هي إستراتيجية أمريكية شائعة عندما لم تكن نوايا الصين واضحة، ومن خلال الحديث المباشر في انكوراج".

وأضاف "اتخذ كلا الجانبين الخطوة الأولى الهامة نحو علاقة أكثر استقرارا من خلال الاعتراف بالطبيعة الحقيقية لعلاقتهما."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com