بعد تقارير عن "الانعطافة التركية".. الدفعة الأولى من المرتزقة السوريين تعود من ليبيا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بأن دفعة من المسلحين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية، عادوا عبر مطار معيتيقة في طرابلس إلى مدينة تركية قرب الحدود السورية، قبل نقلهم إلى منطقة عفرين السورية التي تحتلها تركيا.

وهذه أول دفعة من المرتزقة السوريين تعود من ليبيا، بعد التقارير التي تتحدث عن "انعطافة" تركية تجاه ملفات عربية وإقليمية، حيث كانت عملية إعادة المرتزقة متوقفة منذ منتصف تشرين الثاني من العام الفائت، ومن المرتقب عودة المزيد خلال الأيام القليلة القادمة، بحسب المرصد.

وأوضح المرصد أن قوام الدفعة العائدة من المرتزقة يبلغ 120 مقاتلا، تنتمي غالبيتهم إلى فصيل "السلطان مراد" السوري المعارض، الموالي لتركيا.

ووفقا للمرصد، فإن ذلك يأتي بعد ما تم نشره مؤخرا حول "أوامر من تركيا للمقاتلين السوريين الموالين لها والمتواجدين ضمن الأراضي الليبية، بالبدء بتجهيز أمتعتهم وأنفسهم تحضيرا لعودتهم إلى سوريا، في ظل التهدئة الملحوظة للخطاب التركي تجاه عدد من الدول العربية على رأسها مصر، التي كان الملف الليبي أحد أبرز نقاط الخلاف بينها وبين تركيا.

وأضاف المرصد أن ذلك يأتي أيضا "في ظل الأوضاع المزرية للمقاتلين الموالين لتركيا المتواجدين في ليبيا"، حيث قالت مصادر المرصد إن المرتزقة هناك "وضعهم مزر للغاية حتى أنهم لم يقبضوا رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية وسط استياء كبير في صفوفهم ورغبتهم بالعودة الفورية إلى سوريا".

وأرسلت تركيا طائرات مسيرة ومدربين ومستشارين عسكريين إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري موقع مع حكومة الوفاق، كما أرسلت مرتزقة سوريين، بحسب خبراء الأمم المتحدة.

يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، وفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ نحو 18 ألف سوري من الذين جندتهم المخابرات التركية، بينهم 350 طفلا دون سن الـ18.

وذكر المرصد أنه ”عاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية.

 

وقال المرصد السوري في 13 من الشهر الجاري، إلى أن "الأيام تمر ولا يزال ملف المرتزقة المتواجدين ضمن الأراضي الليبية معلقا بشكل كامل، حيث لا تزال عودة مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة متوقفة بشكل كامل منذ منتصف شهر تشرين الثاني من العام الفائت، على الرغم من التوافق الليبي-الليبي وجميع المطالبات الدولية بخروج القوات الأجنبية من ليبيا، وسط تغييب مستمر لملفهم من قبل وسائل الإعلام".