تونس.. معركة "اتحاد علماء المسلمين" و"الدستوري الحر" تعيد الاستقطاب الأيديولوجي إلى الواجهة
تونس.. معركة "اتحاد علماء المسلمين" و"الدستوري الحر" تعيد الاستقطاب الأيديولوجي إلى الواجهةتونس.. معركة "اتحاد علماء المسلمين" و"الدستوري الحر" تعيد الاستقطاب الأيديولوجي إلى الواجهة

تونس.. معركة "اتحاد علماء المسلمين" و"الدستوري الحر" تعيد الاستقطاب الأيديولوجي إلى الواجهة

أججت المناوشات بين أنصار الحزب الدستوري الحر في تونس، واتحاد علماء المسلمين فرع تونس، الخلافات التي تصاعدت منذ ثورة كانون الأول يناير عام 2011 بين العلمانيين والإسلاميين، وذلك في مؤشر لافت على عودة الاستقطاب الأيديولوجي إلى البلاد، وفق مراقبين.

وتجددت اليوم الأربعاء المناوشات بين أنصار الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسي، واتحاد علماء المسلمين فرع تونس، والذين تعززهم كتلة ائتلاف الكرامة المحسوبة على حركة النهضة ومناصريها، وذلك بعد فض السلطات التونسية لاعتصام الدستوري الذي استمر عدة أسابيع.

ويرى مراقبون أن هذه المناوشات قادت إلى اصطفاف ثنائي في المشهد التونسي، بما يؤشر على عودة الاستقطاب الأيديولوجي بصورة أكثر حدة.



واعتبر أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) نور الدين الطبوبي، أن الاستقطاب الثنائي في المشهد السياسي عاد بقوة، محذرًا من تبعات وخيمة له، سبق أن قادت إلى حدوث اغتيالات سياسية، حسب تعبيره.

وأضاف الطبوبي، في تصريحات صحفية، أن الدولة التونسية ترعى الدين وفق النظام المدني، ولا أحد يمكنه التحدث باسم الدين أو الزعم بالدفاع عنه، سواء كان اتحاد علماء المسلمين أو جهة أخرى.

من جهته، يرى أمين عام حزب التيار الشعبي زهير حمدي، أن الصراعات التي تبدو حادة بين المعسكرين، تلجأ لنفس أدوات الصراع السابق بين حركة النهضة ونداء تونس والتي قادت في النهاية إلى تحالف الحزبين اليمينيين.

وأضاف حمدي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المشهد السياسي التونسي تسيطر عليه منظومتان سياسيتان، هما المنظومة الإخوانية التي تمثلها حركة النهضة والتنظيمات القريبة منها، ومنظومة النظام القديم التي تتزعمها عبير موسي.

واعتبر حمدي أن كليهما يسعى إلى تأجيج الصراع تمهيدًا لضمان موقع في المشهد السياسي المقبل، على حساب صراعات يدفع الشعب ثمنها، حسب تعبيره.

شحن المجتمع

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي رياض حيدوري أن أزمة اتحاد علماء المسلمين، وما تخللها من مناوشات حادة كادت أن تتحول إلى أحداث عنف دامية، نظرا لبلوغ المجتمع التونسي حالة عالية من الشحن والاصطفاف في معسكرين إسلامي وعلماني.



ورأى رياض حيدوري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المناوشات الجارية بين أنصار الدستوري الحر وما وصفها بـ"المجاميع الإسلامية"، توظف شعارات الصراعات القديمة بين العلمانيين والإسلاميين من تكفير واتهامات بالرجعية.

وبحسب الحيدوري، فإن الاستقطاب الأيديولوجي، يهدد بتقسيم المجتمع، وأعمال عنف يمكن أن تضرب تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد، خاصة أن الصراعات السياسية قد خرجت من مؤسسات الحكم إلى الشارع.

لعب بالنار

من جانبه، يرى الناشط السياسي عبد المجيد السعيدي أن عودة الخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين في الوقت الذي تمر فيه البلاد بأخطر أزمة اقتصادية في تاريخها يعد بمثابة لعب بالنار، حسب تعبيره.

ويرى السعيدي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، ضرورة وضع الحد للجمعيات التي قال إنها تمارس دورا مشبوها في البلاد وتلاحقها اتهامات خطيرة.



واعتبر أن مشاركة العديد من القوى المدنية إلى جانب عبير موسي في هذا التوجه سيقلل من حدة الاستقطاب السياسي، حسب رأيه.

وأضاف السعيدي أن البلاد تحتاج إلى قوة سياسية ثالثة، تهتم بالمطالب الاجتماعية لعموم التونسيين وكسر الاستقطاب الأيديولوجي قبل أن يتحول إلى احتراب أهلي، حسب تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com