"أور" مهد النبي إبراهيم.. ثالث محطة في زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق
"أور" مهد النبي إبراهيم.. ثالث محطة في زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق"أور" مهد النبي إبراهيم.. ثالث محطة في زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق

"أور" مهد النبي إبراهيم.. ثالث محطة في زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق

وصل بابا الفاتيكان، اليوم السبت، إلى جنوبي العراق، حيث مدينة أور التاريخية، مسقط رأس النبي إبراهيم، في ثالث محطاته، خلال الزيارة التي يجريها إلى بلاد الرافدين.

وانطلق موكب البابا فرانسيس من محافظة النجف، عقب الزيارة التي أجراها إلى المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني.

واستقبل بابا الفاتيكان في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، المحافظ المؤقت عبدالغني الأسدي، لينطلق بعدها إلى المدينة الأثرية، التي تبعد بضعة كيلومترات عن المركز.



وتمثل مدينة أور الأثرية موقعاً رمزياً لأتباع الديانات السماوية، كونها ذكرت في الكتب المقدسة كمسقط رأس النبي إبراهيم الذي رفض تعبّد أهله للآلهة، وخرج حاملاً رسالة الإله الواحد، بحسب المعتقدات التوحيدية.

ومن المقرر أن يرأس البابا صلاة مشتركة لأتباع الديانات: الإسلام، والمسيحية، واليهودية، فضلاً عن حضور عدد من ممثلي الديانات الأخرى والأقليات مثل الإيزيديين، والمندائيين، والصابئة.

وقال كاردينال الكلدان الكاثوليك في العراق لويس روفائيل ساكو، في بيان عن الصلاة: "هنا على أرض إبراهيم هناك شيء خاص ومتميز، هناك أخوة على صعيد الإيمان الذي يغمرنا بعطائه الكامل. المسيحيون والمسلمون واليهود وآخرون يشاركون أصالة إيمان إبراهيم بإله واحد".



ومدينة أور هي عاصمة الدولة السومرية، عام 2100 قبل الميلاد، وفيها "زقورة أور" التي تمثل أشهر المعابد في العراق، وأعرق المواقع السياحية الأثرية.

تعد زقورة أور التي قام ببنائها الملك أورنمو 2100 قبل الميلاد من أشهر الزقورات في بلاد الرافدين، وهي مخصصة لعبادة الإله القمر (نانا)، إذ كانت من أكثر الزقورات شهرة والأكثر مقاومة وصموداً أمام الزمن، وآثارها ما زالت شامخة إلى يومنا هذا.

وتعود شهرة الموقع الأثري إلى عام 1922، حين اكتشف السير ليونارد وولى، المقبرة الملكية ومجمعا كبيرا من المقابر أطلق عليه اسم "حفرة الموت العظمى".

لكن الموقع الأثري "الشامخ" ما زال يعاني إهمالاً من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة بسبب الأوضاع المعقدة التي مر بها العراق خلال الفترة الماضية، وتناسي السلطات المعنية تلك الآثار وإمكانية الاستفادة منها، خاصة أن المدن الأثرية والمواقع السياحية تكثر بشكل كبير في العراق، ما يجعل إعادة تأهيلها والاهتمام بها يتطلب حزماً وصرامة في مواجهة شبهات الفساد.

وعلى سبيل المثال، لم تكن الطرق الواصلة إلى مدينة أور، وزقورتها معبدة، ما يصعب مهمة وصول السائحين والزوّار إلى تلك المدينة على أهميتها، لكن السلطات المحلية بدأت حملة كبرى قبل أيام من زيارة البابا، تضمنت تعبيد الطرق الموصلة إلى الزقورة والمدينة الأثرية، وإضاءة الزقورة أيضاً بالطاقة الكهربائية، لأول مرة منذ بنائها قبل آلاف الأعوام.



وتمثل الزيارة البابوية إلى الموقع الديني، أهمية كبيرة، لما تحملة من رمزية، وهو ما يمنحه اهتماماً عالمياً إضافياً، قد ينعش ملف السياحة مستقبلاً.

وقال الباحث الآثاري صباح محسن إن "تلك الزيارة لها دلالات روحية، وفكرية وسياسية وأخلاقية، وهي اتصال بين الشرق والغرب، باعتبار أن البابا لديه أتباع بأكثر من ثلاثة مليارات شخص، وأور تمثل الحضارة الأولى في البشرية، وهي مهد النبوة والكتابة والتوحيد، وتمثل أيقونة الرسم والنحت والفن، وأول ملحمة في الوجود البشري"، مشيراً إلى أنها "تعد حجاً للنبي إبراهيم على اعتبار أن معظم الآثاريين يؤكدون أنه وُلد في هذه الأرض، وانطلق منها إلى أرض كنعان".



وأضاف محسن لـ"إرم نيوز" أن "الزيارة ستفتح كذلك الأبواب السياحية والاقتصادية، لو استثمرت بشكل سليم، ما سينعكس على المنطقة بأسرها، وليس فقط على العراق، لكن الصراع الدولي والإقليمي، والتدخل الحاصل من دول الجوار ألقى بظلاله سلبياً على واقع السياحة الدينية والآثارية".  

ويأمل القيمون على الموقع، بحسب وكالة رويترز، أن تلفت زيارة البابا النظر إليه، للحاجة الماسة إلى تمويل أعمال ترميم القصور والمعابد فيه.

وتشير الأدبيات التاريخية إلى أن أور كانت مركزا تجاريا بارزا بفضل موقعها على النقطة المحورية التى يصب عندها نهرا دجلة والفرات في الخليج العربى، وأثبتت التنقيبات الأثرية أنها حازت منذ قديم الزمان ثروة هائلة وأن سكانها تمتعوا بمستوى جيد من الحياة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com