هل تكشف إدانة نيكولا ساركوزي عن مصير مشابه لدونالد ترامب؟
هل تكشف إدانة نيكولا ساركوزي عن مصير مشابه لدونالد ترامب؟هل تكشف إدانة نيكولا ساركوزي عن مصير مشابه لدونالد ترامب؟

هل تكشف إدانة نيكولا ساركوزي عن مصير مشابه لدونالد ترامب؟

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدانة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يمكن أن توفر لمحة عن المستقبل الذي ينتظر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة، وذلك نظرًا للتشابهات الواضحة بين الرئيسين السابقين.

وساركوزي ذو الشخصية المثيرة للانقسامات، كان يستمتع بإثارة المناوشات مع المعارضين اليساريين، ومحليًا صوَّر المهاجرين والأقليات العرقية كـ"شياطين"، وردد خطاب اليمين المتطرف، وأثار ميله إلى الخروج عن التقاليد والممارسات المعتادة، بما في ذلك جهوده الرامية إلى تسييس القضاء، غضب المنتقدين.



نرجسي

وبعد تجريده من الحصانة الرئاسية، وجد ساركوزي نفسه غارقًا في معارك قانونية متصاعدة، وعلى الرغم من محاولاته مماطلة التحقيقات، إلا أنه لم ينجح، بحسب "واشنطن بوست" .

ويوم الإثنين، وجدت محكمة فرنسية أن الرئيس السابق ساركوزي مذنب بـ"الفساد واستغلال النفوذ"، وحكمت عليه بالسجن 3 سنوات مع وقف تنفيذ سنتين منها.

وفي حين قد يتمكن ساركوزي، وهو ثاني رئيس دولة في فرنسا الحديثة يُدان بـ"الفساد"، من تجنب السجن بعد الاستئناف، إلا أن الضرر الذي لحق بسمعته قد وقع بالفعل.

ويعتقد خبراء أن ما يحدث لساركوزي قد يكشف بعض الأمور عن مستقبل ترامب، فعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في السياق السياسي يتشابه الرئيسان السابقان في الأسلوب السياسي.

وفي مذكراته التي نُشرت، العام الماضي، وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ساركوزي بأنه "نرجسي" لا يمكن إصلاحه، وقال:"كان صدره يندفع مثل ديك البانتام، ولا يمكن تشتيته عن اهتمامه الأساس والواضح، وهو أن يكون في مركز الأضواء، ويأخذ الفضل في أي شيء ممكن".



الولاء أو الانتقام

طالب كل من ترامب، وساركوزي، بالولاء المطلق من المحيطين بهما، كما أشارت افتتاحية صحيفة "لوموند" ذات مرة، مع ساركوزي كان الاختيار بين "الولاء أو الانتقام".

واستخدم الرئيسان مخططات مثيرة للانقسام لتحقيق أهدافهما، وكتب سيريل فانييه من شبكة "سي إن إن"، العام الماضي:"بعد رئاسة ساركوزي المتعجلة، كانت فرنسا خائرة القوى (مثل أمريكا الآن)، حيث كان البلد مرهقًا، وبالنسبة للعديد من الناخبين كانت المشاعر التي أطلق العنان لها، والانفعال، والبحث عن الهوية الوطنية، غير مستدامة".

ورفع مجلس النواب الأمريكي قضية عزل ضد ترامب مرتين، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، بتهم تشمل إساءة استخدام السلطة، ويواجه ساركوزي الآن احتمال قضاء فترة في السجن لنفس الجريمة.

وأوضح ريك نواك، وهو صحفي في "واشنطن بوست" أن"التهم الموجهة إلى ساركوزي الذي كان رئيسًا لفرنسا بين عامي 2007 و2012، تركزت حول مسألة ما إذا كان الزعيم الفرنسي السابق وراء صفقة مع قاضٍ لتلقي معلومات بشكل غير قانوني عن التحقيقات المرتبطة به، باستخدام أسماء زائفة، وخطوط هاتفية غير رسمية".

وأضاف أنه"وفقًا للادعاء، حاول ساركوزي ومحاميه وصديقه القديم آنذاك "تييري هرتسوغ" رشوة القاضي جيلبرت أزيبرت، بعرض منصب رفيع عليه مقابل الحصول على معلومات، وهي حادثة وقعت بعد ترك ساركوزي منصبه".



تمويل القذافي

كما يواجه ساركوزي مشاكل قانونية أخرى، بما في ذلك مزاعم بأنه تلقَّى تمويلًا للحملة الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2007، وتحقيقًا فيما إذا كان قد بالغ بتقدير نفقات حملته الانتخابية الفاشلة للعام 2012، فضلًا عن تحقيق بدأ، في شهر كانون الثاني/يناير، في استغلال ساركوزي المزعوم لسلطته بعد أن وقّع عقدًا مربحًا مع شركة تأمين روسية.

وفي المحكمة، رفض ساركوزي التهم المختلفة الموجهة إليه، وقال في، شهر كانون الأول/ديسمبر، من العام الماضي:"لم أسئ استخدام نفوذي المزعوم أو الحقيقي أبدًا، وبأي حق يجرون اسمي في الوحل هكذا لمدة 6 سنوات؟ ألا توجد سيادة للقانون؟".

إلا أن المدعين العامين جادلوا بأنه يواجه أخيرًا عواقب إساءة استخدامه للسلطة، وقال المدعي العام جان لوك بلاشون أمام المحكمة في باريس عند اختتام المحاكمة:"لم يكن من شأن هذه الأحداث أن تقع لو وضع الرئيس السابق ومحاميه حجم منصبه، ومسؤوليته، وواجباته، في عين الاعتبار".



المضي قدمًا قد لا يكفي

وبالمثل يتم تضييق الخناق على ترامب أيضًا، ففي حين ضمن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون تبرئته الثانية من تهم العزل، الشهر الماضي، لا يزال ترامب كمواطن عادي يواجه قائمة طويلة من القضايا الجنائية والمدنية.

وتتضمن تلك القائمة دوره في التحريض على هجوم 6 يناير ضد مبنى الكابيتول، وتعاملاته التجارية قبل الرئاسة، وقضايا التشهير التي رفعتها نساء زعمن أنه اعتدى عليهن، وهو ما ينفيه، ولكن بعض هذه الادعاءات أكثر خطورة بكثير من تلك يواجهها ساركوزي.

وفي حين منعت وصمة الأنشطة غير القانونية ساركوزي من العودة للسياسة في العام 2016، يبدو أن ترامب لا يزال في وضع يمكنه من الترشح مرة أخرى للرئاسة في عام 2024.

ووفق "واشنطن يوست"، فإن"ترامب سرق الأضواء، يوم الأحد الماضي، خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي، واستخدم المؤتمر لبث مظالمه، وأكاذيبه المعتادة، وبدلًا من العمل على تهميش الرئيس السابق، يبدو أن الجزء الأكبر من الحزب الجمهوري لا يزال متيمًا به، إلا أن ذلك الوضع قد يتغير مع بدء ظهور نتائج القضايا القانونية ضد ترامب وبعض حلفائه المقربين".

وقال مفوض مدينة فيلادلفيا آل شميدت، وهو جمهوري تلقَّى تهديدات بعد مزاعم كاذبة بالتزوير بفرز أصوات المدينة:"يجب أن تكون هناك عواقب لهذا النوع من الكذب، لأنه عندما تكذب على الناس يتخذون خطوات بناءً على ما يعتقدون أنه صحيح، ولأن هذا الحدث جديد وخطير للغاية، يجب أن تكون هناك بعض العواقب، فالمضي قدمًا فقط لا يكفي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com