خطاب نتنياهو.. امتنان وشكر بينهما تخويف وتحريض
نيويورك- بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابه أمام مجلسي الكونغرس الأمريكي، الثلاثاء، بعبارات "امتنان" للولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها، باراك أوباما، المتوترة العلاقات بينهما، ثم ارتفع مؤشر خطابه بـ"تخويف وتحذير" واشنطن والشرق الأوسط، بل والعالم، مما قال إنه خطر إيران، مصورا إياها "عدوا مشتركا" للعالم أجمع.
بعدها، ومستندا إلى صورة مرعبة رسمها عن إيران نووية، "حرض" نتنياهو، في تحد للديمقراطي أوباما، الكونغرس على رفض الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه بين طهران والقوى الكبرى، ضمن حزمة "مطالب" حددها في خطابه، وحاول أن يجعل لها مصوغا مما يرى أنه "مشتركا دينا" بين إسرائيل والولايات المتحدة، قبل أن ينهي بـ"الشكر" خطابا بدأه بـ"الامتنان".
ووسط تصفيق جمهوري حاد ووقفات تأييد خلال خطابه، تنقل نتنياهو، المقبل على انتخابات كنيست مبكرة يوم 17 من الشهر الجاري، من مرحلة إلى أخرى من خلال عبارات دالة في خطاب دام 41 دقيقة:
امتنان
- نقدر ما فعله الرئيس أوباما لمصلحة إسرائيل، وهو معروف على نطاق واسع، وخاصة في اللحظات الحاسمة، والتي كان آخرها دعمه لاعتراض صواريخ (حركة المقاومة الإسلامية) "حماس" في الصيف الماضي.
- بعض مما قدمه أوباما لإسرائيل قد لا يٌعرف على الإطلاق، وخاصة في القضايا الحساسة والإستراتيجية.
- أيا كان موقفكم (أعضاء الكونغرس) السياسي، فـأنتم تقفون إلى جانب إسرائيل (لا تؤكد ولا تنفي ما يتردد عن امتلاكها ترسانة نووية ضخمة غير خاضعة للرقابة الدولية).
- قبة الكونغرس هذه هي التي دعمت "القبة الحديدية" التي حمت إسرائيل من آلاف الصواريخ التي قصفتها "حماس".
تخويف وتحذير
- قبول اتفاق نووي مع إيران (تقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية) لن يكون وداعا للسلاح، بل سيكون وداعا للحد من التسلح.. سيكون عدا تنازليا باتجاه كابوس نووي محتمل من دولة ستظل دائما عدوا لأمريكا.
- الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه الآن لن يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، لكنه سيضمن حصولها على الكثير من هذه الأسلحة.
- القيادة الإيرانية متشددة أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكن الوثوق بها.
- الشعب اليهودي يواجه اليوم محاولة أخرى من طرف شخص فارسي آخر يسعى إلى القضاء عليها، وهو المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، الذي يعبر عن آرائه المناهضة للسامية، وأنه يجب محو إسرائيل.
- أكبر خطر يواجهنا هو الزواج بين الإسلام الحركي والسلاح النووي.
- المعركة بين إيران وتنظيم "داعش" لا تحول إيران إلى صديق، فهزيمة "داعش"، ومنح إيران السلاح النووي، يعني أننا كسبنا معركة وخسرنا الحرب.
- إيران و"داعش" يتنافسان على فرض الإمبراطورية الإسلامية على المنطقة أولا، ثم على العالم بأسره، وبالتالي لن يكون هناك مكان لإسرائيل ولا للمسيحيين.
- أكبر راعٍ للإرهاب في العالم (يقصد إيران) يسعى إلى امتلاك 190 ألف جهاز طرد مركزي (لتخصيب اليورانيوم)، وبهذه القدرة يمكن لإيران الوصول إلى السلاح النووي خلال أسابيع متى أرادت.
عدو مشترك
- إيران لا تهدد إسرائيل فحسب، ولكن تمثل تهديدا للعالم أجمع.
- نظام طهران لا يشكل خطرا على إسرائيل وحدها، وإنما على السلام العالمي، كما أن ألمانيا النازية كانت قد هددت العالم بأسره، وليس اليهود فقط.
- الشعب الإيراني ذو مهارات كبيرة وحضارة عظيمة، لكنه اختطف عام 1979 (تاريخ الثورة الإسلامية في إيران) من قبل شخص متدين فرض عليهم دكتاتورية ظلامية، وحث أتباعه على تصدير الثورة إلى العالم.
- إيران تشكل تهديدا إقليميا، فهي سبب الفوضى التي تضرب الشرق الأوسط، بما فيها قطاع غزة والجولان (السورية المحتلة إسرائيليا)، وتقاتل في سوريا والعراق واليمن، وتهدد بإغلاق المضائق المهمة في البحر الأحمر، مضيق باب المندب، وتتحكم بالتالي بحركة النفط.
- إيران تحت العقوبات سيطرت على 4 عواصم عربية، وهي دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت، فكيف سيكون الوضع عند رفعها.
- سنواجه شرق أوسط مليء بالحروب والقنابل النووية.
- إيران قتلت المئات من الجنود الأمريكيين في بيروت، وقتلت وجرحت المئات من الموظفين الأمريكيين في العراق، ودمرت مركزا يهوديا في الأرجنتين، وحاولت اغتيال سفير سعودي في واشنطن.
تحريض للكونغرس
- جئت إلى الكونغرس كرئيس حكومة، كوني أشعر بالتزام تجاه إسرائيل حيال قضية تهددها، وهي سعي إيران إلى حيازة أسلحة نووية.
- أول مرة بعد أجيال يكون الشعب اليهودي قادر على الدفاع عن نفسه، ولو كان على إسرائيل أن تقف وحدها ستقف وتتصدى.. لكنني أعرف أن إسرائيل لا تقف لوحدها وأنتم تقفون إلى جانبها"
مطالب
- يقولون لنا إن غياب الاتفاق أفضل من اتفاق سيء.. وهذا اتفاق سيء للغاية. وقيل لنا إن البديل الوحيد هو الحرب. وهذا ليس صحيحا، البديل هو اتفاق أفضل بكثير، لا يبقى لإيران إمكانيات نووية كبيرة، ولا يتيح لها طريقا ممهدا للحصول على سلاح نووي، ويتيح للجيران العيش بسلام.
- إذا تغير سلوك إيران فإن القيود سترفع، وإذا لم يتغير يجب ألا ترفع العقوبات.
- يجب إبقاء الضغط على إيران، وندعو إلى استمرار العقوبات ضدها.
- على إيران أن تقوم بثلاثة أشياء لكي تكون دولة طبيعية، أولا وقف عدوانها على جيرانها، وثانيا وقف دعمها للإرهاب عبر العالم، وثالثا أن توقف تهديداتها بالقضاء على الدولة اليهودية الوحيدة في العالم (يقصد إسرائيل).
مشترك ديني
- الولايات المتحدة وإسرائيل يجمعهما مصير الأرض الموعودة (يقصد إسرائيل).
- النبي موسى شاهد على أقوالنا ومواقفنا في هذه الليلة وفي هذا المكان. في مواجهتي توجد صورة موسى الذي قاد شعبه من العبودية إلى الحرية. لقد نقل إلينا رسالة لا نزال نحملها منذ آلاف السنين، وأترككم مع الرسالة التي حملنا إياها: "كونوا أقوياء ولا تجعلوا الخوف يرهبكم".
شكر
- شكرا جزيلا لكم، وشكرا للولايات المتحدة الأمريكية.
