فايز السراج يغادر ليبيا في ظروف غامضة
فايز السراج يغادر ليبيا في ظروف غامضةفايز السراج يغادر ليبيا في ظروف غامضة

فايز السراج يغادر ليبيا في ظروف غامضة

غادر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج ليبيا في توقيت مفاجئ، وفي ظروف غامضة، وكلف نائبه الأول أحمد معيتيق بمهامه، على بعد أيام قليلة من تسلم خلفه محمد المنسي رئاسة المجلس.

وبرر السراج، في مذكرة صادرة عنه، تكليف معيتيق بقرار سفره خارج ليبيا، دون أن يحدد وجهته، في وقت تحدثت مصادر إعلامية عن سفره إلى لندن رفقة زوجته، وأخرى عن إجرائه عملية جراحية في روما.



ولم تجد أسئلة الليبيين عن أسباب مغادرة السراج للبلاد في هذا الوقت، وقبل تسليم المهام إلى رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، التي ينتظر أن تمنح الثقة خلال الأيام القادمة في جلسة برلمانية بمدينة سرت، أية إجابة.

ورأى المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أنّ "خروج السراج بشكل مفاجئ وعدم الكشف عن وجهته يُعدّ بحدّ ذاته دليل إدانة له، وتأكيدا على أنّ الرجل ضالع في قضايا فساد يخشى اليوم فتحها بعد أن أصبحت أيامه في السلطة معدودة".

فيما قال المحلل السياسي محمد العلاني إنّ "السرّاج هرب من مواجهة مصيره مع تشكّل مشهد سياسي جديد ضمن مسار كامل يتضمن ملفات مهمة، منها تفكيك الميليشيات وتوحيد مؤسسات الدولة وبدء المصالحة الوطنية، وهي ملفات ثقيلة يتحمّل السراج جانبا كثيرا من مسؤوليتها؛ بسبب ضلوعه بتوريط الليبيين في التدخل الأجنبي الفج، لا سيما التدخل التركي، ومن خلال تشكيل الميليشيات لتثبيت حكمه وإبرام اتفاقيات مع تركيا لضمان مصالحهما المشتركة".

وأضاف العلاني، لـ "إرم نيوز"، أنّ "فتح ملفات الميليشيات والتدخل التركي والمصالحة الوطنية أمر محرج لرئيس حكومة الوفاق الذي راهن على الحماية التركية له وعلى صعود قوى سياسية وأسماء قريبة منه تؤمّن له خروجا سليما من السلطة، وتغلق الملفات التي تدينه، وهو ما لم يحصل من خلال صعود عبد الحميد الدبيبة لرئاسة الحكومة، ومحمد المنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، وكلاهما له توجهات غير تلك التي يتمناها السراج لتأمين موقعه في مرحلة ما بعد مغادرة السلطة، ومن ثم جاءت عملية الهروب هذه إلى حين اتضاح الرؤية في المرحلة المقبلة".

من جانبه، قال المحلل السياسي أبوبكر التواتي: إن "تلك الإجازة المفاجئة جاءت تفاديا من السراج للإحراج بعد أن أصبح خارج اللعبة، لا سيما أن موعد استلام السلطة من قبل السلطات الجديدة سيكون في غضون أقلّ من شهر".

وأضاف التواتي، لـ "إرم نيوز"، أنّ "السراج يقف الآن موقف المتفرج خصوصا بعد تجاهل المجتمع الدولي له، حيث كان المجتمع يغازل ويحاور أطراف النزاع جميعا متجاهلا حكومة السراج، التي أعلنت المبعوثة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز أنها باتت مجرد حكومة تسيير أعمال إلى حين تسليم السلطة للحكومة الموحدة الجديدة".

وبحسب التواتي، فإنّ "ما زاد الأمر إحراجا للسراج أنّ السلطات الجديدة باشرت فعليا العمل، حتى وإن كان ذلك بشكل غير رسمي، فرئيس المجلس الرئاسي الجديد عقد اجتماعات مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، والتقى رئيس البرلمان عقيلة صالح، وأجرى زيارات أخرى لمدن ليبية".



وأوضح التواتي أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة الموحدة الجديدة هو الآخر باشر أعماله والتقى محافظ البنك المركزي الصديق الكبير، إضافة للقائه شخصيات قيادية أخرى، فكل ذلك يصب في خانة تجاهل السراج الذي أصبح من الواضح أنه خرج في إجازة لتفادي كل ذلك الإحراج والتجاهل الذي أصبح فيه".

من ناحيته، وصف السياسي الليبي عز الدين مخلوف إجازة السراج بـ"الهروب"، منوها إلى أن "السرّاج هرب تجنبا للخروج صاغرا من المشهد السياسي"، لافتا إلى أنه "رغم خروجه من المشهد عن طريق الإجازة الطارئة إلا أنه سبق ذلك تكليفات في مناصب سياسية وأمنية وخدمية أوكلها لشخصيات لها صلة مباشرة به، سيضمن بها وجوده في السلطة حتى بعد استلام السلطات الجديدة مقاليد الأمور".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com