"قصة موت معلن".. من قتل الناشط اللبناني لقمان سليم أحد أبرز "شيعة السفارة"؟
"قصة موت معلن".. من قتل الناشط اللبناني لقمان سليم أحد أبرز "شيعة السفارة"؟"قصة موت معلن".. من قتل الناشط اللبناني لقمان سليم أحد أبرز "شيعة السفارة"؟

"قصة موت معلن".. من قتل الناشط اللبناني لقمان سليم أحد أبرز "شيعة السفارة"؟

لم يسبق لاغتيال شخص أن كان على هذا النحو من الوضوح والمباشرة واليقين في معرفة الجاني، كما هو الحال مع مقتل الكاتب والباحث والناشط السياسي والاجتماعي اللبناني لقمان سليم، فما إن تم العثور على جثته مقتولًا بالرصاص في الجنوب، حتى توجهت أصابع الاتهام إلى حزب الله، الذي لم يعد يقوى، كما يرى متابعون، على تحمل "شيعي" شق عصا الطاعة عن الطائفة.

ولم تكن الانتقادات الحادة، التي دأب سليم على توجيهها لحزب الله -نابعًا- كما يضيف المتابعون، من انفعال غوغائي عابر، أو تصفية لحسابات ضيقة، وإنما كانت مبنية على أسس منطقية مقنعة هاجمت ممارسات حزب الله في الداخل اللبناني، أو في سوريا المجاورة.



"شيعة السفارة"

أدرك الحزب الشيعي خطورة ما يمثله سليم، فقام بتصنيفه باكرا كأحد ابرز "شيعة السفارة" الأمريكية، وهو التعبير الشهير الذي استخدمه حسن نصر الله، ضد كل شيعي لا يبارك نهج حزبه الراديكالي.

وكان نصر الله، شنّ قبل سنوات هجومًا عنيفًا، ضد الشخصيات الشيعية المستقلة، التي لا تدور في فلك الحزب وإيران، واصفًا إياها بأنها شخصيات شيعية تابعة للسفارة الأمريكية في بيروت.



والمفارقة؛ أن سليم تحدّث أكثر من مرة عن تعرضه لتهديدات، وأبلغ سلطات الأمن اللبنانية بذلك، وطالبها بتوفير حماية له، وحمّل في بيان نشره في نهاية 2019 "قوى الأمر الواقع ممثلة بشخص حسن نصرالله، وشخص نبيه بري، المسؤولية التامة عن هذه التهديدات، وعما قد يتعرض له هو وعائلته ومنزله.

وتعرّض سليم لقصف إعلامي كبير، حيث نشرت صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله وإيران، مقالًا قالت فيه عن سليم: "إنه واحد من أبرز شيعة السفارة"، متهمة إياه بفتح أبواب السفارة لبقية الشيعة الراغبين في الإلتحاق بها، مقابل أموال يتلقاها من وزارة الخارجية الأمريكية".



وينقل عن سليم، أنه كان يردد مقولة لعلي بن أبي طالب: "إن خفت شيئًا فقع فيه"، في تعليقه على التهديدات التي يتعرّض لها من أنصار الممانعة في لبنان، ويقول: "أنا أواصل حياتي بشكل عادي، كأن شيئًا لم يكن، خلافًا لطموحات من حاول تهديدي ومنعي من مواصلة حياتي".

وكان أفراد من الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" اقتحموا حديقة دار لقمان سليم، في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 13 كانون الأول 2019، وهتفوا بعبارات التخوين والشتيمة. ووجد سليم في صباح اليوم التالي للاقتحام، شعارات التخوين والتهديد ملصقة على سور الدار ومداخله، أبرزها "صهيوني.. صهيوني"، و"المجد لكاتم الصوت"، في إشارة تهديد معلنة.

ولد سليم في حارة حريك في الضاحية الجنوبية ببيروت عام 1962، حاصل على شهادة في الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا، وأسس عام 1990، دار الجديد للنشر، والتي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل.



وشارك في عام 2004، في تأسيس مركز "أمم للأبحاث والتوثيق"، ومركزها حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي تُعنى بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتهتم بجمع شتات ذاكرة الحرب اللبنانية.

وتابع سليم بدقة، عبر كتب ومعارض وحلقات نقاش موضوع المفقودين اللبنانيين،  ومصير المقاتلين الصغار الذين دفعوا أثمان الحروب الجانبية، التي دارت على هامش الحرب الرسمية.

الفن كنشاط سياسي

في عام 2001، انتقل سليم إلى السينما مع تأسيس شركة أطلق عليها اسم "أمم للإنتاج" إذ أخرج مع زوجته مونيكا بورغمان عدة أفلام تسجيلية، منها فيلم عن مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا، وكذلك فيلم عن المفقودين اللبنانيين في سوريا.

ومن أبرز مشاريع سليم -أيضًا- "هيا بنا"، وهي مبادرة بدأت خلال الانتخابات النيابية في لبنان عام 2005، بهدف تعزيز مشاركة المواطنين في العملية السياسية، إضافة إلى معارضة النظام الطائفي في لبنان. فيما شبه سليم المجتمعات الطائفية ذات القاعدة الدينية بـ "الخلايا التي يُسجن فيها اللبنانيون".

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com