تقرير: علاج الصدمات النفسية للجنود ما بعد القتال تحدّ للجيوش حول العالم
تقرير: علاج الصدمات النفسية للجنود ما بعد القتال تحدّ للجيوش حول العالمتقرير: علاج الصدمات النفسية للجنود ما بعد القتال تحدّ للجيوش حول العالم

تقرير: علاج الصدمات النفسية للجنود ما بعد القتال تحدّ للجيوش حول العالم

طرح تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ملف معالجة الصدمات والجروح النفسية، للجنود الذين يخوضون معارك في مناطق التوتر الساخنة، مشيرًا إلى أن الملف يُعد تحديًا للفرق الصحية بالمؤسسات العسكرية للدول التي تخوض نزاعات مسلحة.

وبحسب التقرير فإن نحو ثلاثة آلاف جندي حول العالم، يعانون آثارًا نفسية حادة، منذ العام 2009 من بينهم أكثر من 200 جندي خلال سنة 2019 لوحدها.

ويسلط التقرير الضوء على حالة جندي سابق أصيب بجراح خطيرة في عمليات بأفريقيا، وكان يعتقد أنه قد نجا من اضطراب ما بعد الصدمة، حيث أمضى فترة في غيبوبة، بعد إصابته بعدة رصاصات بما في ذلك رصاصة في الرأس، لكنه خرج دون آثار لاحقة، واستأنف نشاطه.

و بحسب التقرير، فإنّ هذا الجندي ليس الوحيد الذي عانى من صدمة نفسية بعد فترة طويلة، وهو من القوات الفرنسية الخاصة السابقة، وأصيب بجروح خطيرة في يده بأفغانستان، انتقل من "متلازمة البطل الخارق الذي لا يقهر" إلى الشعور "بالطرد".

ويقول الجندي الذي ترك الجيش بعد إصابته: "بين عشية وضحاها ينتهي بنا الأمر مثل الناس العاديين" ويصف حاله بعد الخدمة العسكرية قائلًا : "شعرت وكأنني أواجه صعوبة في إدارة مهام متعددة في الوقت نفسه".

ويؤكد التقرير: أنه "بعد أن تم التقليل من شأنها لعقود، لأنه كان يُنظر إليها على أنها نقطة ضعف أصبح الموظفون في الجيش يأخذون الاضطرابات النفسية -الآن- على محمل الجد، ومنذ عام 2009 أحصت الجيوش 2800 حالة اضطرابات نفسية منها 231 حالة لعام 2019.

ويتابع التقرير: "في كانون الثاني / يناير فتح مبنيان جديدان لدعم اضطراب ما بعد الصدمة أبوابهما في بوردو وتولون بفرنسا، ولمدة عام من التجارب، سيكون كل منها قادرًا على استيعاب حوالي خمسة عشر شخصًا مع 6 أشخاص مرافقين، ويمكن متابعة 90 شخصًا في المجموع، والهدف هو معالجة الإصابة نفسيًا في بيئة غير طبية" بحسب المفوض العام كريستوف دوريل.

ويحذر كزافييه ديسروليس، كبير المسؤولين الطبيين من أن "خروج بعض المصابين من منازلهم أمر صعب حتى أن البعض لم يعد قادرًا على تناول الطعام".



وتؤكد باتريشيا ميراليس: أنه "لا يزال البعض يجد صعوبة في الحديث عن ذلك، لكن لا ينبغي أن نخجل من الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة".

ووفق قول النائبة البرلمانية الفرنسية، التي أصرّت خلال مناقشات الموازنة، على مراعاة الإصابات النفسية، وهي تود أن تكون قادرة على إحداث منزل ثالث لإيواء المصابين بصدمات نفسية، في دائرتها الانتخابية.

وتقترح على سبيل المثال، إحضار خبراء تجميل نفسيين يسمحون للمصابين جسديًا وعقليًا بالالتقاء، وتشدد على أن: "استئناف الحياة كما كان من قبل ببنية بدنية مختلفة أمر صعب".

وتحذر المسؤولة الطبية فيرجيني، التي تتولى تنسيق الدعم النفسي والاجتماعي داخل الخدمة الصحية للجيش الفرنسي، من أن "الإصابة النفسية هي تحدٍ لخدمة الصحة العسكرية" وتضيف أن "الجنود أنفسهم ليسوا بالضرورة على علم بأنهم واجهوا حدثًا مؤلمًا محتملًا".

ووفق التقرير: "يمكن لأطباء القوات المسلحة القيام بأعمال تحديد الموقع، حيث تم نشر طبيب نفسيّ بشكل دائم في غاو كجزء من عملية "برخان" الفرنسية بمالي، وفي حالة وقوع حادث يمكن إنشاء وحدة أزمات.



وبحسب فيرجيني، يمكن أن يكتشف أول اتصال للجندي مع الطبيب، الإشارات الضعيفة، أو يسهل إدارتها لاحقًا عندما تتطور الاضطرابات" وتضيف "عليك أن تميز بين التوتر والصدمة، الصدمة مرتبطة بالتعرض المتكرر أو الشديد لتفاصيل مروعة، أو حدث مروع" وفق قولها.

وتوضح: أن "كل إصابة محددة وكل علاج، يمكن أن يكون فرديًا فقط، لكن لا يمكننا الحديث عن الشفاء، يمكن أن يكون هناك دعم وتحسين في الصحة العقلية" وفق قولها.

ولكن في بداية الطريق، تحاول الخدمات الصحية -أيضًا- اتخاذ تدابير وقائية تزيد من ثقة الجيش في مهمتهم، وبالتالي مرونة الأفراد ودعم التماسك الجماعي كمضاد للمعاناة النفسية الشخصية، بحسب تعبيرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com