عقب زيارة بومبيو لإسرائيل.. هل بدأ الجمهوريون مبكرا حرب "تكسير عظام" ضد بايدن؟ ‎
عقب زيارة بومبيو لإسرائيل.. هل بدأ الجمهوريون مبكرا حرب "تكسير عظام" ضد بايدن؟ ‎عقب زيارة بومبيو لإسرائيل.. هل بدأ الجمهوريون مبكرا حرب "تكسير عظام" ضد بايدن؟ ‎

عقب زيارة بومبيو لإسرائيل.. هل بدأ الجمهوريون مبكرا حرب "تكسير عظام" ضد بايدن؟ ‎

تفتح الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، يوم الخميس، الباب أمام تكهنات عديدة بشأن الدوافع من وراء ما شهدته من تصريحات وجولات تحمل بُعدا "رمزيا" في المقام الأول، إذ يجمع المراقبون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت الأكثر سخاء تجاه الدولة العبرية، وهذا الأمر لم يعد بحاجة إلى دليل إضافي.

ونظر مراقبون إسرائيليون إلى ما شهدته زيارة بومبيو، والتي وصفت بـ "زيارة الوداع"، من زاوية كونها محاولة لفرض أمر واقع على الإدارة الأمريكية الجديدة، وإجبار الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن على التعاطي مع وضع لا يتماشى مع سياساته المعلنة بشأن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي والملف الإيراني.

وشهدت زيارة بومبيو ما يمكن اعتباره اعترافا بسيادة إسرائيل على المستوطنات اليهودية غير الشرعية بالضفة الغربية المحتلة، إذ أجرى للمرة الأولى في تاريخ وزراء الخارجية الأمريكية زيارة لمستوطنة "بساغوت" شمالي القدس المحتلة، وأعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعامل مع منتجات المستوطنات بالضفة الغربية على أنها "صنع في إسرائيل"، كما أكد أن بلاده ستشدد الإجراءات بحق الحركات الداعية لمقاطعة إسرائيل، وأجرى زيارة للجولان المحتل.



وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفندق "الملك داوود" بالقدس المحتلة، أكد بومبيو أن وزارة الخارجية الأمريكية لن تعلن فقط أن الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل "BDS" هي منظمة معادية للسامية، ولكنها ستتخذ إجراءات فورية ضدها، منها قطع الطريق أمام الدعم المالي والتمويل الأمريكي للمنظمات التي تتعاون معها.

وشكلت زيارته لهضبة الجولان المحتلة أيضا برفقة السفير الأمريكي دافيد فريدمان ووزير الخارجية الإسرائيلية غابي أشكنازي، نقطة مهمة من وجهة نظر إسرائيلية، من زاوية تثبيت الاعتراف الأمريكي بسيادة الاحتلال عليها، إذ كان ترامب قد وقع مرسوما في آذار/ مارس 2019 يعترف بسيادة إسرائيل على الهضبة المحتلة.

واعتبر أشكنازي أن زيارة بومبيو للجولان هي زيارة مهمة واعتراف بسيادة إسرائيل عليها، ومؤشر على حرص إدارة ترامب على أمن إسرائيل الحدودي ودعم لسياساتها القائمة على شن عمليات عسكرية وقائية داخل الأراضي السورية لمواجهة امتداد النفوذ الإيراني إلى حدودها.

بومبيو يمهد لنفسه؟

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء الخميس، أن بومبيو قدم لإسرائيل خلال هذه الزيارة العديد من "الهدايا" قبيل نهاية ولاية ترامب وإدلاء بايدن بالقسم الرئاسي في كانون الثاني/ يناير المقبل، مشيرة إلى أن تفاصيل الزيارة ربما تؤشر على نوايا وزير الخارجية الأمريكية الاستعداد المبكر لإمكانية خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية منافسا لبايدن عام 2024، وذكرت بانتماء بومبيو للحركة الإنجيلية الداعمة لإسرائيل بشدة، وكيف أنه أراد أن يبدو في الوقت الراهن كأحد أهم أصدقاء الدولة العبرية.



الصحيفة أشارت إلى أن ما حدث حتى اللحظة مجرد تصريحات، كما أن قضية وسم منتجات المستوطنات بشعار "صنع في إسرائيل" قائمة بالفعل، ويستطيع المستوطنون التغلب على الإجراءات الخاصة بتصدير المنتجات إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبشعار "صنع في إسرائيل" بشكل أو بآخر، مع أنه على الصعيد الرسمي ووفقا للقانون الذي تطبقه دائرة الجمارك الأمريكية، ينبغي على المستوطنين توضيح مصدر المنتج على أن يكون الضفة الغربية، وهو أمر لا يطبق عمليا في كثير من الأحيان.

أمر واقع

لكن مع ذلك، مازالت الصحيفة ترى أن الإعلان الرمزي في هذا الصدد يعد اعترافا صريحا بحكم الأمر الواقع، وما وصفته بـ "تصحيح الظلم الواقع على المستوطنين"، واعترافا واضحا بسيادة إسرائيل على المستوطنات الكائنة بالضفة الغربية.

وعن الهدف المباشر، يعتقد الكاتب بالصحيفة إيتامار آيخنر، أن زيارة بومبيو "شهدت محاولة من قبل الإدارة الأمريكية الجمهورية لفرض أمر واقع يحتم على بايدن قبوله رغم تناقضه وسياساته المعلنة، حتى ولو حاول تغيير الوضع مرة أخرى وإعادة إلغاء القرارات سوف يُنظر إليه هنا على أنه من الشخصيات المعادية لإسرائيل.



ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لم تكشف هويته، إن الهدف من الإجراءات التي أعلنها بومبيو، هو "إحراج إدارة بايدن وإجبارها على القيام بخطوات أشبه بالعودة إلى الخلف، ومن ثم سيضطر بايدن لإجراء خطوات تصحيحية، وهنا سينظر إليه على أنه رئيس غير داعم لإسرائيل.

ووفق المصدر، كان بايدن قد أعلن مثلا أنه لن يعيد السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب، ولكنه فيما يتعلق بالمستوطنات والاعتراف بالضفة الغربية تحت سيادة إسرائيل لن يصمت، إذ يتناقض الأمر مع أجندته بشكل كلي وسيعمل حتما على تصحيح الوضع من جديد.

تكسير عظام

وفي المجمل تشير تصريحات وجولات بومبيو الرمزية إلى عدد من الملفات التي شكلت قاعدة لاعتبار ترامب الرئيس الأقرب لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وهي ذاتها التي كانت سببا في العداء المعلن مع الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وربما تصبح كذلك فيما يتعلق بالرئيس المنتخب.

وتؤشر زيارة بومبيو لإحدى المستوطنات وبادرته بشأن وسم المنتجات إلى اعتراف أمريكي تأخر 4 أشهر بسيادة إسرائيل على المستوطنات بالضفة المحتلة، إذ كان ينبغي على نتنياهو إعلان تطبيق السيادة على أجزاء كبيرة من الضفة مطلع تموز/ يوليو الماضي، لكن الضوء الأخضر الأمريكي لم يأت، إلا إذا تم اعتبار أن ما أقدم عليه بومبيو يشكل هذا الضوء الأخضر الذي منحته واشنطن لإسرائيل، بعد خسارة ترامب.

ما الأساس؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com