كيف يمكن أن يؤثر فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية وصفقة القرن؟
كيف يمكن أن يؤثر فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية وصفقة القرن؟كيف يمكن أن يؤثر فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية وصفقة القرن؟

كيف يمكن أن يؤثر فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية وصفقة القرن؟

قلل خبراء ومختصون في الشأن الفلسطيني، من التفاؤل الذي تبديه بعض الأطراف الفلسطينية من إمكانية تأثير فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، التي يتنافس فيها مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب على القضية الفلسطينية بشكل جذري.

وأكد المختصون، أن الحديث عن تغيير في السياسات الأمريكية تجاه الفلسطينيين حال فوز بايدن بمنصب الرئيس الأمريكي "مجرد آمال لن تتحقق"، مشددين على أن بايدن هو امتداد لسياسة الحزب الديمقراطي والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه وسائل إعلام عبرية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح قنوات اتصال مع المرشح الديمقراطي جو بايدن، واستطلاع مواقفه إزاء قضايا الشرق الأوسط وتحديدا صفقة القرن والاتفاق النووي الإيراني.

وطالبت القناة العبرية الـ"12"، نتنياهو، بالتواصل مع إدارة بايدن وإجراء نقاش حول موقفه من تلك القضايا بما يضمن استمرار السياسة الأمريكية وفق ما خطط لها خلال الأربع سنوات الماضية، وضمان المضي قدما في القرارات الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن نتنياهو، يحاول إلزام المرشح الديمقراطي بايدن، في حال فوزه في الانتخابات الأمريكية، بصفقة القرن التي طرحها ترامب.



لم يكن جوهريا

وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، إن هناك ثوابت تمثل السياسة الأمريكية، وهناك متغيرات تخص كل رئيس أمريكي.

وأضاف أن "الثابت هو التأييد المطلق من أي رئيس أمريكي لإسرائيل، فالدولة الأمريكية تؤيد إسرائيل بشكل مطلق بغض النظر عن الرئيس سواء أكان جمهوريا أم ديمقراطيا، ولذلك كانت السياسة الأمريكية على مدار العقود الماضية كلها مؤيدة لإسرائيل".

وبين أبراش أن "ترامب حاول إحداث تغيير ولكن هذا التغيير لم يكن جوهريا، فعلى سبيل المثال قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس كان متخذا منذ العام 1995 وكان معطلا وهو فعل القرار فقط".

وأوضح أن "صفقة القرن تسمى صفقة ترامب ومرتبطة بشخص ترامب، والآن إذا ما ذهب ترامب ما الذي يمكن أن يحدث مع بايدن؟، باعتقادي بايدن يمثل الحزب الديمقراطي الداعم لإسرائيل، وسيحاول إحداث تغيير في السياسات وليس في الإستراتيجيات".

خطاب مهادن

وأشار أبراش، إلى "أن بايدن حال وصوله للبيت الأبيض سيعمل على استخدام خطاب جديد أكثر مهادنة تجاه الفلسطينيين وإيران وأوروبا، ولكن لن يغير في المواقف الإستراتيجية للولايات المتحدة، وسيبني على ما أنجره ترامب لن يتراجع عن أي قرار اتخذه ترامب".

ومضى قائلا: إن "الذي يمكن أن يقدمه جو بايدن للفلسطينيين يتمثل في تجاوز صفقة ترامب، وبالتالي سيأخذ وقتا جديدا حتى يبلور تصورا جديدا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وسيحتاج إلى أن يعيّن ممثلا خاصا به للشرق الأوسط بدلا عن جاريد كوشنر".

وشدد أبراش على أن بايدن في حال فوزه سيستعمل لهجة مرنة تجاه السلطة الفلسطينية، وقد يعيد الحديث بشأن العودة لطاولة المفاوضات وسيشجع الفلسطينيين والإسرائيليين على ذلك؛ مستدركا: "لكنه لن يمارس أي ضغوط على إسرائيل لتغيير سياساتها المتبعة وهو سيحاول إرجاعهم للمفاوضات، وقد يعيد بعض المساعدات التي قطعت عن الفلسطينيين".



أقل تشددا

وفي السياق نفسه، أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن بايدن لن يعيد كل شيء لسابق عهده مع الفلسطينيين، لافتا إلى أن "إعادة فتح مكتب منظمة التحرير بواشنطن لن يكون في سلم أولوياته، وبايدن في بداية عهده سيركز على المشاكل الداخلية الأمريكية، واهتماماته بمشاكل الشرق الأوسط ستكون متأخرة قليلا".

وأوضح في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أن أسلوب بايدن سيكون أقل تشددا تجاه الفلسطينيين، ولكنه لن يتراجع عن أي خطوة اتخذت من قبل الإدارة الأمريكية التي يقودها ترامب، مضيفا أن "صفقة ترامب غير رسمية لم تعرض على الكونجرس الأمريكي لاعتمادها، وهذا مجرد تصور لفريق ترامب وكرئيس جديد يمكنه طرح تصور جديد".

وبين عوكل أن "كل رئيس له تصوره الخاص دون أن يدخل في تصادم مباشر أو يعلن إلغاء صفقة القرن، لكنه سيعمل على تجاهلها وسيشجع الأطراف على عقد اللقاءات الثنائية، وسيحاول أن يجد وسيطا عربيا لإعادة الأطراف لطاولة المفاوضات مرة أخرى".

وفيما يتعلق بفرق السياسات مع الفلسطينيين بين الجمهوريين والديمقراطيين، بين عوكل أنه "في السياسة أي فروقات لو كانت صغيرة بين الرؤساء مهمة ويجب ألا ننسى أن المهم السياسات وليس الأقوال وبايدن نائب أوباما، الذي اعتبره الكثيرون معتدلا وذا أصول أفريقية وإسلامية، لكنه طوال سنواته الثمانية كان ماكرا وخبيثا ولم يضغط على إسرائيل لاتخاذ أي قرار".

وأكد أن "الحزب الديمقراطي كان سببا أساسيا في فوضى الربيع العربي الذي نشر الخراب في العالم العربي، ويجب ألّا نتفاءل كثيرا بعودة الحزب الديمقراطي، ومن يتحمس لصعود بايدن سيصدم بالسياسات والقرارات التي سيتخذها".

وفي حين تشتد المنافسة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، يأمل الفلسطينيون في أن يكون وصول الأخير إلى البيت الأبيض بداية عهد جديد بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة.

ويعول الفلسطينيون كثيرا على فوز بايدن وإعلانه سحب صفقة القرن عن الطاولة، إضافة إلى عودة العلاقات مع الولايات المتحدة، والتي شهدت توترا خلال الأربع سنوات الماضية وصلت لحد القطيعة بين الجانبين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com