سلاسل الوجبات السريعة تشارك في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

تميل سلاسل مطاعم ماكدونالدز وبرغر كينغ في أذربيجان، مثلما هو الحال في أماكن ودول أخرى، إلى استخدام حساباتها على "إنستغرام" ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور البرغر والبطاطس المقلية.

ولكن هذه المرة حدث تحول مفاجئ، فبعد اندلاع اشتباكات عسكرية بين أذربيجان وأرمينيا الشهر الماضي، بدأت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في التدخل بالحرب القائمة بين الطرفين.

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جاءت المنشورات التي تمت إزالتها منذ ذلك الحين وسط ذروة القتال الذي بدأ في التسعينيات حول منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية المتنازع عليها.

ونشرت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في أذربيجان على "إنستغرام" منشورًا يقول: "كل شبر من أرض الوطن محبوب"، مشيرة إلى خريطة مرفقة تظهر ناغورني قره باغ داخل أذربيجان.

ونشرت سلسلة برغر كينغ عبر حسابها على "إنستغرام": "النصر معك أيها الجندي الأذربيجاني، قره باغ تنتمي لأذربيجان".

وفي بيان يوم الثلاثاء، لصحيفة واشنطن بوست، أكد متحدث باسم شركة ماكدونالدز أن الشركة في أذربيجان أزالت المنشور، ولكنه لم يعلق على سياسات الشركة بشأن خطاب الشركة السياسي.

ولم ترد برغر كينغ على طلب تأكيد ملكيتها للحساب الذي يحتوي على محتوى ترويجي للسلسلة في أذربيجان منذ افتتاحها، ولكن بعد وقت قصير من اتصال الصحيفة بالشركة، تمت إزالة المنشورات التي كان بعضها على الإنترنت منذ أسابيع، كما اختفت منشورات ماكدونالدز أيضًا.

وقال دانيال كورشون، أستاذ مشارك في قسم التسويق في جامعة دريكسل: "يتم إنشاء سلاسل المطاعم بشكل يسمح لها بالحرية لتوفير احتياجات السوق المحلية، ولكن من الواضح جدًا أن السوق المحلية يمكن أن يتردد صداها عبر سلاسل المطاعم".

وفى بيان صادر يوم الثلاثاء، قالت اللجنة الوطنية الأرمينية في المنطقة الغربية: إنها "مصدومة من التصريحات الأخيرة التي أدلت بها ماكدونالدز" ودعت "المغتربين الأرمينيين إلى المقاطعة حتى تتخذ ماكدونالدز إجراء في هذا الصدد".

ولم يعتد الجمهور الدولي رؤية العلامات التجارية الكبرى تشارك في الصراعات الإقليمية، مما أدى لشكوك واسعة النطاق في مصداقية الأمر، ولكن المحللين يقولون إن العديد من الشركات الدولية بدأت تشهد أوضاعا مماثلة بوتيرة متزايدة.

وقال كورشون: إنها مثل غيرها من الشركات الأمريكية ذات الآثار العالمية الكبيرة، تعتمد ماكدونالدز وشركة مطاعم براندز إنترناشيونال، التي تمتلك برغر كينغ، على نظام سلاسل المطاعم المحلية لتشغيل فروعها، وفي حين معظم الشركات العالمية لديها بنود تعاقدية تسمح لها بإنهاء العقود أو اتخاذ إجراءات أخرى ضد الشركاء المحليين إذا تسببوا في ضرر بسمعتها، إلا أن هذه البنود غالبا ما تركز على معايير الطعام، وليس الحديث عن السياسة.

وشرح كورشون: "سنرى مزيدًا من الفروع التي تسحب سلاسل المطاعم الدولية إلى قضايا سياسية مثيرة للجدل"، مشيرا إلى التوترات في هونغ كونغ وبين الصين وتايوان.

وأسفر القتال بين الطرفين عن مصرع حوالي 30 ألف شخص، وتشريد أكثر من مليون آخرين قبل أن يوافق الجانبان على وقف إطلاق النار في العام 1994، ولكن بين الحين والآخر تحدث تصادمات.
وتعمل المنطقة إلى حد كبير كدولة مستقلة تسيطر عليها فصائل سياسية مرتبطة بأرمينيا، في حين تعتبرها أذربيجان أرضا محتلة.

وفي إطار مماثل في العام 2018، قطع مالك فندق محلي في تايوان، علاقاته مع شركة الضيافة الأمريكية ماريوت، بعد أن غيرت إدراج الفندق إلى "تايوان، الصين".