وثائق: صفقة علاقات عامة بين "حافظ أسرار" أردوغان ومستشار ترامب لتحقيق منافع متبادلة
وثائق: صفقة علاقات عامة بين "حافظ أسرار" أردوغان ومستشار ترامب لتحقيق منافع متبادلةوثائق: صفقة علاقات عامة بين "حافظ أسرار" أردوغان ومستشار ترامب لتحقيق منافع متبادلة

وثائق: صفقة علاقات عامة بين "حافظ أسرار" أردوغان ومستشار ترامب لتحقيق منافع متبادلة

أظهر إفصاح جديد لمكتب توثيق الوكلاء الأمريكان الذين يعملون لصالح الأجانب (FARA)، التابع لوزارة العدل الأمريكية، أن  المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، "باري بينيت"، تعاقد مع النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، علي إحسان أرسلان، بمهمة "المساعدة في تطوير العلاقات التركية مع صانعي السياسات والمفكرين الرئيسيين في واشنطن".

وكان لافتا أن "بينيت" سجل في بلاغ الإفصاح، الذي يقضي بالكشف عن الراتب ومبلغ التعاقد، أن هذا الجهد "دون مقابل"، موجها رسالة إلى أرسلان تقول "سأعمل معك مجانا .. لأنك صديقي".



وقد أثار هذا الإفصاح ريبة في الصحافة الأمريكية تمثلت بتقارير متابعة استقصائية منذ النشر الرسمي على موقع وزارة العدل يوم الأربعاء الماضي.

وقد استحضرت هذه التقارير بيانات ومعلومات تُظهر أن موضوع العقد بين مستشار أردوغان والمستشار السابق لحملة ترامب، وظهوره في ذروة انتخابات الرئاسة الأمريكية، يتجاوز مجرد "اللوبي المجاني لتطوير العلاقات"، كما وصفه بينيت، ويشي بخدمات انتخابية ملتبسة يريد أردوغان أن يقدمها هدية لترامب في انتخابات الرئاسة.

من هما أرسلان وبينيت؟

صحيفة "فورين لوبي" المتخصصة بمتابعة أنشطة لوبيات الضغط الأجنبية، بينت أن "باري بينيت" يعمل أيضا مع قطر من خلال مؤسسته "أفنيو ستراتيجيز غلوبال" للعلاقات العامة.



وكشفت تقصيات "فورين لوبي" أن العلاقة الشخصية والسياسية بين أردوغان وعلي أرسلان، الذي يُسمى في اسطنبول بـ"المجاهد أرسلان"، هي من نوع العلاقات "المؤسسية العميقة"، فقد كان أرسلان من مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وهو - كما يقول المدير في "المركز التركي لدراسات الشرق الأوسط THO"، غونول تول - يُعتبر "حافظ أسرار أردوغان"، عبر علاقة وثيقة بينهما تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.

وتقول "فورين لوبي" إن السفارة التركية وكذلك "بينيت" لم يستجيبا لطلب التعقيب على هذه المعلومات.

 دور صهر أردوغان 

بدورها، توسعت مؤسسة "نورديك مونيتور" الأوروبية المتخصصة بالشؤون التركية، في استقصاء أهداف هذا التعاقد الجديد بين مستشار أردوغان ومالك ومدير مؤسسة "أفينيو ستراتيجيز" التي تعمل أيضا مع قطر.

وأظهرت استقصاءات مونيتور أن مؤسسة "ستراتيجيز" التي يملكها بينيت، ترتبط  بعلاقات خفية وقديمة مع المركز التركي للدراسات THO، ومقره واشنطن، وهو الذي يشرف عليه أرسلان.

وكانت وثائق ويكيليكس المسربة عام 2017 قد كشفت أن صهر أردوغان، وزير الخزانة والمالية الحالي، بيرات البيرق، هو الذي أسس المركز التركي THO عندما كان وزيرا للطاقة، وضَمن له التمويل من الخطوط الجوية التركية وبعض كبار المقاولين المعروفين بتشابك علاقاتهم ومصالحهم مع أردوغان، مثل كاليون وكولين.

وقالت "نورديك مونيتور" إن التقديرات الفورية التي عقبت إفصاح وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، عن العقد الجديد بين أرسلان (مستشار أردوغان)، وبينيت (المستشار السابق  لترامب)، ذهبت إلى التخمين بأن للموضوع علاقة بالمشاكل العالقة بين واشنطن وأنقرة، وأن توقيت عقد اللوبي هو من باب التجهيز والتحوط لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية القريبة.

اختراق حملة بايدن الانتخابية

مؤسسة  اسباريز Asparez للأبحاث والإعلام، وكذلك صحيفة بوليتيكو السياسية النافذة، كشفتا عما هو أكثر إثارة للريبة في موضوع العلاقة بين أرسلان وبينيت.

ففي بيانات اسباريز أن المركز التركي THO سبق أن اخترق الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي جو بايدن، منافس ترامب.

حصل ذلك عندما زرع المركز التركي أحد مديريه، ألفير كليمبيك، في وظيفة مدير "الانتماء القومي والمشاركة العرقية" داخل حملة بايدن. الأمر الذي يعزز التكهن بأن العقد الجديد بين أرسلان وبينيت ربما يستهدف توسيع اختراق حملة بايدن الانتخابية في أسابيعها الأخيرة.

ما موقع موسكو؟

استقصاءات صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية تذهب إلى أبعد من ذلك في توثيق دور تركيا بالتدخل وبتمويل اللوبيات التي تعمل لصالح ترامب وتخترق الحملات الانتخابية لمنافسه بايدن.

فقد كشفت "بوليتيكو" أن لإدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة مع المعهد التركي للدراسات THO، وأن المدير السابق لشركات طاقة وتعدين روسية قريبة من إدارة وأجهزة بوتين - وهو ديمتري زايكين - كان من مؤسسي مركز THO الذي يستخدمه أردوغان في تنويع قوة التدخل والضغط داخل واشنطن.

وأكدت هذه المعلومة وثائق ويكيليكس التي كانت قد كشفت أن صهر أردوغان، الوزير  البيرق، "كان يبعث لزايكين بنسخة من التقارير التي تسجل ما يحققه مركز THO ولوبيات الضغط الممولة من تركيا في واشنطن".

العقد السري بين فلين وألبتكين

وفي رصدها للجهد السري الذي يواصله أردوغان للتأثير في الانتخابات الأمريكية وفي الحلقة الضيقة حول ترامب، تستذكر بوليتيكو  قصة "مايكل فلين"، مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض، الذي أبعده ترامب بعد أن تكشفت تفاصيل علاقته السرية مع رجل الأعمال التركي الوثيق الصلة بأردوغان، "إيكيم ألبتكين"، قبل وأثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com