إنفستكورب.. قصة شركة انطلقت من الخليج لتصبح إمبراطورية مالية عالمية (فيديو)
وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" ذات يوم بأنها الشركة ذات السمعة الذهبية بين المصرفيين في نيويورك.
فكيف تمكنت شركة صغيرة ولدت في الخليج من أن تصبح إمبراطورية مالية عالمية تثير إعجاب أشهر المديرين التنفيذيين وأهم وسائل الإعلام العالمية.
إذا لم تكن سمعت عن "إنفستكورب" فمن المؤكد أنك تعرف أسماء علاماتها الشهيرة، إنها شركة امتلكت وأدارت أصولا في أكثر من 150 مجالا تتنوع بين مجوهرات"Tiffany & Co"، والعلامة التجارية الشهيرة "Gucci" وساعات "Ebel" السويسرية إلى محطات خدمة الطرق السريعة.
كما انتزعت "إنفست كورب" العلامات التجارية الأمريكية اللامعة مثل: "كارفل آيس كريم" ومتاجر "بيبلز" ومتاجر "سيركل كي" وغيرها الكثير.
لكن هل تعلم كيف انطلقت هذه الشركة من الخليج لتصبح إمبراطورية اقتصادية عالمية؟
الفكرة اللامعة
في سبعينيات القرن الماضي كانت منطقة الخليج تعيش فترة طفرة نفطية لا مثيل لها إذ بلغت أسعار النفط ذروة قياسية.
حينذاك لاحظ مؤسس الشركة العراقي نمير قيردار وجود الكثير من المستثمرين الذين يمتلكون سيولة كبيرة ويبحثون عن منافذ استثمار آمنة وموثوقة.
كان نمير ذكيا فالمنطقة في حاجة ماسة إلى مؤسسة محترفة تستقطب كفاءات عالية وتستطيع لعب دور الوسيط الموثوق بين الشركات الغربية الواعدة التي تحتاج إلى سيولة وقتية، والمستثمر الخليجي الباحث عن منافذ استثمارية جيدة في أسواق آمنة.
ومن هنا جاءت الفكرة وفي ظل الثروة الهائلة التي أحدثتها الطفرة النفطية، بدأت تنمو بذور فكرة تأسيس «إنفستكورب» وكان هدفها أن تكون بمثابة جسر يربط مستثمري الخليج العربي بالأصول الدولية الجذابة في شتى المجالات.
تأسست "إنفستكورب" عام 1982 في البحرين كشركة متخصصة في تقديم الاستثمارات العالمية بدعم من رجال أعمال وأثرياء في منطقة الخليج.
بدأت الشركة بعدة ملايين من الدولارات لكن قيمة استثماراتها بلغت نهاية يونيو 2020 أكثر من 32 مليار دولار
نجاحات رغم الأزمات
مرت "إنفستكورب" بأوقات عصيبة مع تراجع أسعار النفط، بداية من حرب إيران ثم غزو الكويت والأزمة العالمية المدمرة عام 2008 لكنها لم تتأثر لأنها بدأت بقاعدة صغيرة في سوق كبير، وبدأت الاستحواذ شيئا فشيئا في وقت كانت فيه حصة اللاعبين الدوليين تتراجع نسبيا.
واظبت "انفست كورب" على منح مساهميها أرباحا تصل إلى 15% من رأس المال الذي استثمروه في الشركة، ومع تقدمه في السن استقال قيردار من منصبه التنفيذي في الشركة عام 2015، واستمر في العمل رئيسا لمجلس الإدارة حتى تقاعد كليا عام 2017.
ورغم أن اسم "إنفستكورب" ارتبط بقيردار طيلة ثلاثة عقود إلا أنها في النهاية أثبتت قدرتها على الانطلاق من جديد بأياد خليجية هذه المرة.
قيادة جديدة
محمد العارضي هو أصغر قائد لسلاح الجو العماني في تاريخ السلطنة تقاعد من منصبه بعد عشر سنوات من النجاح الاستثنائي وكان لا يزال في مطلع الأربعينيات ليعود إلى صفوف الدراسة طالبا في كلية جون إف. كينيدي بجامعة هارفرد حيث حصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة.
أعجب نمير قيردار بمثابرة العارضي وقصة عودته إلى صفوف الدراسة وعرض عليه الانضمام إلى مجلس الإدارة.
وفي العام 2014 قرر المؤسس التاريخي لـ "إنفستكورب" التقاعد، وترقبت الأسواق طويلا لمعرفة الاسم الذي سيخلفه، لكن بيان قريدار كان حاسما، تم وضع خطة انتقال القيادة التنفيذية بما يؤمن أعلى درجة من الاستمرارية والمحافظة في الوقت ذاته على الثقة العربية والعالمية لمواصلة الإبداع والتجدد المستمر وتحقيق الأرباح قبل مجلس الإدارة.
توصية نمير قيردار بتعيين محمد العارضي عضو مجلس الإدارة غير التنفيذي كرئيس مجلس إدارة تنفيذي خلفا له، كانت تحديا كبيرا، غير أن خطة العارضي كانت واضحة منذ البداية فقد عمل على استكمال مسيرة الشركة على الساحة العالمية وتعزيز تنوع استثماراتها وزيادة قدرتها على تحقيق عوائد ثابتة ومستقرة على المدى الطويل.
حمل العارضي المسؤولية على عاتقه وسرعان ما بدأت الشركة تحت قيادته تحقق النجاحات اللافتة في سنوات قليلة لتقفز استثمارات الشركة تحت إدارته ثلاثة أضعاف من 10.8 مليار دولار إلى نحو 31 مليار دولار نهاية عام 2019
غيب الموت نمير قيردار في يونيو عام 2020 وبقيت إنفستكورب مزدهرة تتوسع في استثماراتها عبر العالم.
كان نمير قيردار يقول، إن هدفه ليس جمع المال وإنما تأسيس شركة تبقى وتستمر لكن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقول: إنه تمكن من تحقيق الأمرين فقد بقيت الشركة وجمعت الكثير من المال.
