تقرير دفاعي: 3 خطوات أمريكية للقضاء تماما على تهديد الطائرات المسيرة الإيرانية
رأى موقع "ديفينس بوست" الأمريكي، أن الولايات المتحدة تستطيع القضاء تماما على خطر الطائرات المسيرة الإيرانية، عبر خطوات ثلاث رئيسة تستند جميعها إلى تنسيق كبير بين واشنطن وحلفائها في المنطقة.
وقال الموقع في تقرير: إن "إيران استثمرت بشدة في التصنيع المحلي للطائرات المسيرة، واستفادت من الحصول على التقنيات المتطورة في سوق الطائرات التجارية المسيرة، وأدى ذلك إلى تمكينها امتلاك ترسانة من أنظمة المركبة الجوية دون طيار، التي نشرت الخراب في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "إيران استخدمت الطائرات المسيرة في التحرش بالوجود العسكري البحري الأمريكي في الخليج، وتعزيز نفوذها في سوريا والعراق، ومهاجمة وتهديد البنية التحتية الحيوية لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة".
وأشار إلى أن القضاء على التهديد الإيراني المتمثل في الطائرات المسيرة، يفرض على الولايات المتحدة أن تتبع إستراتيجية قائمة على مضاعفة تكاليف المزيد من الهجمات، والاستثمار في التقنيات المضادة للطائرات المسيرة، وتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران من الأمم المتحدة.
وذكر أن "القوة الجوية الإيرانية التقليدية عفا عليها الزمن نتيجة الصعوبات المالية، وتوابع العقوبات الدولية التي تعرضت لها إيران، بالتالي فإن الاستثمار في تقنيات الطائرات المسيرة وإنتاجها أصبح يمثل أولوية إستراتيجية لقادة النظام الإيراني، حيث تمنح إيران وسائل بديلة لشنّ غارات جوية على نطاق بعيد".
وأوضح أن "المخاطر التي يمثلها برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية تتمثل في نقل هذا التطور إلى الوكلاء الإقليميين، وهو ما يمنحهم قوة جوية كبيرة، والميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران مثل حزب الله اللبناني والحوثيين تمتلك أحدث البرامج التقنية النشطة للطائرات المسيرة، من بين اللاعبين الخارجين عن سيطرة الدول، وذلك بفضل مساعدة إيران في تهريب تلك الطائرات ومكوناتها إليها، إضافة إلى تدريبهم على التصنيع والتشغيل أيضا".
وجاء في التقرير، أن "نطاق التهديد الإيراني من خلال الطائرات المسيرة أصبح واضحا في أعقاب هجمات أيلول/سبتمبر 2019 على منشآت نفط في السعودية، حيث أكدت طهران في تلك الهجمات قدرتها على شنّ هجمات معقدة وفي توقيت واحد لأسراب الطائرات المسيرة والصواريخ، وهذه الخطط تستطيع التغلب على أعتى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وتؤكد أن جميع المنشآت الحساسة سواءً في مجالات النقل أو الطاقة أو المفاعلات النووية ليست في مأمن من تهديد الطائرات المسيرة، إنها مسألة وقت فقط قبل أن تستطيع إيران تقديم أسرار التصنيع لعملائها في المنطقة".
أولوية الردع
وحدد التقرير 3 خطوات، بحسب محللين في "منظمة الاتحاد ضد إيران النووية"، يتوجب على الولايات المتحدة القيام بها للقضاء تماما على تهديد الطائرات المسيرة الإيرانية.
الأولى، يجب أن تضع واشنطن وحلفاؤها أولوية لاستراتيجية الردع الموجهة ضد المزيد من الهجمات. رغم المغامرات الإقليمية التي تقوم بها إيران، فإنها في الوقت نفسه تسعى لتجنب أي مواجهة مباشرة مع القوى العالمية. فأكبر مخاوف إيران هي وقوع هجوم يؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الحاكم، بالتالي فإن أي هجوم بواسطة الطائرات المسيرة من قبل إيران سيكون له عواقب مدمرة، وأن إيران ستكون عرضة للمحاسبة على أي هجمات مماثلة يقوم بها عملاؤها.
الثانية، يجب أن تستثمر واشنطن وتعمل مع حلفائها في تطوير تقنيات مضادة ورخيصة لهجمات الطائرات المسيرة، وتمتلك إيران وحلفاؤها ترسانة هائلة من الصواريخ، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، ما يؤدي إلى تعقيد التهديد الجوي.
وتحتاج واشنطن وحلفاؤها إلى دفاعات جوية وصاروخية دائمة، ومتعددة الزوايا، للحماية الكاملة من التهديد الإيراني، ويجب على وجه السرعة إعطاء الأولوية لتعزيز الدفاعات الجوية قصيرة المدى، وذلك في المواقع الحساسة في جميع أنحاء المنطقة.
الثالثة، يجب أن تشكل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا جبهة موحدة في مجلس الأمن لتجديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، إذا لم تكن تلك الوحدة حاضرة، ونجحت جهود روسيا والصين في عدم تمديد حظر الأسلحة لما بعد 18 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، فإن إيران ستشعر بحرية كاملة كي تحصل على أسلحة قوية وقاتلة، وتقوم بنقلها إلى عملائها دون موافقة مجلس الأمن.
وأنهى "ديفينس بوست" تقريره بالقول، إن "الانفجار الأخير في مرفأ بيروت يلقي الأضواء على الخطر الواقع على المنشآت النووية والنفطية والكيميائية في المنطقة. حان الوقت كي يقوم المجتمع الدولي بصياغة إستراتيجية تضمن ألا تتسبب الطائرات المسيرة الإيرانية في كوارث مماثلة".
