فور وصوله إلى بيروت.. ماكرون يدعو لتشكيل "حكومة بمهمة محددة"
فور وصوله إلى بيروت.. ماكرون يدعو لتشكيل "حكومة بمهمة محددة"فور وصوله إلى بيروت.. ماكرون يدعو لتشكيل "حكومة بمهمة محددة"

فور وصوله إلى بيروت.. ماكرون يدعو لتشكيل "حكومة بمهمة محددة"

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى بيروت مساء الاثنين، في زيارة هي الثانية منذ انفجار المرفأ المروّع، إلى تشكيل "حكومة بمهمة محددة في أسرع وقت"، وذلك بعد ساعات من تكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة.
وقال ماكرون بعدما استقبله نظيره اللبناني ميشال عون في المطار إن من أهداف عودته "التأكد من أنّ حكومة بمهمة محددة ستتشكل في أسرع وقت، لتنفيذ الاصلاحات" التي يشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم دولي للبنان يساهم في إعادة تحريك العجلة الاقتصادية.

وجاء تكليف الرئيس عون لسفير لبنان لدّى ألمانيا تشكيل حكومة جديدة للبلاد، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية، التي استبقت وصول ماكرون العازم على حثّها على تشكيل حكومة بمهمة محددة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية الحادة.

ووصل ماكرون عند الساعة التاسعة مساء (18,00 ت غ) وكان في استقباله في المطار ميشال عون، على أن يتوجّه بعدها إلى منزل الفنانة فيروز، التي تعتبر رمزاً لوحدة لبنان، كما من المفترض أن يلتقي بعدها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في منزله في وسط بيروت.

وكتب الرئيس الفرنسي على موقع "تويتر"، بعد وصوله إلى لبنان "أقول للبنانيين إنكم كأخوة للفرنسيين، وكما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".

ويحفل جدول أعماله يوم غد الثلاثاء بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي، لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي، ويختتم الزيارة باجتماع يعقده مع 9 من ممثلي أبرز القوى السياسية.

وهذه الزيارة هي الثانية لماكرون إلى بيروت بعد انفجار المرفأ المروع، حيثُ كان قد دعا في زيارته الأولى في 6 آب/أغسطس الجاري، المسؤولين إلى اقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة، ووعد بالعودة لـ"تقييم" التقدّم، الذي تمّ إحرازه.

واستبقت الرئاسة الفرنسية وصوله إلى بيروت بتأكيدها ليل الأحد أن المطالب التي يحملها "واضحة، وهي حكومة بمهمة محدّدة، نظيفة الكفّ، فاعلة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات الضرورية في لبنان وبالتالي تلقي دعم دولي قوي"، يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.

ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذراً من "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلينا عنه".

ولاقت دعوات ماركون إلى "ميثاق سياسي جديد" انفتاحاً أبرزه على لسان حزب الله.

وقال الأمين العام للحزب حسن نصرالله الأحد "نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال، لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية".

ودعا عون في كلمة أمس الأحد، "إلى إعلان لبنان دولة مدنية"، معتبراً أن ذلك "يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها"، وكرر رئيس البرلمان نبيه بري الدعوة ذاتها اليوم الاثنين، داعيًا الأفرقاء الجديين لملاقاته إلى "نصف الطريق".



إصلاحات أساسية

واستبقت القوى السياسية وصول ماكرون بالاتفاق على أديب رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة، في خطوة وصفت بأنها جرت "حياء"، وبرز اسم أديب فجأة، وهو غير معروف من غالبية اللبنانيين.

وسرّعت القوى السياسية الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته بعد انفجار المرفأ تحت ضغط الشارع الغاضب من المسؤولين الذين يحملهم مسؤولية ما حصل بسبب فسادهم واستهتارهم، ولعلّ التحدي الأبرز اليوم أمام أديب إقناع جميع اللبنانيين بتصميمه على التغيير.

وبعد تكليفه، قام أديب بجولة في منطقة الجميزة المدمرة جراء انفجار مرفأ بيروت المروّع، ليكون أول مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة، وقال لمواطنين التقوا به "دعونا نضع أيدينا بأيدي بعض، وليكن لدينا إيمان، نزلت فوراً لعندكم لأقول لكم: أريد ثقتكم".

ونال أديب، البالغ من العمر 48 عامًا، وهو مستشار سابق لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وأستاذ جامعي سابق، 90 صوتاً من غالبية الكتل النيابية خلال الاستشارات.

وسبق الاستشارات النيابية توافق حول أديب بين القوى السياسية الكبرى، أي تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري السني، والتيار الوطني الحر المسيحي بزعامة عون وحزب الله وحركة أمل الشيعيين.

وإثر لقائه عون ورئيس البرلمان نبيه بري، دعا أديب إلى تشكيل الحكومة "بأسرع وقت ممكن" تضمّ فريقاً "متجانساً من أصحاب الكفاءة والاختصاص"، وقال "في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا سيما بعد التفجير المدمر، لا وقت للكلام والوعود والتمنيات".

وأضاف "الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة بفترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وحاولت الحكومة السابقة الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي، لكن بعد 17 جلسة تفاوض، علقت المفاوضات بين الطرفين من دون التوصل إلى نتيجة.

واستقالت حكومة حسان دياب في 10 من آب/أغسطس الجاري، بعد انفجار المرفأ، الذي أوقع 188 قتيلاً على الأقل وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.



خسائر بالمليارات

وقدّر البنك الدولي، اليوم الإثنين، الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بين 6,7 و8,1 مليارات دولار.

ويشهد لبنان منذ أكثر من سنة انهياراً اقتصادياً هو الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد سنوات من النمو المتباطئ، وعجز الحكومات المتعاقبة وسط خلافات سياسية عن إجراء إصلاحات بنيوية، وترهل المرافق العامة وتفشي الفساد.

ونال سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام 16 صوتاً غالبيتها من كتلة حزب القوات اللبنانية المسيحي، وكان نقل عن حزب الله رفضه لنواف سلام.

ولا يعني تكليف رئيس جديد للحكومة أن ولادتها باتت قاب قوسين، وغالباً ما تستغرق هذه المهمة أسابيع أو حتى أشهرا، بسبب الانقسامات السياسية والشروط المضادة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية هلال خشان، إن تكليف أديب "لن يطلق مرحلة جديدة في تاريخ لبنان ولا أعتقد حتى أنه سيضعه على طريق تغيير سياسي حقيقي".

وفي تعليق على موقع "فيسبوك"، اعتبر المدير التنفيذي لـ"مبادرة الإصلاح العربي" نديم حوري، أن "سقف الطموحات الإصلاحية سيكون متدنياً للغاية"، موضحاً أنّ "سيرة أديب الذاتية تشي بشكل صارخ أنّه رجل النظام وهو يدرك أنه مدين بتسميته للأحزاب التقليدية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com