مدينة سرت الليبية.. تاريخ من التوتر وقلق من مواجهة جديدة محتملة
مدينة سرت الليبية.. تاريخ من التوتر وقلق من مواجهة جديدة محتملةمدينة سرت الليبية.. تاريخ من التوتر وقلق من مواجهة جديدة محتملة

مدينة سرت الليبية.. تاريخ من التوتر وقلق من مواجهة جديدة محتملة

على مدار نحو 10 سنوات شهدت مدينة سرت الساحلية في وسط ليبيا عدة صدامات مسلحة، جعلتها إحدى بؤر التوتر الرئيسية في المشهد الليبي، وهي اليوم ترقد على بركان من قلق أهلها من مواجهة جديدة محتملة، بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق.

تتزين مكاتب المجلس البلدي في سرت بصور خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وفي الصحراء ترابط القوات وراء كثبان رملية.

وبعدما شهدت أحداث انتفاضة عام 2011 واستولى عليها تنظيم داعش لفترة، تجد سرت نفسها الآن ليس فقط مركزا لحرب أهلية، بل محور خصومات جيوسياسية تمتد في أرجاء المنطقة.

وبعدما ساهم التدخل التركي في دفع الجيش الوطني الليبي للوراء في مطلع حزيران يونيو، ليتخلى عن هجومه على العاصمة طرابلس الذي استمر 14 شهرا، استقرت خطوط المواجهة الآن حول سرت في منتصف الشريط الساحلي الليبي المطل على البحر المتوسط، وقرب مرافئ النفط الأساسية.

ويدور الصراع في ليبيا بين الجيش الوطني الليبي وحلفائه ضد الميليشيات مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، غرب البلاد.

وبينما بدت حكومة الوفاق وتركيا على استعداد لتحقيق مزيد من التقدم، أعلنت مصر سرت خطا أحمر ووافق برلمانها على التدخل العسكري المحتمل في ليبيا.

وتحتشد الفصائل الليبية وداعموها الأجانب في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي يسعى فيه دبلوماسيون لتفادي التصعيد العسكري وتأمين وقف لإطلاق النار.

وفي جولة نادرة بالمواقع العسكرية للجيش الوطني الليبي، شاهد صحفيون من رويترز جنودا متمركزين في مواقعهم جنوب غربي سرت، بعضهم تحت مظلات أو داخل خيام، وآخرون على نقاط مراقبة.

وقال محمد شقلوف، رئيس مركز عمليات الجيش الوطني الليبي في المنطقة: "قواتنا المسلحة متمركزة في محيط سرت حتى خارج سرت. نحن مستعدون."

وأضاف: "يجب أن تبقى أصابعنا على الزناد حتى تطهر ليبيا من المرتزقة والمستعمرين، ومن كل من سعى بجشع إلى أرضنا وثرواتها".

وخلال زيارته لطرابلس هذا الأسبوع، كرر وزير الخارجية الألماني دعوة أمريكية بإعلان المنطقة حول سرت وقاعدة الجفرة العسكرية إلى الجنوب منزوعة السلاح.

وحذر الوزير أيضًا من "هدوء خادع" في ظل استمرار الطرفين وحلفائهم في تسليح أنفسهم "على نطاق واسع".

تدخل أجنبي

تدخلت قوى أجنبية في الشأن الليبي منذ انتفاضة عام 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، بعد أربعة عقود في الحكم، لكن التدخل وصل إلى مستويات جديدة في الشهور الأخيرة.

وبينما تدرس تركيا استخدام قواعد عسكرية في غرب ليبيا، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بإرسال طائرات مقاتلة وإمدادات عسكرية لمساعدة متعاقدين روس في البلد العربي.

ورفضت روسيا البيانات الأمريكية بشأن التدخل العسكري المزعوم، ونفى الجيش الوطني الليبي استعانته بمرتزقة.

وقال شقلوف قائد الجيش الوطني الليبي: "لا أحد معنا. لا روس ولا فاغنر ولا شيء".

ولا يزال الجيش الوطني الليبي يسيطر على مرافئ النفط الرئيسية في هلال النفط الليبي شرقي سرت، الذي اندلعت بشأنه معارك عديدة ولحقته أضرار في السنوات الأخيرة.

ولا تزال مناطق في سرت ذاتها مدمرة منذ معارك عام 2016، حين طردت قوات حكومة الوفاق تنظيم داعش من المدينة التي جعلها معقله بشمال أفريقيا.

ودمر القتال الحي المُطل على البحر الذي شهد أعنف المعارك وبات مهجورا.

وفي باقي المناطق، تفتح المقاهي والمتاجر أبوابها ولا تعاني سرت من انقطاعات الكهرباء التي تعاني منها مناطق أخرى؛ وذلك لوجود محطة لتوليد الطاقة على مقربة.

وقال عبد العزيز عبد الرحيم، وهو موظف في محل قصاب يبلغ من العمر 27 عاما، إنه لا يزال يوجد نقص في النقود لكن أقل مما كان عليه الحال قبل سيطرة الجيش الوطني الليبي على سرت في كانون الثاني يناير.

وأضاف قائلا: "مزيد من الهجمات على سرت؟ نقول إن شاء الله لا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com