الجيش الروسي يجند "قسرا" معارضا لبوتين ويرسله لمنطقة نائية
الجيش الروسي يجند "قسرا" معارضا لبوتين ويرسله لمنطقة نائيةالجيش الروسي يجند "قسرا" معارضا لبوتين ويرسله لمنطقة نائية

الجيش الروسي يجند "قسرا" معارضا لبوتين ويرسله لمنطقة نائية

ذكر زعيم المعارضة في روسيا أليكسي نافالني، الأربعاء، أنه تم تجنيد أحد حلفائه قسرا وإرساله لأداء الخدمة العسكرية في قاعدة نائية في المنطقة القطبية الشمالية، في خطوة اعتبرها أنصاره عملية "خطف".

واختفى رسلان شافيدينوف، المسؤول في مؤسسة مكافحة الفساد التابعة لنافالني، الإثنين، بعدما اقتحمت السلطات شقّته في موسكو وتوقفت شريحة الاتصال في هاتفه الخلوي عن العمل.

وظهر شافيدينوف في قاعدة سرية تابعة لسلاح الجو في أرخبيل نوفايا زيمليا النائي في المحيط المتجمّد الشمالي، بحسب نافالني.

وقال نافالني في منشور على الإنترنت: إن رسلان "حُرم بشكل غير قانوني من حريته"، واصفا حليفه البالغ من العمر 23 عاما بـ"السجين السياسي".

بدوره، أصر الجيش الروسي على أن رسلان كان يتهرّب من التجنيد منذ فترة طويلة.

ويفرض القانون الروسي على الرجال خدمة الجيش لمدة سنة عندما تكون أعمارهم بين 18 و27 عاما. إلا أن كثيرين يتمكنون من تجنّب ذلك في ظل منظومة يكثر فيها الفساد.

"عام 1937 سعيد"

ودعا أنصار المعارضة إلى إطلاق سراح رسلان وتظاهروا خارج مقر الجيش في موسكو. وكتب على إحدى لافتاتهم "الخدمة العسكرية الإلزامية أداة قمع".

وكتب في لافتة أخرى "عام 1937 سعيد"، في إشارة إلى السنة التي بلغت فيها عمليات التطهير في عهد ستالين ذروتها.

كما كتب على اللافتة "رسلان شافيدينوف خُطف من قبل جهاز الأمن الفدرالي الروسي ونُفي إلى نوفايا زيمليا"، بحسب صور نشرها أنصار نافالني.

وأفاد نافالني بأن رسلان يعاني من وضع صحي يمنعه من الخدمة العسكرية، لكنه جُنّد قسرا وأرسل إلى القاعدة الواقعة في المنطقة القطبية الشمالية دون حصوله على تدريبات أساسية.

وحمّل فياشيسلاف غيمادي، المحامي عن مؤسسة نافالني، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والقائد الأعلى للقوات المسلحة بوتين المسؤولية المباشرة عن ما وصفها بعملية "خطف" رسلان.

وذكرت كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني وشريكة رسلان، أن الأخير عمل مؤخرا كمسؤول اتصال للنواب المعارضين في برلمان موسكو.

وقالت: "ربما هذا هو سبب ما حصل"، لافتة إلى أن رسلان تمكن من الاتصال بها من نوفايا زيمليا من هواتف أشخاص آخرين.

وأشارت نافالني إلى أن رسلان ممنوع من الاتصال بالعالم الخارجي أو استخدام هاتف، بخلاف غيره من المجندين، مبينة أن الجيش أوكل شخصا لمهمة مراقبته طوال الوقت، فالقوات المسلحة نفسها لا تعرف ماذا تفعل به".

بدوره، صرّح ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين للصحفيين إنه لا يعلم إذا كان رسلان تهرّب من الخدمة العسكرية، لكنه قال: "إذا كان بالفعل (تهرّب) وتم تجنيده بهذه الطريقة فيعني ذلك أن كل شيء تم وفق القانون".

لكن المدافعة البارزة عن حقوق الإنسان فالنتينا ملنيكوفا قالت إن السلطات عادة لا ترسل المجنّدين إلى القواعد النائية في المنطقة القطبية الشمالية المعروفة بقساوة ظروفها المناخية وغياب الشمس عنها طوال الشتاء.

واتهمت رئيسة اتحاد لجان أمهات الجنود في روسيا ملنيكوفا المسؤولين بانتهاك جميع إجراءات التجنيد في هذه الحالة.

وتمارس السلطات ضغوطا على نافالني وحلفائه منذ سنوات. وساهم المعارض البالغ من العمر 43 عاما في تنظيم تظاهرات كبيرة ضد الحكومة الصيف الماضي شارك فيها عشرات الآلاف في موسكو حيث طالبوا بإجراء انتخابات منصفة.

وحكم على عدد من الأشخاص بالسجن على خلفية مشاركتهم في هذه التظاهرات.

وقال الخبير السياسي إيغور ياكوفينكو: إن "إجبار الناس على العيش في ظروف قاسية هو نوع من السادية"، مضيفا أن معاقبة المعارضين عبر إرسالهم إلى المنطقة القطبية الشمالية يعد بمثابة "جريمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com