رأت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن إيران قد تسعى للتصعيد ضد إسرائيل لتشتيت الانتباه عن الانتفاضة الشعبية الداخلية خاصة بعد سقوط عدد كبير من الضحايا من الحرس الثوري في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.
وأشارت المجلة إلى أن الغارات التي نفذتها عدة مقاتلات إسرائيلية الأسبوع الماضي دمرت مبنى زجاجيًا من 7 طوابق قرب مطار دمشق يتخذه الحرس الثوري مقر قيادة له ومبنيين أخريين في منطقة المزة بضواحي العاصمة السورية حيث يقع مقر القيادة التابع لاستخبارات فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
ونقلت عن تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن 22 شخصًا، بمن فيهم 16 يعتقد بأنهم من الحرس الثوري قتلوا في تلك الغارات التي أحدثت أيضًا أضرارًا كبيرة في مباني أخرى.
وقالت المجلة "كانت الضربة الإسرائيلية غير متناسبة تمامًا مع إطلاق إيران أربعة صواريخ تجاه إسرائيل لأنها كبيرة جدًا وأدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى من الحرس الثوري... والواضح أن إيران وحتى إسرائيل لديهما الحافز الآن لتصعيد النزاع بينهما نتيجة ما يجري داخليًا في البلدين".
ولفتت إلى أن إيران تعاني من أزمة حقيقية الآن بسبب الاحتجاجات، وأن قيام الحرس الثوري وقوات الأمن بقتل المئات من المتظاهرين وإغلاق شبكات الإنترنت يدل على أن النظام يشعر بقلق شديد وأنه بدأ يفقد سيطرته على الحكم في حين تشهد إسرائيل أزمة سياسية غير مسبوقة بسبب مأزق الانتخابات والاتهامات بالفساد التي وجهت هذا الأسبوع لرئيس الوزراء المنتهية فترته بنيامين نتنياهو.
وقالت المجلة في تقريرها "في مثل تلك التطورات التي تعصف بالبلدين فإن إظهار الحزم والقوة تجاه الاعداء في الخارج بات أكثر جاذبية الآن وذلك بهدف تحويل الأنظار عما يجري في الداخل وتأمين تغطية إعلامية داعمة للنظام."
وأضافت "من غير المرجح أن تؤدي الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا إلى انتهاء المواجهة بينها وبين إيران والتي لا تزال مستمرة منذ نحو 6 سنوات.. ونظرًا لارتفاع عدد قتلى الحرس الثوري في تلك الغارات فإنه من المتوقع أن تقوم إيران بعمل انتقامي ضد إسرائيل."