المستشار الألماني: إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا خطوة خاطئة ترفع مستوى التوتر

logo
أخبار

هل ستغير فرنسا دبلوماسيتها في الشرق الأوسط؟

هل ستغير فرنسا دبلوماسيتها في الشرق الأوسط؟
24 يناير 2015، 5:03 م

وجهت صحيفة لوبوان الفرنسية السؤال: هل ستغير فرنسا دبلوماسيتها في الشرق الأوسط؟ للصحفي والكاتب إينياس دالي الذي صدر له مؤخرا "الجمهورية الخامسة والعالم العربي"، وهو الكتاب الذي يروي ستين عاما من السياسة الخارجية الفرنسية في الشرق الأوسط، ويشرح فيه الأسباب التي ينبغي أن تدفع فرنسا إلى تغيير دبلوماسيتها في الرشق الأوسط لتخفيف حدة التوترات في المنطقة وفي فرنسا على السواء.

وعن ضرورة تغيير الدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط يقول دالي إن رئيس الوزراء السابق فرنوسا فيلون على حق تماما عندما يدعو لمزيد من المراعاة إزاء وجهات النظر الروسية والإيرانية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية السورية. لكن اللافت في رأي الكاتب، أن فيلون لم يشر إطلاقا إلى إسرائيل. "على الرغم من أن العديد من وزارء الخارجية الفرنسيين يقدرون أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صراع مركزي في الشرق الأوسط، لأن أي تسوية لهذا الصراع قد تؤدي إلى تهدئة في المنطقة.

ويضيف الكاتب "لكن السائد في الرأي العام العربي، أن الغرب وخاصة الولايات المتحدة، يوحيان بتحيزهما الكامل لإسرائيل. ولكني لا أعتقد أن صمتنا تجاه التوسع في بناء المستوطنات سيخدم السلام. وفي كتابي إشارة إلى استطلاع للـ بي بي سي، يؤكد أن الرأي العام الأوروبي يعتقد أن إسرائيل واحدة من الدول الثلاث التي تشكل أكبر تهديد للسلام العالمي، مع كوريا الشمالية أو إيران.

وعن فرنسا التي تعتبر إسرائيل حليفًا لها، وكبلد ديمقراطي، يقول إينياس دالي أن هذا الخطاب لا يمكن أن ينطلي على الرأي العام العربي، ويضيف "ففي شمال أفريقيا من المذهل ملاحظة أن هنالك عددا هائلا من الأشخاص الذين يبرّرون تصرفات منظمة الدولة الإسلامية."



ويتابع الكاتب إن السياسة الإسرائيلية منذ اغتيال إسحاق رابين، ساهمت كثيرا في نمو الإسلام الراديكالي، خاصة في غزة. ومن ناحية أخرى فإن خطاب الدولة الإسلامية كثيرا من يتطرق لـ "العدو الاسرائيلي". ولا شك أن عدم تسوية هذا الصراع يؤثر كثيرا على الرأي العالم في الدول العربية.

وعن سؤال كيف يؤثر ذلك على فرنسا يقول دالي إن هذا الشعور بالضيق هو الشعور نفسه الذي يتم التعبير عنه في فرنسا. فالكثير من الشباب الذين لا يملكون ثقافة كافية ويتفاعلون بشكل عاطفي يقدرون أن فرنسا تمارس الكيل بمكيالين بصورة سافرة إزاء هذه القضية. والحال أنه يتم التلاعب بالقضية الفلسطينية من قبل الأصوليين المتعصبين الذين يملكون البراعة الكافية للتأثير على العقول الضعيفة.

وفي سياق متصل يضيف "ظني أن العالم العربي يعيش أوضاعا سيئة للغاية، ولا يوجد بعدُ نظام بديل قادر على أن يحل محل النظام القائم. وما زال السكان يشعرون بالمهانة. وقد قال الفيلسوف ميشال أونفراي مؤخرا أن العرب يشعرون بأن الغرب يمضي وقته في قصفهم بلا هوادة. وهذه حقيقة إلى حد كبير. والدليل على ذلك أن الفوضى الحالية في المنطقة مردها إلى حد كبير إلى الغزو الأمريكي في العراق.

وحول ما إذا كان باراك أوباما قد ساهم في نمو تطرف المعارضة في سوريا برفضه التدخل في عام 2013 قال الكاتب "لست متأكدا من أن التدخل العسكري كان سيغير شيئا. أعتقد، بدلا من ذلك، أنه كان يجب منذ البداية محاولة إيجاد حل انتقالي بالتعاون مع روسيا وإيران.

وعن سؤال إن لم يكن هذان البلدان قد ساهما، بدعمهما الكامل للأسد، في تفاقم الأزمة السورية يبين الكاتب "لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث في لبنان مع العديد من السياسيين المقربين من سوريا، وجميعهم يأسفون لعدم اللجوء إلى القنوات الروسية والإيرانية. موسكو وطهران ليستا مجنونتين، وهما تدركان جيدًا أن بشار بإماكانه أن يستمر فترة طويلة على رأس بلاده، مع المحصلة المروعة التي وراءه. لم نذهب بعيدًا بما فيه الكفاية في هذا الاتجاه. يجب البحث عن متحدثين داخل النظام السوري من بين الذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء. لكن هذا قد يستعصي الآن من انخفاض سعر البترول الذي يعاقب روسيا وإيران معًا. لعل هناك فرضة سانحة يمكن استثمارها في السمتقبل.

لكن الكاتب يؤكد في سياق متصل قائلا " لكن ظني أن الغربيين يظهرون أوّلا كمنحازين كثيرا للسياسة الأمريكية".

وبخصوص إن كان فرانسوا هولاند على حق في عدم قصف الجهاديين في سوريا حتى لا يعزز الأسد يعتقد الكاتب أن فرانسوا هولاند على حق تماما، خصوصا وأن فرنسا لا تملك الموارد العسكرية والمالية للقيام بذلك. فرنسا الآن ملتزمة في صراعات منطقة الساحل، بالإضافة إلى 10 آلاف جندي احتياطي تم استدعاؤهم لتأمين الأمن على الأراضي الفرنسية بعد الهجمات الأخيرة.

وقال إن الأسباب التي تجعل فرنسا أكثر تحيزا لإسرائيل من الولايات المتحدة في موضوع النووي الإيراني تتمثل في أن "هناك في الواقع سياسة قوية من قبل فرنسا فيما يتعلق بوجهة النظر الإسرائيلية. ولكن أعتقد أن مسألة النووي نفسها خدعة. فالإيرانيون أذكى من أن يحاولوا اللعب يوما بسلاح نووي، وهو ما سيؤدي حتما إلى اختفائها الفوري. ولكن من ناحية أخرى أرى أن العالم الإسلامي من حقه أن يتساءل لماذا تمتلك إسرائيل القنبلة الذرية، فيما لا يحق لإيران ومصر امتلاك هذه القتبلة. يجب علينا أن لا ننسى أن إيران هي الفُرس في النهاية، وهي قوة إقليمية مهمة يجب أن يحسب لها حساب في المستقبل. وأخيرا، فربما الموقف الفرنسي يمكن تفسيره أيضا على ضوء الصداقة التي تحملها فرنسا لدول الخليج، المعادية جدا لإيران. ناهيك عن أن فرنسا لديها الكثير من الاستثمارات القطرية، ولكن هناك أيضا الاستثمارات الفرنسية في قطر، وفي الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية التي لها وزنها المؤثر في المنطقة.

وعن سؤال إن كانت "اللعبة المزدوجة" التي اتهمت بها دول الخليج إزاء الإرهاب حقيقية قال الكاتب إنه يعتقد أن القادة - أمير دولة قطر، وملك المملكة العربية السعودية – ليسوا مؤيدين للدولة الإسلامية على الإطلاق. "قادة دول الخليج جميعا يدركون جيدا أنهم هدف رئيسي لمنظمة الدولة الإسلامية".

وأخيرا يقول إينياس دالي "لكن في المقابل يمكننا أن نتحدث عن "لعبة مزدوجة" من جانب تركيا (التي تترك العديد من الجهاديين يعبُرون أراضيها). ولكن يجب أن نلتمس لها بعض العذر. فالنظام السوري ما انفك يوظف أكراد سوريا ضد أنقرة. ومع ذلك، فقد وافق الأتراك أخيرا على مراقبة حدودهم بشكل أفضل، تحت ضغط من الولايات المتحدة وأوروبا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC