مصدر أمني لبناني: لا يمكن الوصول للقيادي بحزب الله هاشم صفي الدين منذ غارة الجمعة
بعد 18 شهرًا على مقاطعة الرباعي العربي لقطر، تسعى الدوحة للعودة إلى المشهد الإقليمي عبر "دخان المساعدات المالية" وإطلاق "دوامة" من الحراكات الدبلوماسية، بحسب صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية.
وفي إطار ذلك، أشارت الصحيفة إلى استضافة قطر جولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، و"استعراضها في الوقت ذاته وساطتها بين إسرائيل وحماس برزمة مالية".
ولفتت "الفايننشال تايمز" إلى استقبال الدوحة الشهر الحالي، اثنين من الرؤساء الأجانب، الذين يبحثون "بيأس" عن المساعدة المالية، وكذلك تقديمها 500 مليون دولار لشراء سندات حكومية لبنانية.
توظيف قضية خاشقجي
ونقلت الصحيفة عن نيل كويليام، خبير الشؤون الخليجية في المعهد البريطاني (تشاتم هاوس)، قوله إن قطر "تحاول استخدام تداعيات مقتل الصحفي جمال خاشقجي لاختراق مساحات ومجالات كانت باستمرار ضمن قوة الحضور السعودي".
ويضيف كويليام: "لكن ستظل هناك باستمرار خطوط حمر أمام قطر في طريق ما تسعى إليه".
من جانبه، يشير محرر الشؤون الخليجية في "الفايننشال تايمز" اندرو انجلاند، إلى أن قطر "اضطرت خلال السنة الأولى للمقاطعة العربية، لسحب 30 بليون دولار من الأصول الخارجية لصندوقها السيادي لكي توازن الخلل الذي طال نظامها الاقتصادي. كما أسرفت في الدفع للوبيات الضغط في واشنطن".
ويضيف إنجلاند أن قطر "تعود الآن لاستخدام عضلاتها المالية من أجل توسيع علاقاتها، التي ارتهنت فيها لتركيا وإيران".
ويتابع أن قطر "منحت لبنان 500 مليون دولار كسندات خزينة، واستقبلت رئيس وزراء باكستان عمران خان، ومنحته عودتها لاستيراد الرز والعمالة من بلاده، ثم استقبلت الرئيس السوداني عمر البشير الذي يعايش أزمة اقتصادية أطلقت مظاهرات احتجاجية مستمرة".
نمر من ورق
وفي تقييم ما وصفته بأنه "هوجة دبلوماسية، ودخان المساعدات المالية" التي استأنفتها قطر، نقلت "الفايننشال تايمز" عن محلل خليجي وصفته بأنه خبير في طرق التفكير الإقليمي، قوله إن قطر "تنشط الآن.. لكنها نمر من ورق دون أي عمق أو قوة حقيقية مستدامة".
وأيد الخبير في ذلك القناعة بأن قطر "تعود لاستخدام دولاراتها، ما دامت لا تملك أي قوة سياسية حقيقية، فما يهم دول المقاطعة الرباعية العربية، وترفضه، هو ارتهان قطر لإيران وتركيا".
الربيع العربي
ويستذكر تقرير "الفايننشال تايمز" ما قامت به قطر في فترة ما سمي بـ"الربيع العربي" بعد العام 2011، من تأجيج للفوضى في مصر وليبيا وسوريا واليمن.
وينقل التقرير عن خبير الشؤون القطرية في معهد "تشاتم هاوس"، مايكل ستيفنز، قوله: "عندما حاولت قطر أن تلعب سياسة، لعبتها بشكل خاطئ. وهاهم الآن يعودون لما يعرفونه وهو ضخ الغاز وتحصيل المال، والتظاهر بأنهم أصدقاء للجميع".
ويضيف: "أشك كثيرًا أنهم يستطيعون قريبًا العودة للغتهم القديمة بالتدخل في سياسات الشعوب الأخرى".