تكهنات بتورط خارجي في ضرب البحرية المصرية

وقال الخبراء إن الاستخبارات المصرية لن تتورط في إعلان متعجل بإتهام قوى خارجية مالم تكن متأكدة من معلوماتها، لأن مثل هذا الاتهام يرتب استحقاقات رد يتلاءم مع فداحة التورط الخارجي إن كان حدث فعلا .

ولم يستبعد الخبراء أن يكون للمليشيات الليبية المسلحة دور في هذه العملية، وقالوا إنه بالرغم من بعد الشواطئ الليبية عن مكان العملية فإن البحر المتوسط يشهد عمليات تسلل وتهريب كثيرة، وبالتالي لا يستبعد أن تكون عملية استهداف القطع البحرية المصرية من بين تلك العمليات غير الشرعية.

ويقول خبراء إن المليشيات المسلحة الليبة التي تمتلك أسلحة كثيرة من مخلفات الجيش الليبي بعد ثورة 17 فبراير ، يمكن أن تكون قد وفرت معدات بحرية لمجموعات ارهابية محلية قامت بالعملية.

وقال الخبراء إن حصول مثل هذا الإحتمال سيغير قواعد الاشتباك والمواجهة مع المجموعات الليبية المسلحة التي دأبت على استهداف مصالح مصرية داخل ليبيا.

وأضاف الخبراء أن مصر أبدت ضبط النفس إزاء ذلك الاستهداف لأنه لم يكن يطال الأرض المصرية، لكن وصول التهديد إلى العمق المصري والمياه الإقليمية المصرية يرتب ردا مختلفا .

وحول احتمال تورط تركيا في العملية، قال الخبراء إن تركيا اذكى من أن تقوم بمثل هذا العمل أو تساعد بشكل مباشر في تنفيذه، وذلك بالرغم من مساندتها الواضحة لمجموعات ارهابية في المنطقة وتأييدها الظاهر لجماعة الاخوان المسلمين التي يحتمل على نطاق واسع أن تكون وراء العملية.

لكن الخبراء رجحوا، بالرغم من ذلك، احتمال استفادة منفذي العملية من معلومات استخباراتية ومعلومات رصد تركية للقيام بالعملية، لافتين إلى أن التحقق من الدور التركي هو أمر صعب لكن إذا ثبت أن لتركيا ضلع في العملية فإنها تكون قد ارتكبت خطأ فادحا.

وفي سياق متصل، لم يستبعد الخبير العسكري اللواء ممدوح الإمام سيناريو تهريب الأسلحة وان تكون زوارق الصيد الثلاث المهاجمة هي زوارق لعصابات تنقل شحنة أسلحة للعناصر الإرهابية بشمال سيناء والتي تعاني من حصار خانق بعد تدمير أكثر من 90 % من مستودعات الأسلحة و الذخيرة التي كانت تمتلكها بالشريط الحدودي في مدينة رفح بموازاة قطاع غزة على حدود مصر الشرقية.

وشكك اللواء ممدوح، خلال تصريحات لـ "شبكة إرم"، في ما ذهب إليه بعض المراقبين من أن تركيا تقف وراء الحادث استنادا إلى الأوامر التي صدرت إلى قواتها البحرية بتغيير قواعد الاشتباك لتصبح أسرع مع أي وحدات تقترب من مناطق مصالحها الاقتصادية بالبحر المتوسط بعد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص والتي دعت تركيا خلالها إلى احترام حدود مناطق الاستغلال الاقتصادي البحرية لقبرص.

وأوضح الخبير العسكري أن إطلاق النار صدر عن زوارق صيد وليس عن وحدات قتالية نظامية وعلينا انتظار نتائج التحقيق مع العناصر التي تم إلقاء القبض عليها.

وانتقد اللواء ممدوح المعلومات المغلوطة التي بثتها بعض وسائل الإعلام من أن الواقعة جرت داخل المياه الإقليمية لمصر ،مشيرا إلى أن المياه الإقليمية لا تتجاوز 12 ميلا بحريا، بينما جرت الواقعة على مسافة 30 ميلا .

من جانبه، رجح الخبير العسكري اللواء محيي نوح فرضية العمل الإرهابي، حيث تسعى جماعة بيت المقدس إلى الرد على الضربات الموجعة التي تلقتها مؤخرا في مناطق رفح و الشيخ زويد والعوجة وجبل الحلال بشمال سيناء.