اقتحم حاخامات يهود المسجد الأقصى المبارك، ضمن سلسلة الاحتفالات التي تقوم بها إسرائيل بعيد الفصح.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، قانونًا يجيز الصلاة أمام المسجد الأقصى وتقديم القرابين في مكان لم يتم الوصول إليه من قبل.
وقال عضو الكنيست السابق والباحث في الشؤون الإسرائيلية، جمال عمرو، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن هؤلاء الحاخامات لأول مرة تصل فيهم الجرأة للاقتراب من المسجد الأقصى المبارك بهذه الطريقة.
وأضاف: "هؤلاء الحاخامات معنيين بضرورة إنجاز شيء معين هذا العام من خلال إيماءاتهم بالصلاة، فقد وقفوا في سطور ومعهم قوات مسلحة كبيرة ومعززة".
وتابع: "علمنا بأنه سيتم مضاعفة هذه الأعداد بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأكد عمرو أن الحاخامات لأول مرة يقدمون القرابين في القصور الأموية بشكل ملاصق لجدار المسجد الأقصى تحت منبر صلاح الدين.
وقال: "ولأول مرة تقوم المحكمة بإصدار مثل هذه القرارات خاصة بعد تقديم الالتماسات للسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى".
وتابع: "القرار الذي أصدره الاحتلال قصير ومقتضب، ولكنه محمل بالسموم وجاء في نصه، أن المؤمنين من اليهود يحق لهم نفس ما يحق للعرب بالصلاة في المسجد الأقصى".
وأشار عمرو إلى أنه بعد صدور القرار مباشرة، تم السماح لهم بشكل صريح وواضح باقتحام المسجد الأقصى.
وحذر من أن القرار الذي يلي هذا، سيكون عبر السماح لهم بالصلاة في جبل الهيكل، ومن ثم إسقاط كل مقدس فلسطيني وعربي.
وأضاف: "هناك 28 منظمة يهودية شديدة الخطورة تشكل أرضية كبرى للاقتحامات، ما نخشاه هو إشعال المنطقة بحرب دينية لأن دونالد ترامب استخدم لفظًا دينيًا عندما أعلن القدس عاصمة لإسرائيل".
والحاخامات في إسرائيل هم مفسرو الشريعة اليهودية ومعلموها؛ وقد لعبوا دورًا بارزًا في تأسيس الفرق الدينية، والمدارس الأهلية، والأحزاب السياسية، وإصدار الفتاوى؛ ما أكسبهم حضورًا وقدرة فائقة في التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وصانعي القرار داخل المؤسسة الرسمية، رغم مظاهر العلمانية والنمط الغربي السائد في إسرائيل.
ويستمد الحاخامات قوتهم من نصوص تشريعية توراتية رفعت مكانتهم، وأحاطتهم بالقداسة والعصمة.
وينتشر الحاخامات في المدن والمؤسسات الرسمية والشعبية؛ ويتركز وجودهم في دار الحاخامية الكبرى، ووزارة الشؤون الدينية، والأحزاب الدينية، والكيبوتس الديني؛ فلكل مدينة ومستوطنة حاخامها، ولكل حزب وطائفة دار حاخامية مصغرة؛ وهناك حاخام للمؤسسة العسكرية.
وتبقى دار الحاخامية الكبرى هي الأبرز وتتكون من الحاخامين الأكبرين: الأول يمثل اليهود الغربيين (الأشكيناز)؛ والثاني يمثل اليهود الشرقيين (السفارديم)؛ مع وجود 10أعضاء مقسمين بالتساوي بينهما، ينتخبون كل 5 سنوات؛ بالإضافة إلى حاخامات 3 مدن رئيسية؛ والحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي.